الأرشيف شهريا: مارس 2012

image_pdfimage_print

نظرة الشعوب للمرأة

نشر على بواسطة .

لا أدري من أي نظرةٍ أبدأ .. ومن أي شعب ومن أي دين .. فلا يخلو شعب أو دين من ذوي الاعتقادات الفاسدة من هضمية أو احتقار للمرأة .. فعناوينهم البراقة ويافطاتهم التي يناشدون الناس بها هي قناعهم لرميها في مكانٍ سحيق غير معلوم .. ومن النوائب التي يلطم عليها الدهر أنهم استعانوا بأصوات مفكرين في المجالات العلمية لاستخدامها دليلا يرتكزون عليه في مجادلاتهم .. وفي نظر العقلاء بأن هؤلاء المفكرين إما يحكمون بالعاطفة أو أنهم أخطئوا لفساد أصل الموضوع أو الاعتقاد فلم يضلوا للنتيجة المثلى والرأي الأسمى.
لو نظرنا وعدنا بعض الخطوات للخلف .. لوجدنا أن المرأة في عصر حمورابي وقوانينه اعتدت من الماشية المملوكة .. وفي شريعته أن من قتل بنتاً لرجلٍ آخر عليه أن يسلمه بنته يقتلها أو يتملكها ويفعل بها ما يشاء..
وشريعة (مانو) الهندية لم تمنح المرأة أي استقلال في الحياة .. فإنها تفرض على من فقدت زوجها وأباها وأخاها أن تنتسب لرجل من الأقارب .. فلا تعطى ولاية أمرها بيدها .. وأنها في الغالب تحرق مع زوجها إن مات في لهب واحد..
وفي الحضارة اليونانية لم تشتهر المرأة إلا إذا كانت غانية وفاسدة … لأن اليونانيين لم يسمحوا لها بمجالٍ غير هذا المجال … فلا تسمى هذه فرصة للسمو والشهرة … وإنما قد أعطيت مجالاً للانحطاط أكثر … وأكثر….
ومن الغريب جدا أن حتى الفلسفة العادلة في العصور السالفة بخست حق المرأة العام كزوجة في الحياة الزوجية أهم حقوقها … فمثلاً … (أفلاطون) ذلك الفيلسوف العظيم بكتابه المشهور (المدنية الفاضلة) له رأي غريب جدا وهو أن المرأة يجب أن تتفرغ للولادة فقط إن كانت زوجة, فتتولى السراري والإماء تربية الأبناء … وكأنما قد أستكثر على المرأة أن تكون أما, أو زوجة تدير الأمور المنزلية , أو مربية ترضع أطفالها وتربيهم وتعظهم .. الخ, بل جعلنا أفلاطون في نظره كأنها حظيرة أو قطيع من النساء مباح للذات … فلا أدري كيف تعتبر هذه المدنية فاضلة إن كانت نساؤها هكذا ?! وكيف تعتبر عادلة إن كان يعامل نصف المجتمع معاملة الدابة التي تنجب وترمى?!!.
وفي عصر الفروسية كانت لا تستطيع أن تشاور زوجها أو ترد عليه بمشورة تخالف هواه .. بل قد تزف إلى رجل لا تعرفه لتسهيل صفقة ما .. أو خدمة سياسية حربية ما .. أو مجاملة ما .. الخ .. وقد تعيش أجمل الجميلات أو أذكى الذكيات أو أثقف المثقفات مع شخص غبي مجنون همه الحرب, أو أي لا يعرف القراءة ولا الكتابة لمجرد أنه فارس مما يعرضها للحياة القاسية الشقية مع شخص جاهل .. وغالبا ما تتعرض للضرب المبرح والاعتداءات الجسمية .. بينما هي تستحق المعيشة الأفضل على ما تمتلك من قدرات ترفع من مكانتها…
حتى في زمان الجاهلية عند العرب, كان إذا بشر أحد الناس بمولود أنثى يحزن حزناً شديداً فيئدها ويدفنها خوفاً من العار, وكان الرجال يتوارثون النساء كما يتوارثون الدابة المملوكة .. وغيرها..
إلى أن جاء الدين الإسلامي نابذاً كل ما سبقه من أفكار ومعتقدات رافعاً من مكانة المرأة من الحضيض إلى الثريا .. فجعل لها الحق في أن ترث مثل نصف حظ الذكر, فأعترض الغربيون عليه يطالبون المساواة .. فأولاً: إنها لم تكن لترث في أديانهم ومعتقداتهم وأفكارهم السابقة إلا بعد مشقة, كما جاء في الإصحاح السابع والعشرين العدد أن بنات صلفحاد ابن حافر ( وقفن أمام موسى واليعازار الكاهن, وأمام الرؤساء وكل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع قائلات: أبونا مات في البرية ولم يكن في القوم الذين اجتمعوا على الرب في جماعة قورح بل بخطئييه مات ولم يكن له بنون .. لماذا يحذف اسم أبينا من عشيرته لأنه ليس له ابن . أعطنا ملكاً بين أخوة أبينا !! فقدم موسى دعواهن أمام الرب. فكلم الرب موسى قائلا: بحق تكلمت بنات صلفحاد. فتعطيهن ملك نصيب بين أخوة أبيهن وتنتقل نصيب أبيهن إليهن ..الخ )) .. فأصبحت ترث وتملك وتتاجر وتختار شريك حياتها بالموافقة أو الرفض … الخ .. فجعلاه الدين الإسلامي مستقلة بحياتها ومصيرها..
أما عن (عبّاد الشهوة) الذي قد سماهم الغربيون مفكرين كفرويد فقد رأى بأن المرأة أداة لذة ومتعة فقط, لذلك دعوا إلى التحلل من كل قيد اجتماعي عرفي واعتبروا القيم والمثل أموراً وأفكارا رجعية تضر المجتمع ولا تنفعه … رافعين لأجل هذا الهدف اللاإنساني شعارات ويافطات تحمل في ظاهرها ألواناً من الإنسانية وفي باطنها لمن يتفكر فيها أهدافاً غير شريفة. يتبعه مقالات

الدليل الآخر

نشر على بواسطة .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أaرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم الؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°الدليل الآخر°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

كثير من الناس يملكون مصادر الأدلة الشرعية .. ولكن..يحاولون ان يتشبثوا بالافتاء دونما يشعرون..حيث انه المعلومة الوحيدة في الذهن في ذلك الآن وتلك اللحظة..
حيث تثار الجدلية بين أطراف المجتمع والتراشق بالأدلة الشرعية والطرح الجدلي عبر قنوات المعلومات المتوفرة في الذهنية إلى حيث تفرغ الكلمات وتنتهي الأدلة وتجف السبل دون الوصول للنتائج المنشودة..
سنغض النظر لحظة عن كون تصرفهم ليس من شأنهم يعني ببساطة انهم ليسوا أهل اختصاص ولم يصلوا للمرتبة العلمية التي تؤهلهم للإستنباط..
ونقول : هل انهم استقرأوا الأدلة المتوفرة بالكامل.. يعني اذا كنت تحفظ رواية وغيرك رواية أخرى ..ألم تتأمل بأن غيرك بنفس المستوى يستدل برواية وهذه الرواية ايضا قد تكون معتمدة..
الصورة الأولى: البعض يلجأ الى طريقة الجمع بين الروايات ..يعني رواية تقول بالحرمة وأخرى بالحلية مثلا يحولهه مكروهة ..يعني بالعامية يتوقع مو حرام كلش.. ويتسالم الطرفان الغير متخصصان على هذا المحمل..
الصورة الثانية: والآخر يقول : روايتك ضعيفة وتضعيف الروايات مما يفوت على الناس الإستفادة منها!! وكأنك تكذب الرواة او تكذب المعصوم عليه السلام دون علم..
الصورة الثالثة: يخبرك بأنه غير مقتنع منها وأنها لا تلبي متطلبات العصر..
الصورة الرابعة: يدعي ان العلم متعارض معها..

ففي الصورة الأولى يجب ان نعلم بأن الجمع بين الأدلة يحتاج للإلمام بالأدلة الشرعية المعتبرة عبر مفاهيم وقواعد الإستنباط يعني تقييم الدليل الشرعي كل على حدة.. ثم المقارنة فهنا تحصل النتائج الرجوة كالبراءة والإحتياط والتعادل والتراجيح التي من خلالها يقيم الدليلان .. فاذا تساويا فالبراءة أو الإحتياط وإن رجح أحدهم على الآخر أخذبه..
وهذه العمليات ليست بالهينة اذا ما قورنت بالذمة من حيثيات سنذكرها في الأخير..

وفي الصورة الثانية يجب احترام الروايات حتى غير المعتبرة لأنها ظنية الصدور أي قد تكون صادرة فعلا عن الإمام المعصوم عليه السلام وإنما وجود الراوي الضعيف جعلها تحت المجهر ورجح غيرها عليها.. وانما يقال الرواية لا تنهض بالدليل لو قورنت بغيرها.. هذ اذا فرضنا أنك صاحب اختصاص.. فمابال العكس.. فيجب على الإنسان التأدب حال استماع الروايات لأنها طريق الوحي وسبيل الإتصال بينك وبين المولى جل وعلا عبر منبع أهل البيت الصافي عليهم السلام..

الصورة الثالثة التي من خلالها يقول بأنه غير مقتنع منها وأنها لا تلبي متطلبات العصر.. كالروايات التي حرمت الموسيقى حيث ان كثير من الأعمال الفنية اليوم قائمة على الموسيقى تحت عنوان الكلاسيكية المصطلح عليه في علم الموسيقى رغم ان تلك الأعمال اليوم خرجت حتى عن المسمى الإصطلاحي الموسيقي لتتحول الى الراب والروك والميتال وغيرها.. وما زال الفاعلون يتحدثون عن الموسيقى الكلاسيكية وكثير من الناس يفهمها بأنها الموسيقى بلا أغاني .. وقد أفردت محاضرة هذا الموضوع لليلة الخميس القادمة..
وموضوعنا أن الملاءمة للعصر يصنعه الإبداع الخاص فإن كانت المؤثرات الصوتية والأوديو قادر على صنع المؤثرات في الوسائط المتعددة فالأناشيد يمكنها القيام بذلك أيضا ! بل وأن هناك من المسرحيات الصامتة كالميم والبانتوميم حيث استطاع الإنسان نشر ابداعاته من خلاله عبر الآهات وأصوات الآلات غير الموسيقية كالقطار والماء وغيرها..رغم ذلك سمي الأمر ابداعا حتى يومنا هذا فكيف لا يمكن للمسرح او الفيلم الحواري الذي هو أقل قيودا وأكثر حرية أن يبدع بالاستغناء عن الموسيقى التصويرية بتصوير وسائط متعددة أخر ..فإن من ضيق النظر الشعور بأن الوسائط المتعددة وهي الملتميديا هي بسعتها وتنوعاتها لا يمكن الا للموسيقى سد مجالها في الصوتيات والأوديوشنز في التأثير..
ولو لاحظ المنتقي للملاءمة والمنافرة للعصر نفسه سيجد بأنه يبحث عن الملاءمة والمنافرة في طبعه ليس إلا فنحن في القرن الواحد والعشرين لا يقيدنا أي عصر والمجال مفتوح للجميع إلا ما حرم الله على العباد..
ألا يمكن مراعاة عدم حصول الفساد الديني في الأعمال الفنية مع مراعاة الهدف الفني المستقل إجتماعيا واقتصاديا ومروريا من العمل الفني المنتج؟!! أي يكون بمقاييس دينية صرفة صالحة لكل شخص وكل مقلِّد؟؟

