هل هذا رأي أو فتوى?

image_pdfimage_print

بسم الله الرحمان الرحيم

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) النحل

١- عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في رسالة طويلة له إلى أصحابه ، أمرهم بالنظر فيها وتعاهدها ، والعمل بها ، من جملتها : أيتها العصابة المرحومة المفلحة ! إن الله أتم لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ، ولا رأي ، ولا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كل شيء ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلا ، لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا ( في دينهم )  بهوى ولا رأي ، ولا مقاييس ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله الامة بسؤالهم .. وسائل الشيعة 

٢- [ 33156 ] 6 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ( ولا سنته ) (1) فننظر فيها ؟ فقال : لا أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أخطأت كذبت على الله .. وسائل الشيعة 

والكذب على الله هنا يأتي بمعنى ادعائه أن الحكم عند الله سبحانه كما رآه هو ..وهو لم ينقب ولم يبحث وليس لديه ملكة الوصول للحكم الشرعي ولا ملكة الاجتهاد..

فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ..

حسب البحث والتنقيب والاطلاع على كثير من الآراء الفقهية المطروحة من بعض أحبتنا في الفيسبوك وتويتر واعتراضاتهم الفقهية وتمسكهم ببعض العقليات المجردة وجدنا بعض السياقات التي يجب التنبيه عليها:

1- مسلك التحليل والتحريم بحسب ملاءمة النفس والطبع والظروف وهي صفة الخوارج الذين انشقوا عن المصدر الرئيسي للتشريع فصاروا يحللون ويحرمون وفق طبيعتهم وظروفهم السياسية والنفسية لأنهم لا مصدر لهم.

2- مسلك التحليل والتحريم  بالعقل مجردا من حيث التحسين والتقبيح كذلك فيه خلافيات طويلة..

3- هناك من يتخذ أشكال القياس المنطقي العلمية (أشكال القياس الأربعة ) وفيها أشكال

  • غير منتجة يرفضها المنطق رأسا وما أكثر من ينتهجونه ويتعصبون له ! وهو غير منتج علميا بتاتا!
  • وأشكال منتجة منطقيا اعتبرها أبو حنيفة مسلكا علميا لأصوله وهناك كثير من الروايات منعه فيها إمامنا الصادق ع من انتهاج هذا المنهج ..

4- وهناك الدائرون حول الخطابيات كالعواطف والألفاظ ومعاني مستقاة من البيئة وهذا الطريق لا يعد علميا بإجماع جميع المذاهب..

لذلك فليس من السهل أن يصرح غير المتخصص في علوم الشريعة ويقول بكل حماس وتعصب هذا رأيي!

الرأي هنا قد يخرجك مذهب ليدخلك في مذهب آخر دون وعيك .. بل قد يخرجك من دين إلى دين..

إما أن يفرغ الإنسان نفسه لدراسة الشريعة أو أنه سيبقى متخبطا ضائعا بين المذاهب التي ترفضه جميعا لكونه يؤمن ببعض كتبها ويكفر ببعض ..

وهذا الكلام ليس لدفع المؤمنين بعيدا عن الدين بل هو دعوة لهم ليقرأوا وينجذبوا ولا يتحدثون إلا بمصدر معتبر..

اعذروني على الإطالة

والحمد لله رب العالمين

عباس العصفور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*