الصورة الرابعة: كنت عند طبيب في يوم من الأيام فقال لي إن لديكم رواية خاطئة تبنون عليها وتفعلونها ونتمنى منكم تغييرها لأنها خاطئة طبيا!! فقلت له ما هي؟؟ فقال : رواية ان نبتديء الطعام بالملح ونختمه بالملح!! ألا يمكنكم تصور ان ذلك يسبب ضغط الدم؟؟ كثرة الملح تسبب ضغط الدم..فبدلوها حتى لا تحرجونا مع الغربيين؟؟!!
قلت له: ماا تقدمون لمن هو مصاب بانخفاض ضغط الدم؟! قال اللبن المالح او الأشياء المالحة…فقلت له ماهي مسببات انخفاض ضغط الدم للإنسان الطبيعي ؟؟ فقال : قلة أكل الملح والتعرق الزائد الي يفقد الإنسان كثيرا من السوائل حيث يفقد معها تباعا الأملاح المعدنية في الجسم.. فقلت له هذا يحصل في الصيف طبعا..فقال نعم وغالبا..
فقلت له هل هناك حالات في الصيف تأتيك بهه الحالة أم أن العصر قد تغيير؟؟ فقال لا كثير منها تأتيني في الصيف!!
فأخبرته حينها بأن هذه المكيفات في السيارات والبيوت والمراوح وثلة التعرق ورغم ذلك ان هذه الحالات حاصلة معه ..فما بال أيام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ألم تكن الوصاية بالملح هي من عين الطب؟!! والنقطة الثانية لم تطلب منا الرواية الشريفة أكل حفنة من الملح وإنما طلبت ان نضع سبابتنا عليه ونلعق ما التصق عليها ليس إلا فهل هذا يضر حتى المصاب بضغط الدم؟؟؟ فقال لا!! فقلت له كم من الكمية التي تخيلتها؟؟! فابتسم..وابتسمت..بعد ان أفادني عن ضغط الدم..
إن هذا الطبيب لم يبحث عن الدليل الآخر بل ولم يلجأ لأهل الإختصاص..
وعلى هذا يجب الإعتقاد بأن الرواية الصحيحة لم تكن يوما عبثا..

فالدليل الآخر يا إخواني لا تتجاهلوه في أوقات النقاش ولا تتهاونوا به بل استمعوه واستفيدوا منه فليس الدين بساحة للنزال ولا زوبعة مقالات الرجال ..
فالبحث والتنقيب في مأثوراتهم عبادة …فلا تتحول بين أيديكم إلى هوادة او نزالات كلامية..
كثير من الأمور الدينية لا يمكن استيعابها الا بعلوم مختلفة لتحقق ملكة فهم الروايات وتنقيحها وذلك ليس بهين..فليس كل من عرف معلومة طبية أصبح بإمكانه علاج الناس فها هو الطبيب قد أعطاني معلومة عن ضغط الدم فهي ليست مطردة فقد لا تناسب المصاب بالقلب او غيره من الأمراض..بل وأحذر ان أصف هذا الدواء لأحد خوفا من الدليل الآخر.. وفي حال المرض اقف أمام الطبيب حائرا وعيني رجاء لحل معضلتي الصحية لأنه كمتخصص هو الوحيد الذي يعرف الدليل الآخر في حالتي لعله يمسح على علتي او يصف لي دواءا يزيل شقائي بكرم نفسيته وطيب روحه .. ويبقى التدخل المولوي من الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا..
نفس المراحل والحالات يمر بها القرار والفتوى واستنباط الحكم الشرعي وليس لأحد من غير المتخصصين التدخل بإتلاف الأدلة أو التهوين بها..
تصور لو ان كل واحد أتلف دليلا لسد موقف فقد يحتاجه في موقف آخر او قد يتلف يوميا دليلا شرعيا حتى لا يمكنه غدا الإعتقاد بالدين.. وهذا يحتاج الى مصنع ادلة يتلفها دليلا تلو دليل لأنه ملك يوما دليلا؟؟!!وتبقى عجلة استهلاك الأدلة دائرة عنده لحين النفاد..
ان المكلف الساعي لتثقيف نفسه يأخذ الفتاوى جاهزة من المتخصص كما يأخذ الكبسولة من الطبيب ولا مانع ان يقرأ هنا وهناك وينقل ما قرأه ولكن عليه ان يستجيب ليسمع ما قرأه غيره ويتثبت من اهل الإختصاص عنه حتى يقتنع به لأنه يريد ان يجمع المنتقى النقي من الأخبار والفتاوى لا ما يلائم طبعه أو ينافره.. وإن حصل الإختلاف بين أهل الإختصاص يبادر لمن هو أعلم منهم..حتى ينتقي النقي من أخبارهم عليهم السلام بعيدا عن الجدال والمنازعة..

هذا ما استطاع خادمكم ان يخطه الليلة
واعذروه على التقصير..
وشكرا جزيلا

تبني المسؤولية الدينية

نشر على بواسطة .

الدعوة للعمل الديني تفعيله شيء جميل لا يرفضه العقلاء ويفرح له المتدينون على جميع الأصعدة، فالدعم الكلي بكل ما أوتينا من قوة عملته عبادة على ما نصت عليه الآيات والروايات، بل ان العمل المناج لو ضم لنيةٍ شرعيةٍ يخول بنفس ذلك الآن عبادة للعبد أجره عليها لا محالة..
فالعمل الإسلامي الذي يشمل كل شيء كالبناء والتجارة والسياسة والهندسة والطب..الخ يتحول لعبادة كالتبليغ بالدين والدعوة للحق فأنهما بكل الحالات يحتاج فيهما للجو المناسب ثقافياً ومادياً ومعنوياً..
وكما ان الأعمال الحياتية يرجع فيها إلى رئاستها للإشراف عليها وتقويمها يحتاج رجوع الأعمال الدينية لتنقيح المرجعية ودعمها الفكري حتى يكون العمل موثقاً من الجهات المختصة به وإلا لكان العمل مرتجلاً وفارغاً من محتواه العام وقد لا يصل للأهداف المنشودة..
أقيمت في عصرنا الحالي المؤسسات والمشاريع الدينية والنشاطات حتى فاقت التصور في الإذاعات والقنوات الفضائية ليتنافس المؤمنون على أبراز معالم الدين بدعم عام من الجهات الدينية المؤمنة الفتية المجاهدة، وقد تطورت سبل الإعلام الديني للوصول إلى ذروة لغة العصر الإعلامية..
ولكن ذلك التكالب والمنافسة أدارت عجلات كثيرة أوضحت قوة إيمان الكثيرين كما أوضحت ضعف البعض الآخر، فمنهم من جعل الأمر مجرد مشروع تجاري ومنهم من استغل الأمر للدعوة إلى نفسه ومنهم من جعل الله نصب عينيه ليعمل بجد واجتهاد واضح الإخلاص..
فالمشاريع الدينية الواضحة المعالم يجب ان تتطور كما تتطور الفنون العامة وبكافة الاختصاصات الفنية، ولكن التقييد الديني الواضح والوازع الاعتقادي المتنور ضروري بدراسة الموقف الإعلامي وصنعه، فالرجوع بالسؤال الشرعي في كل أمر فني جديد هو من صميم ضروريات المذهب لكي لا يتلاعب بدقة الإعلام بحسب الخيال اللامحدود حتى لا ندخل في أطوار خيالية الدين ونسمح للخرافة بالدخول فيه مهما كلف الأمر، لان الدين الذي لا قيد فيه لا يمكنه تحديد الأمور ولا السيطرة عليها، فالقيود الدينية صمام أمان لحفظ المتدين مادياً ومعنوياً وعقائدياً ومنع استغلال عواطفه الدينية وتوجيهها لغير ما يجب أن تتوجه إليه..
فلو أخذنا مثالاً كالشعائر والمناسك العبادية وتعظيمها إعلامياً لوجدنا ان الأمر لا يتم بدون مرأى ومسمع الشريعة وبدون قيودها الشرعية العلمية، فكما قام الشعراء مدرسة الشعر الحسيني وأقام الخطباء مدرسة المنبر الحسيني اللذان يحملان البنية الحسينية الظنية المختصة بهما فكذلك لو جعلت الأناشيد واللطميات والفيديو كليب لها طريقة خاصة تحوي المصيبة أو الفكرة المربية بكيفية حسينية متخصصة تقوم بالغرض نفسه بلا أي إشكالية تتلاعب بمعاني العقيدة والتشريع تحت خيالية الفنانين أو انتاجات المخرجين..
فالمتبني للفكرة الدينية يجب ان يرجع الأساطين ومراجع الدين العظام كي لا يقع في المحذور، فالذين يرجعون للمؤرخين في الأفلام والمسلسلات التاريخية هم الموثوقين في أعمالهم وليس الذين يتبعون الخيال التأريخي، حتى الخيال الطبي مبني على بعض المعلومات من الأطباء كي ينجح العمل، هذا فيما إذا كان خيالاً أو قصة فنية بعيدة عن الواقع، أما الدين والاعتقاد فلا خيال فيه وإنما هو عمل تبليغي وتوعي وواقع في نفوس المؤمنين والمعتقدين به، فلا يمكن التلاعب به ولا يمكن ألا اعتبار الحقيقة الشرعية في منطوق العلماء وحتى استحساناتهم وتقبيحاتهم وانتقادهم لكونهم اقرب إلى الذوق الشرعي المعتمد على مباني الشريعة..
يفضل ان يتمسك بأعمال المجتمع من عرف بالصلاح والورع لكي تمنع المفسدة من الوصول للمجتمعات وتبعد المتلاعبين، ولكن يتأكد الأمر في الأعمال الدينية ويتضح لزومه كما يتأكد تدخل ذوي العلم فيه لكي لا نصل بالحال إلى سيطرة إعلامية دينية غير متدنية تدخل المجتمع في أوهام لا طائل لها..
فعلى المجتمع المتطور أن يشعر بمسؤوليته اتجاه توفير المنبر الإعلامي الصحيح إتباعه وملاحقة وردع ما هو خارج عن رقابة رجال الدين لكي يحسن الدفاع عن مبدأه وعقيدته ولا يدخل في المواقف المحرجة التي تحسب على الدين رغم أنها ليست منه..
وعليه ان يختار الأصلح في إدارة المشاريع الدينية الخيرية وغيرها كي يعصم من أخطاء مادية ومعنوية قد تجر الأخطار المحتمة عليه.. والرجوع بمواصفاتهم حسب ما يمليه عليهم المرجع الديني من صفات من يتبنى المشروع الشرعي.. بدلاً من كون الأمر أشبه بالتطوع الغير منتظم الذي يحول العمل لحالة فوضوية وفقاً لهوى المتطوع..
ان الشهرة الإعلامية ليست بأمر صعب على أيًّ كان وتحقق اليوم بالانترنيت والمواقع الشخصية كما ان القنوات الفضائية تبرز من تريد أبرازه، والإعلام اليوم قائم ومرتكز على إمكانيات المادة ومدى توافرها لدى الشخص المريد للشهرة.. فلذلك نقول بأن الاختيار للمتطوعين بحسب شهرته بالعمل والصلاح فيه بلا انفكاك بينهما لتحصيل النتائج الأفضل..
فالتخطيط الإداري العالمي معروف بكثرة الانفكاك بين المواصفات وكثرة العاملين والدوائر التي تستنزف الطاقات البشرية لمجرد فعل واحد مع استقلالية في المسؤوليات مما يضيع الفرصة في استحكام الجزئيات وضياع الماهيات الغير ملتفت إليها ولا تلحظ إلا بالعمل، كما وأن ذلك التركيب المعقد من الدوائر البشرية قد يكون دقيقاً لدرجة فوق الحاجة التي من اجلها وجدت تلك الدوائر، وأخيراً من المعروف عند العقلاء لو ركزوا على تلك الدوائر لوجدوا بأن رأس هرم كل تلك الدوائر ما هو ألا إداري يصله التشخيص الجاهز والتنقيح والتخطيط حتى يمضه ويمنعه بحسب خبرته وهذا قد يتنافى مع بعض الأدوار المهمة كالأدوار الدينية والعقائدية التي تضع المكلف بمرتبة المدير الذي يستخلص تكليفه من الخبراء..
إن هذا القول لا يقدح بالمعنى الكلي للنظام الإداري العالمي ولكنه يبين عدم أطراده في كافة مجالات الحياة العامة، والتطبيق واضح، فالتخطيط الإداري قد يمنع معالجة المريض المجهول، كما انه قد يمنع حياة إنسان رغم ان التخطيط الإداري الطبي ما وضع إلا لخدمة الإنسان، وعندنا في العراق قد يتساهل الممرضون بعلاجه بإسم (مجهول) نظراً لأهمية حياته عن ذلك الروتين الإداري، فقد ينتقد احدهم هذه الحالة ويقول هكذا تتسرب الأدوية لخارج المستشفى تحت هذا المدعى!! وكأن الذي وضع الكم البشري الهائل في تخطيط المستشفى الإداري لم يكن ليضع مراقباً موثوقاً لمثل هذه الحالات بدلاً من منع المريض من العلاج لكونه مجهولاً عنده أو عند الممرضين حتى يأتي بأوراقه الرسمية..
إن التكثر في الإعداد البشرية أمام المسؤوليات قد يعطي تفرغاً للمسئول من تعدديته وسرعة انجاز العمل ولكنه في نفس الوقت قد يعطي مجالاً للإتكالية والتسيب، كما وانه قد يعطي فرصة للتهرب تحت عنوان خروج الاختصاص عن مسؤوليته..
فلو قام أهل الاختصاص الطبي بتخطيط إداريات الطب وأهل الاختصاص ليخططوا لاختصاصهم لأنجزوا المهمة الموكلة إليهم على أفضل وجه، كما وأنهم أدرى بطبيعة البلد الذين يكونون فيه إدارياتهم، فلو كان المجتمع بدوياً ولا يطلب من المريض أية وثيقة ولو كان حضرياً فيطلب منه بحسب حضارته..
فالعمل الديني بشكل أو بآخر له تخطيطه الإداري التلقائي الذي يشكل بكيفيات المجتمع وحالاته الاجتماعية، لأنه بالإمكان فعله حتى في منزلك أو بين عائلتك أو مع نفسك في الخلوات..
وقد لاحظنا مؤخراً كثيراً من الأعمال الدينية متأثراً بالتخطيط الإداري العالمي الذي قد يذهب بروحيات الدين والعقيدة، كنشر أسماء العوائل المتعففة التي يساعدها الصندوق الخيري وأسماء المتبرعين الذي قد يسبب الرياء في المرات المقبلة.. وهكذا فقد يتبرع شخصٌ منبوذ في المجتمع لسلبيته أو سارق من اجل تحقيق الاسم والشهرة عبر الطريق الديني والإسلامي..
ونحن نكون دعاية وأعلاماً له وما وضعت الصدقات لهذا الغرض ولا الفرائض الدينية..

المصطلحات الصادرة من المرجع الديني

نشر على بواسطة .

تصدر عن علمائنا الإعلام ومراجعنا العظام بعض المصطلحات العلمية التي قد يتفهمها الناس الاعتياديين بسهولة ولكنهم قد تغيب عنهم ملابسات التطبيق، ومسقطات الأحكام، وظروف الأحكام المتغيرة على وفق الظرف الزماني أو المكاني، وقد تغيب عنه سياقات الأحكام نظراً لعدم إلمامه ولو بجزئيات المسائل الكاملة أو بطريقيات الاستنباط بشكل عام..

فالشائع اليوم عند المراهقين لفظة الأعلم ويسعون لإحرازه فيقوم الأمر على نحو فوضوي كتحزير الألغاز عندهم، ويتبع الآخرون الطريقة المثلى وهو الرجوع لأهل الخبرة في هذا المجال.. فالمراهق بطبعه متأثر بفرق الرياضة ومنافسات المسابقات فتراه يتعنت ويحاول أثبات أفضيلة من يقلد والمميزات الخاصة به وكأنه قد افتنى سلعة والمستجار بالله، وكأن الآخرين ليس لهم ماله وليسوا من علماء الأمة.. ان المشكلة هي سوء الفهم لمعاني التقليد النبيلة وعدم وجود المستوعب الذي يقيم الدورات ويشرح معانيه وقضية الأعلم واشتراطه عند البعض دون البعض الآخر..

استحالة بيان الأعلم واقعياً والاختلاف العلمي في هوهويته جعل للفقهاء والمجتهدين رأيين بمعناه المتسامح فيه، فالأول اسقط ذلك الوجوب ورأى بديهية الادلة الخاصة بهذه المسألة والبعض الآخر رأى الرجوع لأهل الخبرة وتحصيل الاطمئنان بكلام المختصين الذين يطمئن إليهم..

وإعلام المكلف بأن المراجع العظام لا يفتون إلا بالدليل ويميلون حيثما يميل فيبذلون قصارى جهودهم لتحصيل الأحكام الشرعية القريبة والمطابقة لواقع الحكم، فلا يفتي بما يشتهي احد عندنا، ولا يتصرف المجتهد والمرجع الديني إلا بما يعطيه كامل التصرف الشرعي من الأدلة.. فلا يستهينن أحد بالأحكام فانها ليست وضعية ليقوم رجال القانون أو السياسة بتعديلها أو التلاعب بها.. لأنهم ببساطة شديدة ليسوا من أهل الاختصاص وليست لديهم القدرة الكافية للوصول لمجهولات الحكم الشرعي المعلومة بالأدلة الحقة النقية..

كما نلاحظ في كافة العلوم التجدد والتغيير بحسب التجربيات الملموسة،فإن الفتوى قد تتغير عند العلماء الإعلام بحسب حصولهم على الأدلة المغيبة عنهم والتفاتهم لحقائق الأحكام وقد يشكل على قولي هنا بأنني قلت في تمايز العلوم بأن الشريعة لا تتغير والعلوم متغيرة بتساقط النظريات، فكيف نقول هنا بتغير الفتاوى وتراجع العلماء فيها بالاستنباط المتجدد، أقول: ان الشريعة لم تتغير ولربما قد يتأخر الوصول للأحكام الشرعية فيعذر المولى عبده المتخصص طالما انه مستمر في أخلاصه ويوفر الأحكام الشرعية للعباد بجهده وجهاده.. بل ان هذا المجتهد متجدد في فكره ويغلظ في مراقبة التغيرات الحكمية ان تعلقت بتغير ما، فذلك مدعاة للثقة والورع والزهد..

الشريعة المتبعة تحمل أصولاً للعلماء من أئمتهم وهم يفرعون عليها، وقد قال احدهما ع علينا الأصول وعليكم الفروع..

ولو تأملنا المصطلحات الفقهية والأصولية في كتب العلماء لوجدنا فيها ما يفوق تصور الغير متخصص مما حدا بالبعض المطالبة بكتب أسهل للعمل بها، أقول: إن المكلف مطالب بالعلم الديني فيجب عليه تفهم الرسالة العملية لمن يقلد، وكذلك تعلم عقائده وتفهمها ليصح اعتقاده بها ويقوى يقينه، وليعلم المكلفون بأن تلك الرسائل العملية قد وضعها العلماء العظام بتلك اللغة لكي يعلم المتخصص مباني المرجعية وصاحب الرسالة باللغة الدقيقة حتى يتسنى له التطبيق بين العوام ونشر الأفكار بشكل خاص وعام، فلو كتبت الرسائل العملية على طريقة الجرائد والمجلات لما خلت من أخطاء علمية جسيمة وضياع المفردات الدقيقة لان اللفظ عاجز عن تحصيل المعنى المركوز في النفس، فوضع تلك المصطلحات لو دققنا ضروري لا محالة وبديهي بطبع العلوم المختلفة.. ألا ترى لان علم الطب العالمي لغته اللاتينية لمقاربتها لمعانيه مع قليل من اللغات الأخرى؟!! فاقتضاء اللغة العلمية للمصطلحات بيِّن للمتأصلين..

كما رأينا الكثير ممن يأخذون بظاهر آيات القرآن وكأنه ليس له تأويل ولا باطن دون الرجوع للمفسرين لاستبيان المدعى عندهم ومدى صحته، كما وأنهم قد يتجاوزون الأمر للفتوى الشخصية بل ويشخصون المواضيع الفقهية عبر القرآن ومعانيه الظاهرية وليتحمل من يفتي بغير علم مسؤوليته أمام الله..

وقد ظهرت في الآونة الاخيرة تشخيص مواضع العيد والهلال دون الرجوع لأهل الخبرة في المدعى مما ترك فساداً في مباني الدين، وانتقد السياسيون اختلاف العلماء في التشخيص وتدخلوا فيما هو ليس من اختصاصهم حتى طالبوا المتشرعة بالاتحاد في إعلان العيد، وكأن العيد إذا تكرر ستتفرق الأمة، فالأمة المتحدة لا تتحد بالمناسبات أكثر من اتحادها بالأصول والمضامين والمشرب، فالمرجعيات التي تبث عندها العيد تتحمل مسؤولية فتواها، والتي لم تثبت عندها لا تستطيع البت والتشريع وتجاوز الأصول الشرعية لهدف سياسي لا يهمه إلا الشكليات الخارجية أو تلك المناسبة لا تحقق له أي هدفٍ يمكن ان يدر الخير على الأمة أو ان يهزم عدواً للمسلمين، إنما العيد مناسبة دينية صرفة تتحقق فيه أهداف دينية مجردة عن الماديات ورافعة للمعنويات بعيداً عن مهاترات السياسيين الذين تدخلوا في أمورنا الاختصاصية الدينية، من لا يحب تكرار العيد على الأمة؟! اللهم اجعل أيامنا كلها أعياداً!!

فمصطلح العيد لا يقبل التكرار في السنة إلا بحسب ما شمله ولكن القادة الدينين والحكام الشرعيين لا يمكن تجاوزهم لعلمهم الاكفا بيننا لتحديد ذلك، ولكن الله سبحانه وتعالى يعذر العباد على ما لم يعلموه، فما هو أكثر من إدراك المرجع، أظنه لو استخدم أساليبه الصحيحة وأدلته النقية سيسامحه الله على ما أفتى نظراً لعلمه ورواية الرفع :رفع عن امتي ما لا يعلمون.. وذلك مختص بالمراجع العظام لان من البديهي المسلم عدم معرفة الغير متحفظين بأمور استنباط المسائل الشرعية.. فان غابت المعلومة عن العالم فقد غابت عن الأمة، ولكن العادي والغير متخصص ليس بالضروري ان يلم بالمعلومة المقصودة وهي محصلة طرق الاستنباط الشرعي..وإن أراد فعليه أن يدرس الأمور الشرعية !

ومن الخطأ الاجتماعي اعتبار العالم بالمعنى الحقيقي، أي انه يدري بكل شيء، لان العالم بهذا المعنى هو المولى جل وعلا ولا ينازعه في علمه أحد، فالعالم عندنا يخطئ ويصيب ولكنه خطأه مغفور لكونه هو المتوفر الذي يسد مسد الإمام المعصوم عليه السلام ، والعالم المرجع هو من ترجع الأمة إليه في أمورها، وما رجعت له امة واعية وعاقلة إلا لكونه اعلم الموجودين وجامعاً لشرائط الحاكم الشرعي، فلا داعي لأن يتدخل غير المتخصص في فتاواه لكونها فتوى الأعلم منه والأجدر بها..

إن تدخل العادي والغير متخصص في الفتاوى هو تصدي لعلم المرجعيات وإفتاء بغير علم، ولو أوكلت إليه المسؤولية الشرعية لتركها وهرب، فلا داعي لان يدعي الإنسان ما ليس له كما انه لا داعي لادعاء أهلية ما ليس هو أهلا له..

قد نرى كثيراً من المثقفين يناقشون العالم بمصطلحات علمية يحفظونها فيستفيدون ولكن الغريب مجادلتهم بتلك الألفاظ وكأنهم مذ عرفوها عرفوا الدين! وحين النقاش والتوضيح يصطدم العالم بكونهم لا يحفظون غيرها! وقد اخذوا بالمعنى الظاهري كالذين يناقشون في القرآن الكريم دون إدراك بواطنه؟! فعلى المثقفين الإجلاء ان يسألوا ويدققوا في حدود المصطلح نفسه وفهمه بعمق ومعرفة مدى أطراده في الاستعمالات العامة والخاصة، ليحتفظ بعمقهم الثقافي..

إدعاء التشرع

نشر على بواسطة .

كثرت في الآونة الأخير حالات المدعين للتشرع والمعرفة بأحكام الشريعة حتى اشتبه الأمر بين العالم الحقيقي والمجتهد الجامع للشرائط والمدعي لذلك، ونظراً لعدم كون العامة من الناس وسوادهم من المختصين فقد ضاعت سبلهم لمعرفة الحقيقة رغم ان الأمر هو من ابسط الأمور التي يمكن لهم من خلالها استبيان الأمر واستيضاحه..
ذهب المثقفون إلى تقييم العالم المدعي بالمقاييس الوجدانية والشخصية لتحصيل الحقيقة ولكنها غير مطردة ولا يمكن أن نعتبر بها لعدة أمور، من أهمها ان أي شخص من الأشخاص لا يستطيع الإحاطة والتقييم لأي كان إلا في مجال الاختصاص فيجب حينها ان يكون المقوم أعلى درجة أو مساوياً للمقوم – بفتح الواو – وهذا ممكن في الاختصاصات الآخر فيما لو كان الظرفان بمرحلة وسطية واحدهما، فيقوم العالي الداني، أما لو نظرنا إلى القمة في العلمية أو الاعلمية، فان الأمر يستدعي الدور والتسلسل وكلاهما باطل في كافة الأصعدة والاختصاصات..
وفي هذه الحالة يلجأ المتخصصون بنفس المجال لأهل خبرتهم والمستويات العالية لترشيح الأعلم بحسب علمه في نفس الاختصاص وتزكيته عمن سواه بحسب فطرتهم لمنطقه ودروسه ومعالم علمه، وما ذلك ألا لتنظيم الحياة بوجود القدوة والمثل الأعلى الذي يرجعون إليه في أمورهم العامة..
ما كان من المتشرعة إلا هذا الدور، فأهل الخبرة من أهل الاختصاص الذين يحضرون بتلك الدروس في بحوثهم يعرفون العلماء واستعداداتهم الفكرية التي يمكن لهم ان يعرفوا الأعلم من خلالها وهذا ما جرت العادة عليه في الحياة العامة وكافة الاختصاصات حتى أثبتت جدواها بشكل عام وخاص..
وعلى تلك القمة تصارعت مجموعات مندسة طموحها القيادة لأغراض شخصية ونفسية تتضح في التصرفات العامة..
لذلك كان الأولى الرجوع لأهل الخبرة من نفس ذلك الاختصاص ومن عرف بالتورع الواضح منهم، والموثوقين بين العلماء والعباد مع الأخذ بعين الاعتبار الرواية (ألا ان من كان من العلماء مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فعلى العوام ان يقلدوه)..
وقد اشتبه الكثير باعتبار الخدش ببعض ممن يدعون الإفتاء والتشريع حتى ضاعت سبل هدايتهم وكل ذلك من تقصيرهم في تحصيل التوثيق والغريب أن هؤلاء كمن قال عنهم أمير المؤمنين (ع):
فطن كل رزية في ماله
وإذا أصيب بدينه لم يشعر
لأن البعض يمحص عن الغذاء الجيد والطبيب الأفضل والرزق الأوسع ويجتهدون في محاولة إيجاده، إلا الدين فأنهم قد اتبعوا أول من رأوا، ممن يتشرق بين العوام بأفضليته على المرجعيات الدينية العليا التي يتبعها المتخصصون قبل عوام الناس.. فلو أنهم كانوا أهلاً لما يدعون لانبثقوا الادعاءات في الحوزات العلمية حيث يتميز فيها العالم بقدرته وإمكانياته الفذة وتتبين أعلميته بعيداً عن ادعاء المناظرات وألفاظ النزال التي لا تليق إلا بأهل الدنيا..
فهل ان المرجعية المستخلصة من أفذاذ الحوزة كانت خطأ كل علماء الحوزة وهو المصيب بعيداً عنها، لما لا يأتي ويطرح العلمية بمحاضراته وكتبه وبحوثه حتى تتمخض أعلميته بين أهل الاختصاص؟!
أظن ان ترقية الشرطي والطبيب والموظف ليست حقيقة ان لم تصدر من الجهات المختصة به ولا يشعر بطعمها لو صدرت بين الناس لعدم مصادقة الجهات المعنية لها وفقدانها للقيمة الحقيقية وروح الواقع..
ان ادعاءهم للاختفاء بوهم العدائية من قبل بعض الأشخاص هو بعينه طعن في أخلاقيات المجتمع والمتشرعة، فما هي دوافع العداء؟! وكيف يتصور ذلك؟! ألا ان كانت أعذارهم  نسائية المنطق كادعاء الغيرة والحسد والبغض، وذلك كله مرفوض عند العقلائيين، وليحضر لساحات العلم سيكون كل شيء بيناً، بعيداً عن مهاترات الهروب ولهجة الحروب، فالحوزات التي أنتجت العلماء لا تحارب أبناءها ولكنها ترفض الخلل لمجرد التشهي للسلطة وتمنع المتلاعب في سلطنة الدين لأنها أمانة في أعناق المرجعيات وأعلى أرواح المؤمنين أنفسهم [فالنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم] وهو دور من أدوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم..

الدليل الآخر في الشريعة

نشر على بواسطة .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم الؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°الدليل الآخر°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

كثير من الناس يملكون مصادر الأدلة الشرعية .. ولكن..يحاولون ان يتشبثوا بالافتاء دونما يشعرون..حيث انه المعلومة الوحيدة في الذهن في ذلك الآن وتلك اللحظة..
حيث تثار الجدلية بين أطراف المجتمع والتراشق بالأدلة الشرعية والطرح الجدلي عبر قنوات المعلومات المتوفرة في الذهنية إلى حيث تفرغ الكلمات وتنتهي الأدلة وتجف السبل دون الوصول للنتائج المنشودة..
سنغض النظر لحظة عن كون تصرفهم ليس من شأنهم يعني ببساطة انهم ليسوا أهل اختصاص ولم يصلوا للمرتبة العلمية التي تؤهلهم للإستنباط..
ونقول : هل انهم استقرأوا الأدلة المتوفرة بالكامل.. يعني اذا كنت تحفظ رواية وغيرك رواية أخرى ..ألم تتأمل بأن غيرك بنفس المستوى يستدل برواية وهذه الرواية ايضا قد تكون معتمدة..
الصورة الأولى: البعض يلجأ الى طريقة الجمع بين الروايات ..يعني رواية تقول بالحرمة وأخرى بالحلية مثلا يحولهه مكروهة ..يعني بالعامية يتوقع مو حرام كلش.. ويتسالم الطرفان الغير متخصصان على هذا المحمل..
الصورة الثانية: والآخر يقول : روايتك ضعيفة وتضعيف الروايات مما يفوت على الناس الإستفادة منها!! وكأنك تكذب الرواة او تكذب المعصوم عليه السلام دون علم..
الصورة الثالثة: يخبرك بأنه غير مقتنع منها وأنها لا تلبي متطلبات العصر..
الصورة الرابعة:يدعي ان العلم متعارض معها..ففي الصورة الأولى يجب ان نعلم بأن الجمع بين الأدلة يحتاج للإلمام بالأدلة الشرعية المعتبرة عبر مفاهيم وقواعد الإستنباط يعني تقييم الدليل الشرعي كل على حدة.. ثم المقارنة فهنا تحصل النتائج الرجوة كالبراءة والإحتياط والتعادل والتراجيح التي من خلالها يقيم الدليلان .. فاذا تساويا فالبراءة أو الإحتياط وإن رجح أحدهم على الآخر أخذبه..
وهذه العمليات ليست بالهينة اذا ما قورنت بالذمة من حيثيات سنذكرها في الأخير..وفي الصورة الثانيةيجب احترام الروايات حتى غير المعتبرة لأنها ظنية الصدور أي قد تكون صادرة فعلا عن الإمام المعصوم عليه السلام وإنما وجود الراوي الضعيف جعلها تحت المجهر ورجح غيرها عليها.. وانما يقال الرواية لا تنهض بالدليل لو قورنت بغيرها.. هذ اذا فرضنا أنك صاحب اختصاص.. فمابال العكس.. فيجب على الإنسان التأدب حال استماع الروايات لأنها طريق الوحي وسبيل الإتصال بينك وبين المولى جل وعلا عبر منبع أهل البيت الصافي عليهم السلام..

الصورة الثالثة التي من خلالها يقول بأنه غير مقتنع منها وأنها لا تلبي متطلبات العصر.. كالروايات التي حرمت الموسيقى حيث ان كثير من الأعمال الفنية اليوم قائمة على الموسيقى تحت عنوان الكلاسيكية المصطلح عليه في علم الموسيقى رغم ان تلك الأعمال اليوم خرجت حتى عن المسمى الإصطلاحي الموسيقي لتتحول الى الراب والروك والميتال وغيرها.. وما زال الفاعلون يتحدثون عن الموسيقى الكلاسيكية وكثير من الناس يفهمها بأنها الموسيقى بلا أغاني .. وقد أفردت محاضرة هذا الموضوع لليلة الخميس القادمة..
وموضوعنا أن الملاءمة للعصر يصنعه الإبداع الخاص فإن كانت المؤثرات الصوتية والأوديو قادر على صنع المؤثرات في الوسائط المتعددة فالأناشيد يمكنها القيام بذلك أيضا ! بل وأن هناك من المسرحيات الصامتة كالميم والبانتوميم حيث استطاع الإنسان نشر ابداعاته من خلاله عبر الآهات وأصوات الآلات غير الموسيقية كالقطار والماء وغيرها..رغم ذلك سمي الأمر ابداعا حتى يومنا هذا فكيف لا يمكن للمسرح او الفيلم الحواري الذي هو أقل قيودا وأكثر حرية أن يبدع بالاستغناء عن الموسيقى التصويرية بتصوير وسائط متعددة أخر ..فإن من ضيق النظر الشعور بأن الوسائط المتعددة وهي الملتميديا هي بسعتها وتنوعاتها لا يمكن الا للموسيقى سد مجالها في الصوتيات والأوديوشنز في التأثير..
ولو لاحظ المنتقي للملاءمة والمنافرة للعصر نفسه سيجد بأنه يبحث عن الملاءمة والمنافرة في طبعه ليس إلا فنحن في القرن الواحد والعشرين لا يقيدنا أي عصر والمجال مفتوح للجميع إلا ما حرم الله على العباد..
ألا يمكن مراعاة عدم حصول الفساد الديني في الأعمال الفنية مع مراعاة الهدف الفني المستقل إجتماعيا واقتصاديا ومروريا من العمل الفني المنتج؟!! أي يكون بمقاييس دينية صرفة صالحة لكل شخص وكل مقلِّد؟؟

الصورة الرابعة: كنت عند طبيب في يوم من الأيام فقال لي إن لديكم رواية خاطئة تبنون عليها وتفعلونها ونتمنى منكم تغييرها لأنها خاطئة طبيا!! فقلت له ما هي؟؟ فقال : رواية ان نبتديء الطعام بالملح ونختمه بالملح!! ألا يمكنكم تصور ان ذلك يسبب ضغط الدم؟؟ كثرة الملح تسبب ضغط الدم..فبدلوها حتى لا تحرجونا مع الغربيين؟؟!!
قلت له: ماا تقدمون لمن هو مصاب بانخفاض ضغط الدم؟! قال اللبن المالح او الأشياء المالحة…فقلت له ماهي مسببات انخفاض ضغط الدم للإنسان الطبيعي ؟؟ فقال : قلة أكل الملح والتعرق الزائد الي يفقد الإنسان كثيرا من السوائل حيث يفقد معها تباعا الأملاح المعدنية في الجسم.. فقلت له هذا يحصل في الصيف طبعا..فقال نعم وغالبا..
فقلت له هل هناك حالات في الصيف تأتيك بهه الحالة أم أن العصر قد تغيير؟؟ فقال لا كثير منها تأتيني في الصيف!!
فأخبرته حينها بأن هذه المكيفات في السيارات والبيوت والمراوح وثلة التعرق ورغم ذلك ان هذه الحالات حاصلة معه ..فما بال أيام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ألم تكن الوصاية بالملح هي من عين الطب؟!! والنقطة الثانية لم تطلب منا الرواية الشريفة أكل حفنة من الملح وإنما طلبت ان نضع سبابتنا عليه ونلعق ما التصق عليها ليس إلا فهل هذا يضر حتى المصاب بضغط الدم؟؟؟ فقال لا!! فقلت له كم من الكمية التي تخيلتها؟؟! فابتسم..وابتسمت..بعد ان أفادني عن ضغط الدم..
إن هذا الطبيب لم يبحث عن الدليل الآخر بل ولم يلجأ لأهل الإختصاص..
وعلى هذا يجب الإعتقاد بأن الرواية الصحيحة لم تكن يوما عبثا..

فالدليل الآخر يا إخواني لا تتجاهلوه في أوقات النقاش ولا تتهاونوا به بل استمعوه واستفيدوا منه فليس الدين بساحة للنزال ولا زوبعة مقالات الرجال ..
فالبحث والتنقيب في مأثوراتهم عبادة …فلا تتحول بين أيديكم إلى هوادة او نزالات كلامية..
كثير من الأمور الدينية لا يمكن استيعابها الا بعلوم مختلفة لتحقق ملكة فهم الروايات وتنقيحها وذلك ليس بهين..فليس كل من عرف معلومة طبية أصبح بإمكانه علاج الناس فها هو الطبيب قد أعطاني معلومة عن ضغط الدم فهي ليست مطردة فقد لا تناسب المصاب بالقلب او غيره من الأمراض..بل وأحذر ان أصف هذا الدواء لأحد خوفا من الدليل الآخر.. وفي حال المرض اقف أمام الطبيب حائرا وعيني رجاء لحل معضلتي الصحية لأنه كمتخصص هو الوحيد الذي يعرف الدليل الآخر في حالتي لعله يمسح على علتي او يصف لي دواءا يزيل شقائي بكرم نفسيته وطيب روحه .. ويبقى التدخل المولوي من الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا..
نفس المراحل والحالات يمر بها القرار والفتوى واستنباط الحكم الشرعي وليس لأحد من غير المتخصصين التدخل بإتلاف الأدلة أو التهوين بها..
تصور لو ان كل واحد أتلف دليلا لسد موقف فقد يحتاجه في موقف آخر او قد يتلف يوميا دليلا شرعيا حتى لا يمكنه غدا الإعتقاد بالدين.. وهذا يحتاج الى مصنع ادلة يتلفها دليلا تلو دليل لأنه ملك يوما دليلا؟؟!!وتبقى عجلة استهلاك الأدلة دائرة عنده لحين النفاد..
ان المكلف الساعي لتثقيف نفسه يأخذ الفتاوى جاهزة من المتخصص كما يأخذ الكبسولة من الطبيب ولا مانع ان يقرأ هنا وهناك وينقل ما قرأه ولكن عليه ان يستجيب ليسمع ما قرأه غيره ويتثبت من اهل الإختصاص عنه حتى يقتنع به لأنه يريد ان يجمع المنتقى النقي من الأخبار والفتاوى لا ما يلائم طبعه أو ينافره.. وإن حصل الإختلاف بين أهل الإختصاص يبادر لمن هو أعلم منهم..حتى ينتقي النقي من أخبارهم عليهم السلام بعيدا عن الجدال والمنازعة..

هذا ما استطاع خادمكم ان يخطه الليلة
واعذروه على التقصير..
وشكرا جزيلا

الدليل الشرعي والإحتجاج به

نشر على بواسطة .

بسم الله الرحمن الرحيم…
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين..ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي…

وسنناقشها,,, فلا يستحي منكم أحد لأنه ملام على عدم الإستفهام…
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°مقالتنا الليلة : الدليل الشرعي والإحتجاج به…°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

بسم الله الرحمن الرحيم
افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمونقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ياعلي تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله..
الحديث متواتر تجدونه في البحار وسفينته وحتى الصواعق المحرقة عند العامة…

فعلى هذا هناك للقرآن ظاهر وباطن..والباطن لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم…

لأن التأويل بشكل أوبآخر يجر للويلات عبر فهم المقصود والتنظير وتوجيهه لما تشتهي الأنفس وتقر به الأعين…لمن يديرونه على ما درت معايشهم..
ولو أن العلماء يقولون ان الظاهر منه حجة على من ظهر له بما ظهر من الآيات له …ولكن الأمر يكاد أن يكون شخصيا للمستنبط ان ظهر عنده ما يخالف المشهور من أقوال العلماء…ورغم ذلك يكون حجة عليه…

كما ان هناك ما يمكن استنباطه من خلال الروايات الشريفة الصادرة من المعصوم عليه السلام.. حيث تكون قطعية بدلالاتها ووأسهل ظهورا من القرآن الكريم بل وتأتي موضحة لباطنه…أو مفصلة له…لأن القرآن الكريم مجمل في بيانه..

ومن هذه الفقرة هناك إشارات لكلامنا..
1- القرآن الكريم والسنة النبوية…
2- الحجية و تقييمها..
3- الوصول للأحكام والقرارات الدينية..
4- التشخيص السليم..

1- القرآن الكريم له قيمته الحجتية عند الفقهاء بأنه صادر من المولى جل وجلاله قطعا…ولكن لكونه مجملا يكون ظنيا في دلالاته حسب التشخيص من قبل المستنبط..
أما عن الحديث الشريف فه ظني الصدور ويحتاج لتنقيح وتحقيق في بيان صدوره عن المعصوم من عدمه من جهة السند (علم الرجال) ومن جهة المتن (الدراية) لكي نتأكد ونضمن ان الكلام صدر من المعصوم أم لا..
وعلى هذا فإن فلترة الدليل الشرعي تحتاج لتنقيح كامل …فلدينا ما هو صادر قطعا من المولى جل وجلاله ولكنه مجمل غير مفصل ..فليس فيه آية تقول بأن صلاة الظهر أربع ركعات!
ولدينا روايات تبين المقادير بالتفصيل ولكن علينا التثبت من مديات صدورها…
فنستتبع العلامات المؤدية لنفس النقطة حتى نعرف القدر الجامع بينهما لاستخراج وانتزاع الفكرة الدينية…
ففي كل بيوت المسلمين هناك قرآن وفي الانترنت ايضا..وهذا لا يعني العلم المطلق بكل ما جاء فيه..لأنه لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم! كما وأن الإستدلال به يحتاج للقدرة على ذلك..
وقد تطورت الخطابة في الآونة الأخيرة كما تطور كل شيء فابتكرت فكرة (الأمثال القرآنية) لتوازي باستخدامها الأمثال الشعبية وذلك لجعل المؤمنين متعلقين بآيات القرآن الكريم .. فكان ذلك جيدا من جهة النية أن يتعلق المؤمن بكتاب الله .. وغير جيد باستخدام الآية المقدسة في الحياة العامة بقوة المثل الشعبي حيث يتناقض في مبانيه الحالية والتبريرية الغير دقيقة…
فمثلا نرى في المثل الشعبي قولين ..
الأول : اللي يخاف مو رجال…
الثاني : المايخاف مو رجال لانه مو عاقل يحس بالخطر..

بالامثلة القرآنية:
الأول : وللآخرة خير لك من الأولى..
الثاني: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى..

ففي الأولى تستشهد الناس حالة الزهد وفي الثانية تطلب الدنيا وتعتبر الزهد شقاءا…

وما وضع القرآن لهذا أبدا… يديرونه على ما درت معايشهم!!
وحتى كاتب كتاب أمثال القرآن لم يكن ليكتبه لو علم بأن الآيات المقدسة ستكون بأيامنا مخارج كلامية في بطون الجدل كالأمثال الشعبية وهذا يضر بالشعور النفسي بقداسة الآية…
كما وأن هناك نكات ألفت عبرها _والمستجار بالله..

هذا في الإستعمال فما بال الإستنباط؟؟والإفتاء؟؟
كثير من الناس اذا احتاج للإستدلال بآية يبحث بحثا معجميا عن الكلمات المرادة في برنامج القرآن الكريم او مواقع النت الخاصة ليستخرج لك آية يلصقها حيثما شاء في موضوعه ثم يوجهها حيثما يريد…وهذا خطأ ومخالف لنور الآية وعلميتها ومدلولاتها …فلو أتعب نفسه قليلا وبحثها بحثا موضوعيا ..ثم تفسيريا لكان افضل …
ومن الآيات الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه…
فالبحث الإستدلالي يأبى ان نطرح الأدلة معجميا…
مثلا

الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان ولا يحل لكم ان تاخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون

والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم

الأول في الطلاق والثاني في المطلقات …والكلمة المعجمية الجامعة طلق..
وفي المطلقات القرء يعني الطهر بعد الحيض ويعني الحيض نفسه.. فالقهاء سختلفون في البيان حسب ما هو ظاهر لهم من الروايات والآيات الأخر…أرأيت كيف ان استنباط الحكم من الآيات يحتاج لإعمال الفكر والنظر.. فمتى تحل لزوج غيره في الحيض أم بعده؟؟؟ أرأيت!
ففي هذه الحالة الإستشهاد بالآيتين في موضوع واحد مرفوض إن كان يريد تشخيص الطلاق …أو إن كا ن يريد الاستدلال على المطلقات بما عليهن…
إلا اذا كان موضوعه جامعا للموضوعين فعليه ان يأتي بالآية كل على حدة في محله..

والا فإنه قد خرج عن التشخيص الصحيح للدليل ومواضع الإستدلال..

أما عن الروايات فالدليل الفقهي له مصادره ان كان موضوعا فقهيا والتأريخي له مصادره والعقائدي كذلك والتفسير …الخ..كما وأن هناك تسامحا في أدلة السنن وقواعدا فقهية وغيرها كلها تخضع للبحث والتنقيح…
كما وان للرجال مصادره..الحديثية والعلمية..

2- الحجية وتقييمها..
هناك في الحجة تقييمات كالراجح والمرجوح ومقدار الحجة ومدياتها..وتعارض الحجج وتزاحمها … ويختلف الإحتجاج التأريخي عن الفقهي عن الروائي فتأمل…
فالخطيب يسوغ له مالايسوغ للباحث والفقيه يفتي فيكون ادق.. والمجتهد يدقق بأصوله المختلفة.. والعقائد عبر مبانيها المعقولة المستمدة من أهل البيت عليهم السلام…

3- الوصول للقرارات والفكرة الدينية والإفتاء:

لنرجع لآية المطلقات القرء يعني الطهر بعد الحيض ويعني الحيض نفسه.في اللغة العربية.. فالفقهاء يختلفون في البيان حسب ما هو ظاهر لهم من الروايات والآيات الأخر…أرأيت كيف ان استنباط الحكم من الآيات يحتاج لإعمال الفكر والنظر.. فمتى تحل لزوج غيره في الحيض أم بعده؟؟؟ أرأيت!

كذلك القول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة لا تعني ان يفتي بالجهاد من شاء أو كيفما شاء إلا ان يكون عالما جامعا للشرائط كالمجتهد والفقيه..
وذلك لإحاطته بكل الأمور الأخرى المستلزمة لفتوى الجهاد…كمديات تعرض بيضة الإسلام للخطر وغيرها..

التشخيص السليم:

حينما نقرأ آية انما يخشى الله من عباده العلماء … لا يعني الأمر أنها تشمل لدور العالم…ولا من مستلزمات الخشية دور العالم وإنما الخشية أمر داخلي شخصي في نفسيته..كلما علم ازدادت وهي من مراتب الإيمان…

فحينما نريد ان نشخص ذلك فهناك تشخيصان ..
تشخيص موضوع : فالآية حينما تقول يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون
…….فهل ان الموجود في الواقع المسؤول عنه خمر ام لا … وهل ما يشبه الميسر ميسر ام لا؟؟
حيث ان الحكم موجود في الآية صريحا وهو تحريمهما…بقي تشخيصهما في الواقع…

تشخيص الحكم.. وهو ما يطمح له المجتهد للوصول اليه … فالخل الفاسد هل هو خارج عن الحرمة أم الحرمة باقية ..
لاحظ ان الموضوع تغير..

هذا وهناك الحرمة الثانوية ، والظرفية التحريمية..والشبهة التحريمية..الخ

فعلى هذا ان الدليل الشرعي بكل حالاته له ما يميزه عن الآخر وله قيمته في الاستدلال والاحتجاج حتى لا يصبح خارجا عن موضوع النقاش…
فلو صام مسلم يومي العيدين حرم فلا يأتينا بآيات الصوم :فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون…
لأنه خارج عن العموم بدليل خاص…
وهكذا…

أعتذر عن الإطالة

مجالس اهل اللهو والفسوق

نشر على بواسطة .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أِرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم الؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°مجالس اهل اللهو والفسوق °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

كثير من الناس يدعي ان مجالس اهل اللهو والفسوق لا يمكن احرازها وتحديدها والبعض الآخر ينفي كون الحفل او العمل مناسبا لمجالس اهل اللهو الفسق او عدمه..ولكن هنالك مقاييس شرعية عبر جسر الدليل الآخر وبالجمع بين الفتاوى يتضح الدليل..
ففي الفتاوى نجد ان الغناء غير الموسيقى والموسيقى منها ماهو محرم وماهو محلل..
فتكون العناصر التي سنتكلم عنها الليلة ثلاثة عناصر..

الغناء: وهو ترجيع الصوت بكيفية لهوية تحدث الطرب في النفس..
الموسيقى المحللة : وهي التي تتخلل الأخبار والأفلام والمسلسلات من غير ان تكون مطربة وراقصة..وطبول العزاء والحرب..حسب رأي بعض العلماء..
الموسيقى المحرمة: وهي التي تناسب مجالس أهل اللهو والفسوق..من جهة الكيفية .. أو تكون بأدوات مجالس اهل اللهو والفسوق فتحمل هيئة تلك المجالس..

وعلى هذا فقد وردت روايات كثيرة ومتواترة عن حرمة الغناء بكافة أشكاله عدا مغنية الأعراس التي تأخذ الأخرة على الغناء في الأعراس بشرط ان لا تتغنى بالباطل او تتغنى بأغاني اهل اللهو والفسوق فتحرم أجرتها لحرمة غنائها..
كما وقد وردت روايات تحلل الحداء للإبل في المسير او مايشبه الحداء .. لأنه ليس غناءا بالمعنى اللهوي.. وهذا يجعلنا نقول بأن الغناء أيضا فيه حلال وحرام ولكن الحلال مستثنى بأدلتهم عليهم السلام..
من لا يحضره الفقيه:3589-عن الصادق عليه السلام عن أبيه : أجر المغنية التي تزف العرائس ليس به بأس..
الاستبصار : 206- عن الصادق عليه السلام : المغنية التي تزف العرائس لا بأس بكسبها..
وهناك الكثير من الروايات والأدلة لا يتحملها هذا الموضوع لأننا لو جمعناها سنؤلف كتابا.. المشروط على المغنية عدم التغني بالأباطيل .. فحوى الجميع..
كما وأن للحداء نفس الروايات بتخريجها..
هذا فيما يخص الغناء المحرم والمحلل فالأصل الحرمة ولكن خرج بالدليل نوعان منه.. وكذلك يدخل ضمن الغناء المحرم التغني بكيفيات الطرب بالقرآن الكريم وإن كان تلاوة.. والتغني بمواليد أهل البيت عليهم السلام والعزاء الحسيني بنفس الكيفية المحرمة..
فلاحظ معي..
ان العنوان للغناء المحرم قد قلب حتى أحكام العبادات لمخالفته أصولها.. والغناء المحلل قد حلل حتى ما يسمى بالغناء مخرجا اياه من قائمة المحرمات حسب تخريج الدليل..
وعلى هذا كانت الموسيقى فما كان من آلاتها هو معد أصلا للحرام فيحرم بيعه وشراؤه واقتناؤه والتعامل به وحفظه في المنازل وما كان مشتركا في عمله المحلل والمحرم ففي الحلال يحل في الحرام يحرم مثل الدفوف الطبول الحربية ..وغيرهما..

أتمنى ان تكون الكلمات واضحة لحد هذه النقطة..
فهناك من المحلل غناء وموسيقى
وهناك من المحرم غناء وموسيقى..
والتوضيح سيفيد بقراءة هذه المسائل..مثلا

المسائل المستحدثة للسيد السيستاني دام ظله الوارف: الغناء حرام فعله واستماعه والتكسب به ، والظاهر أنه الكلام اللهوي ـ شعراً كان أو نثراً ـ الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، وفي مقومية الترجيع والمدّ له إشكال ، والعبرة بالصدق العرفي ، ولا يجوز أن يقرأ بهذه الألحان القرآن المجيد والأدعية والأذكار ونحوها بل ولا سواها من الكلام غير اللهوي على الأحوط وجوباً.
وقد يستثنى من الغناء المحرّم : غناء النساء في الأعراس إذا لم يضم إليه محرم آخر من الضرب بالطبل ، والتكلم بالباطل ، ودخول الرجال على النساء ، وسماع أصواتهن على نحو يوجب تهيج الشهوة ، ولكن هذا الاستثناء لا يخلو عن إشكال. وأما الموسيقى فما كان منها مناسباً لمجالس اللهو واللعب كما هو الحال فيما يعزف بآلات الطرب كالعود والطنبور والقانون والقيثارة ونحوها فهي محرّمة كالغناء ، وأما غيرها كالموسيقى العسكرية والجنائزية ، فالأحوط الأولى الاجتناب عنها أيضاً.

ومن هذه الأسئلة تجد ان سماحة السيد السيستاني حتى لو لم يجب على الأسئلة التالية تكون واضحة المضمون:

1ـ يكثر السؤال حول الموسيقى المحلّلة والموسيقى المحرمة ، فهل نستطيع أن نقول بأن الموسيقى التي تثير الغرائز الجنسية الشهوانية ، وتحث على الميوعة والابتذال ، هي موسيقى محرّمة.
وأن الموسيقى التي تهدىء الأعصاب ، أو تبعث الارتياح في النفس ، أو تلك التي تصاحب أحداث الفيلم عادة لتزيد من تأثير المشهد في النفوس ، أو تلك التي تصاحب الألعاب الرياضية أثناء التمارين الرياضية ، أو التي تصوّر بالعزف مشهداً معيناً ، أو التي تثير الحماس هي موسيقى محللة ؟
* الموسيقى المحرّمة : هي ما تكون مناسبة لمجالس اللهو واللعب ، وإن لم تكن مثيرة للغريزة الجنسية.
والموسيقى المحللة هي : ما لا تناسب تلك المجالس ، وإن لم تكن مهدئة للأعصاب كالموسيقى العسكرية والجنائزية.
2ـ كما يكثر السؤال عن الموسيقى المحرمة والمحللة ، كذلك يكثر السؤال عن الأغاني المحللة والأغاني المحرمة ، فهل نستطيع أن نقول بأن الأغاني المحرمة هي تلك التي تثير الغرائز الجنسية الشهوانية ، وتدعو إلى الميوعة والابتذال . أما الأغاني التي لا تثير الغرائز الهابطة ، والتي تسمو بالنفوس والأفكار إلى مستوى رفيع ، كالأغاني الدينية التي تغنى بسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو بمدح الأئمة ( عليهم السلام ) أو تلك الأغاني والأناشيد الحماسية وأضرابها أغانٍ محلّلة ؟
* الغناء كلّه حرام ، وهو على المختار : الكلام اللهوي الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، ويلحق به في الحرمة قراءة القرآن الكريم والأدعية المباركة ومدائح أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الألحان.
وأما قراءة سوى ذلك من الكلام غير اللهوي ـ كالأناشيد الحماسية ـ بالألحان الغنائية ، فحرمتها تبتني على الأحتياط اللزومي . وأما اللحن الذي لا ينطبق عليه التعريف المذكور فليس محرماً بذاته.
3ـ هل يجوز الاستماع إلى الأغاني الدينية في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مصحوبة بالموسيقى ؟
* الغناء حرام مطلقاً ، وأما المدائح التي تنشد بلحن جميل لا ينطبق عليه تعريف الغناء فلا مانع منها.
وأما الموسيقى فتجوز إذا لم تكن مناسبة لمجالس اللهو واللعب.
4ـ هل يجوز الالتذاذ بالاستماع إلى مقرىء القرآن وهو يرجع بصوته أثناء القراءة ؟
* إذا لم يكن اللحن المستخدم في القراءة غنائياً ، فلا بأس بالاستماع إليها.
5ـ بعض المقرئين أو المنشدين أو المغنين يأخذون ألحان أهل الفسوق ويغنون أو ينشدون بها قصائد في مدح المعصومين ( عليهم السلام ) فيكون المضمون مخالفاً لما تعارف عليه أهل الفسق والفجور ، واللحن مناسباً لها ؟ فهل يحرم التغني على هذه الصورة ؟ وهل يحرم الاستماع ؟
* نعم يحرم ذلك على الأحوط.
6ـ هل يجوز غناء النساء ليلة الزفاف بأي لحن كان ، حتى لو كان ذلك مناسباً لمجالس أهل الفسوق ؟ وهل يحلّ لهن استعمال الأدوات الموسيقية في الغناء تلك الليلة ، ثم هل يحلّ لهن التغني في حفلة العقد أو ليلة الحنّة أو ليلة السبعة كذلك ؟ أم أن الحلّية خاصة بليلة الزفاف فقط ؟
* الأحوط لزوماً تركه حتى في ليلة الزفاف ، فضلاً عن غيرها ، وقد مرّ حكم الموسيقى.
7ـ هل يجوز الاستماع إلى أناشيد ثورية مع ضرب البيانو والعود والطبل والمزمار والبيانو الكهربائي مثلاً ؟
* إذا كانت الموسيقى منبعثة منها من الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو واللعب ، لم يجز الاستماع إليها.
8 ـ هناك إغانٍ باللغات الأجنبية يوصي أساتذة اللغات الأجنبية ـ لتسهيل تعليم اللغة ـ بسماعها ، فهل يجوز الاستماع لها للغرض المتقدم ؟
* إذا صدق عليه الغناء بمعناه المتقدم ، لم يجز.
9ـ الآلات الموسيقية متنوعة ، تستعمل أحياناً في الحفلات الغنائية ، وتستعمل أحياناً للترويح عن النفس ، فهل يجوز شراء هذه الآلات ، أو صناعتها ، أو المتاجرة بها ، أو العزف عليها ، لترويج النفس ، أو الاستماع لعزف من يعزف عليها ؟
* لا يجوز المتاجرة بآلات اللهو المحرم بيعاً وشراء أو غيرها ، كما لا يجوز صنعها وأخذ الأُجرة عليها.
والمقصود بآلة اللهو المحرم ما يكون بما له من الصورة الصناعية ـ التي بها قوام ماليته ولأجلها يقتنيه الغالب ـ لا يناسب أن يستعمل إلاّ في اللهو الحرام.
10ـ هل تجوز صناعة أو بيع أو شراء الآلات الموسيقية المعدّة لتسلية الأطفال ؟ وهل يجوز استعمالها من قبل الكبار ؟
* إذا كانت تنبعث منها الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو واللعب ، لم يجز التعامل بها ، ولا استعمالها من قبل المكلفين.

وهكذا هل اتضحت الصورة؟؟
فبعد معرفة المحلل والمحرم من الموسيقى والغناء ولا نغفل عن آلاتها فهي لها نصيب في التحريم أيضا..
فتارة يكون كل ما مر محللا تحرمه آلات الموسيقى التي حرمتها النصوص وقد ذكرتها في الفقرة السابقة فيكون محرما بسبب الآلات المحرمة..
وحتى السيد الخوئي قدس سره الشريف الذي حلل الموسيقى الكلاسيكية نظر للآلات في مسائله فحرم الموسيقى التي تستخدم فيها تلك الآلات .. فمثلا المسألة في صراط النجاة للتبريزي قدس سره الشريف في مسألة 1012 حيث قال قدس سره الشريف: أما استخدام آلات اللهو المذكورة وأمثالها فيحرم مطلقا..لاحظ مطلقا..

والمشهور عند علماء الإمامية هو تحريم كل ما يصدق عليه موسيقى عرفا..
سؤال 1023: آلات الموسيقى كلها بطبيعة الحال معدة فيما يبدو للهو في هذا الزمان، فلو فرض أن الموسيقى الصادرة عن هذه الآلات ليست مما يتعاطاه أهل الفسق والفجور جزما فهل تكون محللة، وإذا كانت محرمة فهل إن صنع أمثال هذه الآلات بقصد الاقتصار في استعمالها على خصوص ما لا ينطبق عليه عنوان (ما يتعاطاه أهل الفسق والفجور) فهل هذا يغير الحال فيجيز الصنع والاستعمال والاستماع؟

الخوئي: إذا عدت من آلات اللهو عرفا حرم استعمالها وصنعها مطلقا.

التبريزي: يضاف إلى جوابه قدس سره: نعم إذا فرض خروجها عن آلات اللهو أو صنعت آلة مشتركة فلا بأس.

سؤال 1024: هناك آلات موسيقية مثل الطبل والمزمار والضرب بالاوتار من ضمنها العود والبيانو هل هذه آلات لهوية، وهل صنعت للهو؟

الخوئي: نعم واللعب بها والعزف عليها لا يجوز.

سؤال 1025: ما الحكم في استخدامها في المجالس والتعزيات والمواكب الحسينية؟

الخوئي: لا يجوز.
سؤال 1001: وجهت لسماحتكم أسئلة عن استماع الموسيقى وتعليمها وتعلمها، وكذلك الاناشيد المسماة بالدينية، حتى لو كانت بإنشاد نسوي، إذا لم يثرن الشهوة، وكذلك مشاهدة النساء المبتذلات وراء شاشة التلفاز إذا لم تثر الشهوة ـ أيضا ـ فأجبتم بجواز ذلك، وأسئلة أخرى عن الموسيقى بأنواعها المعروفة، هل تعتبر من الغناء فيحرم استماعها بكافة أنواعها أم يحرم بعضها دون بعض، والاناشيد الدينية ذات الموسيقى التي لا تطرب المستمع هل يحرم استماعها وإنشادها أم لا؟ فأجبتم على الشق الأول بأنه ما كان منها يناسب مجلس الطرب واللهو فهو المحرم وما ليس كذلك فليس بمحرم، وعلى الشق الثاني: (إن كانت كيفية الانشاد تناسب مجلس اللهو فتكون محرمة وإلا فلا)، فهل هذا يعتبر مقيدا للجواب السابق؟

الخوئي: إن كان اختلاف في التعبير منا فالمراد واحد في الجوابين والحرام في الكيفية هو ما يناسب مجالس الطرب واللهو، وما يستعمل بالآلة المعدة للهو وإن لم يقصد بها اللهو، والله العالم.
سؤال 1003: هل يجوز الاستماع إلى الاغاني والاناشيد الثورية من الكشاف أو من الجيش أو من أي جهة تحمس الجيش، أو الذين يودون التوجه لمقاتلة العدو، علما بأن هذه الاناشيد تستعمل فيها أنواع من آلات الطرب؟

الخوئي: الظاهر عدم البأس في استماع ما ذكر، واما استعمال آلات الطرب المعدة لمجالس اللهو واللعب فلا يجوز استعمالها بأي وجه ومورد، والله العالم.

لاحظ الآلات..

فعلى هذا يمكنك القول بأن مجالس اهل اللهو والفسوق تارة تكون بالكيفية العامة حسب مد الصوت وترجيعه …مثل ما نقول بالعامي الحان الاغاني واهل الاغاني..
وتارة بالالات حيث تدل على هيئة المجلس اللهوي …يعني البيانو والاورج والمزامير والفرقة على المسرح بكل آلاتها والناس قاعدين تحت المسرح لو تشوفهم من بعيد لحكمت عليهم بأنه يحيون ليالي الأنس والطرب بسبب وجود الجوقة والفرقة والهيئة الخارجية العامة..

فمجالس أهل اللهو والفسوق ليست مستعصية للحكم عليها..
والطرب هو حصول خفة في النفس حزينة او مفرحة …وتقولون المؤثرات الصوتية في الأفلام مو طرب؟؟!!
شوف تعريف الطرب في القواميس وكتب الفقه..

فأحبتي ليس كل ما تسمعون موسيقى تقولون كلاسيكية.. حلال..
ومو كل حفل او مهرجان فيه موسيقى يكون كلاسيك وحلال..

الغناء حرام أصلا والتحليل استثنى ما استثنى من انواعه بالدليل النصي الوارد عن أهل البيت عليهم السلام.. فليس لنا ان نتمادى وتصبح اعمالنا تحتاج للموسيقى ضرورة..
هناك البديل بلا غناء او موسيقى كان الممثلون في القرية يستخدمونها..فالرجوع اليها أفضل..

وان شك المكلف في مناسبتها والعدم فعليه ان يرجع للاحتياط وهو الترك ..وذلك أفضل..لأنه لم يستطع تشخيص الموضوع وهذا هو الغالب..حيث يضيع الأمر بالحكم العرفي..
وقد لجأت في هذا الموضوع للمراجع المذكورين حيث انهم حللوا الموسيقى الكلاسيكية ولكن بضوابط هامة لا ادري لماذا لم ينقلها لكم من نقل مسألة التحليل..ولكني نقلت لكم الضوابط لتكتمل الرؤية بدلا من تهديم رأي كل من يقول بالحرمة …فالابتعاد أفضل لأن المشهور الحرمة للموسيقى والغناء مطلقا.. والإبتعاد أحوط..ولا يلام المحتاطون ففي الإحتياط سبيل النجاة..
والحمد لله رب العالمين..
هذا ما استطاع خادمكم ان يخطه الليلة

فنيات العبادة

نشر على بواسطة .

بسم الله الرحمن الرحيم…
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين..

ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي…

°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆفنيات العبادةˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

كثير من الناس يتمنى ان يتفنن في الصلاة والصوم والزيارة … ولكن الجهود المبذولة تكن غالبا في التركيز على الألفاظ او الحركات وجودة الإتيان بها على نحو تكميلي او تقليدي لعرفاء العصر.. وذلك لا مشكلة فيه..
فالبعض من الناس ينظر للعملية على انها جعل الكلام كالنطق الأعجمي تقليدا للعرفاء من دول أخرى .. ولكنه يبطل صلاته مثلا نظرا لكونه قادرا على الإتيان بالألفاظ على فصاحة أفضل ممن يقلده في النطق..
والبعض الآخر يطيل النطق في الآيات حتى يصبح الأمر وكأنه يمد مدة إضافية على الآية القرآنية فتبطل القراءة نظرا لكون المد الإضافي أشبه بإضافة حرف ان لم يكن الأمر هو هو..
وهناك من يغمض عينيه ويخالف السنة الشريفة وهناك من يفعل أمورا لا دليل عليها.. فيقع بين نقصان الثواب والبطلان..والإستحداث في العبادات هو أقصى ما يكون من الحساسية .. لأنه حينئذ يكون أقرب للبدعة والضلالة..
وباقي الناس في حيرة من أمرهم .. فأمر التطوير ضروري لا محالة..فيقلدون تارة ويتوجهون أخرى ويتباكون على نحو الرنين الصوتي اللفظي من حروف الآيات وكلماتها..
ولكن الأئمة العظام عليهم السلام قد بينوا في مواطن عدة بين سطور كلماتهم بعض الآليات الفنية التي لا يستوحيها الا الباحث المنقب في رواياتهم عليهم .. وجمعا بين الأدلة فقد استخلص كثير من العرفاء محاور مهمة كانت سببا لفتح آفاق التفنن في العبادة..
فهناك عدة محاور تخص ظرف العبادة..
الظرف الزماني: فالمتعبد يختار أول الوقت ليقوم بفرائضه.. ويسارع إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .. والمسارعة تكون كذلك على النحوين الزماني والمكاني .. ولكن تقدير الآيات لنيل المغفرة فيكون الأمر زمانيا بحسب الظهور .. ولعدم وجود مكان مخصص لنيل المغفرة حتى يتخصص الأمر بكليهما الزماني والمكاني.. فاختص الأمر بالمسارعة الزمانية..
وكذلك فهناك زيارات وأدعية مأثورة وتسبيحات معروفة تختص بالزمان كأدعية الأيام وتسبيحات الصباح والمساء والزيارة الرجبية …وغيرها..
وكذلك فالصلاة في أولها جزور وفي آخرها زرزور.. كما قال أمير المؤمنين عليه السلام..
وهناك صلوات تختص بالزمن كصلوات أيام الأسبوع.. الخ
الظرف المكاني:وهو كون الصلاة في المسجد الحرام او مسجد السوق او مسجد القرية. الخ كل ذلك له مدخلية في التفنن العبادي..كزيارة الحسين في كربلاء وزيارة الحسين في البيت الحرام وزيارة الحسين في مسجد القرية.. فللمكان تأثيره الخاص ومؤثراته العامة..
وقد يتداخلان : المكاني والزماني .. كأن تكون هناك رواية باستحباب قراءة سورة الكوثر في يوم الإثنين مثلا ونقرأها في البيت الحرام يوم الإثنين..فيتضاعف الأجر لقراءة القرآن الكريم في المسجد الحرام والسورة التي روي عن استحباب قراءتها يوم الاثنين..
وهكذا فإن العبادات تتداخل زمانيا ومكانيا كما وأن للزمان زالمكان تأثير في بطلانها..
الزمان: لا يجوز صوم العيدين.. لا يجوز قراءة السجدات الواجبة حال الجنابة..الخ
المكان : لا تجوز الصلاة في المكان المغصوب..
فتأثير الزمان والمكان وارد في الأعمال والعبادات كما ولهما الفضل في الإتيان ولهما السبب في البطلان..
فمن شاء ان يتفنن في العبادات فليراعهما ليحقق مضاعفة الأجر حسب استطاعته..كأن يصلي في مساجد القرية أو في المراقد المقدسة.. الخ.. في أيام الجمع مثلا..
ولو قام المكلفون بجمع جدول لمستحبات السور وأيامها من بطون الروايات وكتب الأدعية كان حسنا للإتيان بالفرائض بأحسن حال ممكنة..
وبقي هنا أمر واحد ومهم..
وهو أن الحالة التي يتلبس فيها العابد لها تأثيرها في ادارة هندسة العبادة.. فالذي لا يستطيع البكاء يتباكى.. وهكذا كما ولأحوال الأئمة العظام عليهم السلام الدور الفاعل في التعليم لمثل هذه القيم النورانية.. فإليك من علل الشرائع للشيخ الصدوق علل كثيرة فيما يخص العبادات يمكن ان تطور فنيات العبادات بعد معرفة الأسباب..
والحالة الصادقة تتجلى في معاني الفناء والتفاني الروحي بين العبد والمعبود في علقة من شأنها أن تتطور عبر التعمق في التفكير والتفكر بهذه العلاقة..
فلو علم المكلف مثلا بأن الركعة تساوي السجدتين لآتى الركعة حقها لكونها واحدة كما يأتي حق السجدتين..
ولو علم المكلف ما يضمره في نفسه حال التكبير بتكبيرة الإحرام.. لعرف فعلا كيف يراعيها..
ولو علم المكلف لماذا يتوضأ بالشكل الذي هو عليه الآن لعرف كيف يؤتى الوضوء حقيقة..
ولكن الأمر إن كان الإنسان لا يهتم بمعرفة مثل هكذا أمور فكيف سيتطور أو سيطور من نفسه والحال البقاء على نفس الحال..
ويجب ان يكون المتفنن عارفا بأحكام القراءة والصلاة.. فمثلا في علم التجويد هناك أحكام كثيرة وتطبيقات لو فعلناها لبطلت اللاة والقراءة لا محالة .. فهناك من يقرأ بأحكام علم التجويد كاملة والحال ان بعض الأحكام في علم التجويد مبطلة للصلاة والقراءة.. وقد سمعت البعض يترنم بها في صلاته!
كما وأن التصرفات التي تبطل الصلاة لها دورها في احباط التطوير والتصرفات المكروهة كذلك كالتمطي والتثاؤب..
ومن التلبس بالحالة الشعور بأنك ماثل أمام الله بحيائك وخوفك.. وهذه الكلمة تحتاج لبيان بسيط..سأل أحدهم الإمام الضادق عليه السلام: يابن الزهراء كيف نستحي من الله؟؟ فقال عليه السلام: كما تستحي من أكابر وكرام قومك!! لذا فإن استحضار حالة الحياء من الله سبحانه وتعالى تحتاج لتأمل قوي .. لأن الحياء من الله سيكون أعظم من الحياء من البشر وتلك مرحلة تتقق بأنك ماثل أمام المولى جل وعلا بتأملاتك لدرجة تنسيك نفسك حتى تقوم تلقائيا بالصلاة متلبسا بالحالات التي وردت عن أئمتنا المعصومين عليهم السلام.. وذلك لا يحصل بيوم ولا في لحظة .. وإنما يحصل بالتدريب والمواجهة اليومية حتى ستدرك نفسك بأنك تقترب يوما بعد يوم..
وللوصول لهذه الحالة يحتاج المكلف للقراءة عن الرحمة الإلهية والرأفة المقدسة .. ومعرفة ماورد عن صفات الله سبحانه ليتمكن من تدريب نفسه للوصول فإن من لا يعرفه لا يصل لعدم المعرفة..يعني لو أرسلناك لمكان لتدعو لنا شخصا دون وصفه ومعرفة إسمه هل تستطيع؟؟ قطعا لا..
قراءة مناجاة الإمام السجاد عليه والتأمل فيها لمعرفة الرب المعبود.. وكيفية مناجاته..للتعرف على أسباب ارتعاش إمامنا سيد الساجدين في قيامه وسجدته..
فإنه لا يمكن التعلق بالمولى بلا خلق العلاقة.. وكما ورد في الحديث القدسي بماهو معناه: كذب من زعم انه يحبني فإذا جن عليه الليل اتكأ على جانبه ونام! ألا يحب العاشق ان يلتقي بمعشوقه في جنح الظلام؟؟!!
أحس بأن الموضوع قد وضحت ملامحه..
فاعذروا خادمكم الصغير على التقصير..
والحمد لله رب العالمين..

البحث في آثار الحسين عليه السلام الغير قرآنية

نشر على بواسطة .

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام عل أِشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..
الموضوع الأول: البحث في آثار الحسين عليه السلام الغير قرآنية
قال عالم الآثار الألماني (فريد ديليتش) في محاضرته التي القاها في كانون الثاني سنة 1903م في برلين بعد رجوعه من موسم تنقيبي في بابل:
«ما الداعي لبذل هذا الجهد في تلك البلاد البعيدة والوعرة والخطرة؟
لماذا هذا التنقيب المكلف عن الآثار المتراكمة منذ آلاف السنين الى عمق المياه الجوفية حيث لا ذهب ولا فضة؟ لماذا التنافس بين أمم في حجز حق التنقيب في هذه البلاد المقفرة؟ ثم ماذا يدفع بالناس الى الاهتمام المتزايد والاستعداد للتضحية في سبيل الحفريات في مناطق مملكة بابل والآشوريين؟ ان جواباً واحداً يشير ولو بشكل غير كاف الى السبب والغرض انه الكتاب المقدس؟
«إن نتائج الحفريات الجارية في منطقة بابل وآشور هي قبل كل شيء ستفتح مرحلة جديدة في فهم العهد القديم (التوراة) وان الكتاب المقدس وبابل سيضلان مرتبطان الى الابد».
«كان الكتاب المقدس المصدر الوحيد لمعرفتنا للشرق الوسط منذ عام 550ق.م. وما قبله ولما كانت دائرته تمتد على مساحة كبيرة (أي بين البحر الابيض المتوسط والخليج وبين أراراط واثيوبيا) كانت تكثر فيه الألغاز التي كان من الممكن ان يستحيل حلها اما الآن فتسقط فجأة الجدران التي كانت تحيط بمسرح أحداث العهد القديم لاسيما نحو الوراء.
وريح آتية من الشرق تنعش الكتاب القديم مع نور ساطع ينيره وذلك لان العصور العبرية القديمة ترتبط من أولها الى آخرها ببابل وآشور».
والبحث والتنقيب في معاني الإنجيل مستمر ودراسته للمستوى الأعمق لما يحوي من اعتقادات ودعم لها ولكننا من بين كل هذا أن نعلم بعض ما توصلوا إليه..فيما يخص قضيتنا الحسينية..
فمثلا : يقال عن تسمية كربلاء بهذا الإسم بحسب التنقيب عن الإسم وحسب الكتابة المسمارية
بمسمى الطف
http://www.hawzah.net/per/magazine/ah/013/ah013037.jpg
ومسمى كربلاء
http://www.hawzah.net/per/magazine/ah/013/AH013033b.jpg
دن تي وهي تعني الحياة والأمان..
http://www.hawzah.net/per/magazine/ah/013/ah013034.jpg
وهكذا فجميع الأديان والمعتقدات تبحث في آثار الأرض لتحقيق الدليل على أحقيتها وفعلية أحداثها إلا أن  الكثير كذلك بعكس ذلك لا يبحثون حتى في القرآن الكريم الي يرتلنه يوميا عن ما حصل في تأريخ الإسلام والمسلمين..
فعلينا جمبعا أن نتخذ من شعار كوننا قرآنيين أن نبحث عما يمت بأي نوع من أنواع الصلاة بالإمام الحسين عليه السلام من الروايات التي تأتي موضحة لإجمال القرآن الكريم بتفصيل روائي بعيدا عمن يطالب بالدليل القرآني فقط ..
لأن القرآن الكريم يأمر بالصلاة ووجوبها ولكن عدد الركعات والكيفيات تحدده الروايات فالجمود على المطالبة بالآية القرآنية على كل صغيرة وكبيرة إجحاف في حق السنة النبوية التي جاءت مفصلة له..
فتراهم يسألوننا عن ذكر الحسين عليه السلام في القرآن الكريم حصريا!! وكأن جميع أئمتهم قد ذكرهم القرآن حصريا وبقي ذكر أئمتنا عليهم السلام!!!
وفي ذلك إجحاف في حق القرآن الكريم وهروب عن موضوعياته المقدسة وخصوصا تلك التي جاءت في القرآن مجملة وفصلتها الروايات..
إن القابعين تحت ستار مسميات القرآن الكريم التي غيروها لتكون مبتذلة للمصالح الشخصية والمذهبية قد جعلوا منها تناقضا وتباينا في عقول متبعيهم .. حيث أن متبعيهم يرون أن إمامة الحسين عليه السلام تثبت بالقرآن الكريم.. ومفهوم الإمامة إذن يثبت بالقرآن الكريم فتنبشثق عدة محاور للحيرة منها,,
هل أئمتنا مذكورين فعلا بالقرآن الكريم لنطالب الشيعة باثبات أئمتهم بالقرآن الكريم حصريا؟؟؟
هل كل المجملات التي انبثقت من مذاهب أئمتنا موجودة بالفعل بالتفصيل الذي يقولونه في القرآن الكريم؟؟!! أم سيرجعون للروايات؟؟!!
لماذا نمنع الشيعة عن الأخذ بالروايات ونحن نأخذ بها؟؟!!
وهلم جرا.. ودواليك..
إن المنهج المرسوم بطريقة ما عبر قاعدة أن كل شيء موجود في القرآن الكريم بالتفصيل ولا نحتاج للرواية ولا السنة النبوية يحتاج للتدقيق قبل انيثاق مذاهب التأويل الغربية التي أخذت تطالعنا برؤوس غريبة مستغلة بذلك قواعدا رئيسية أسست بكيفيات تجرح الشرعية في السنة النبوية المفصلة ..
وتفتح آفاق التفكير الوجودي..
وهذا ما خرج الحسين عليه السلام لمحوه..وسنتداول في هذه الدورة القرآنية ما يمت للحسين عليه السلام بصلة سواءا كان من قريب أو بعيد.. بعيدا عن هواجس التقنين بكفة واحدة.. وقريبا من السنة النبوية الشريفة المفصلة لجوانب من القرآن الكريم..
كنت أود أن أطرح موضوعا عن الحسين عليه السلام في الأديان ولكن الموسم أجبرني أن أستجيب لنداء الآباء من علماء البحرين والمشي في ركاب موسمهم هاتفا وصارخا وباكيا يا حسين