فئة الأرشيف: الغزو الغير أخلاقي

image_pdfimage_print

استغلال العموم من وجه في الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

كثيرا ما نسمع بكلمات واسعة المعنى لا تحدها الحدود ويحكمها الوجود .. الانسانية .. الحرية.. التدين.. الحب .. المساعدة..الخ
كلمات عامة حيث نرى بأن الانسان لا يقتل في الدول التي تحرم الاعدام لتحقيق اسمى معاني الانسانية!! رغم ان في ذلك خطورة على الانسانية نفسها لكون المجرم سفاحا قتل اكثر من عشرة أشخاص! ولا يتورع عن قتل أحد!! أليس من عدم الانسانية ان لا يلقى الجزاء العادل وهو القتل لتحقبق حق اكثر من عشرة عوائل قد ترملت وتيتمت وتلطمت؟!! وأن مثل هذه الدول قد تقتل جنديا يدافع عن وطنه منهم!!
بل وأن هناك من يتجاوز على الفتاوى الشرعية بمثل هذه الأسماء العامة والمفاهيم الخاوية.. مثل فتوى السيد الإمام بجواز الزواج من الرضيعة حيث قيل أن في ذلك إهدارا في حق الطفل!!
الزواج المقصود هنا سريان العقد في الزواج ولو نسبيا ولكن لم يجوز نكاح الطفلة لكونها ليست أهلا لذلك أولا وكون القبول منتظر منها بعد البلوغ ثانيا لإمضاء العقد ولو رفضت يكون العقد لاغيا بعد بلوغها وإنما الكلام في سريان العقد وعدمه .. هذا وللعلم ان جميع المذاهب الإسلامية لا تحدد عمرا للزواج وجميع الأديان السماوية كذلك ليس فيها دليل يحدد العمر للزواج!!
فكيف ان كلمة حق الفل وقفت في وجه الدليل الشرعي!! وكيف تجاوز البعض على السيد الإمام الخميني رحمه الله!!
بجانب ان هناك من يقول كيف يحرم الاسلام الحب ؟؟ والحب شيء ايجابي ؟؟ رغم ان للحب وجهان وجه معمر ووجه مدمر .. فهل يقبلون ان يحب الجندي جندية من الجيش الخصم. أم يحبون ان تمتليء الشوارع بأبناء الزنا وبلا هوية تسمح للقانون بتسمية هذا الولد؟؟!! هكذا مع تضييع الهوية والحاضنة العائلية التي تربي بواقعية الزواج ورباطه المقدس؟!!
تحويل الاسلام لمتوحش يحرم الحب تحت القول بأن الله خلق الجمال وحرمه؟؟ هل حرمه ملقا أم فرض حقوقا تقوم بالزواج والرباط المقدس بعيدا عن الحيوانية واستغلال مشاعر الفتاة لاستباحة جسمها؟!!
متجاهلين بطريقة الرباط المقدس وطالبين للفوضى .. مثلهم كمن يريد الفوضى في بلد ما ويقول هذه البلد فوضى!!!
والحرية والحرية الشخصية التي رنة خاصة تعجب من يحب انفلات الأمور .. حيث ان للحرية والحرية الشخصية معناها المقدس من جهة ومن جهة أخرى دمار الأمة كالزنا وشرب الخمر بسكر يجعل الشخص يتصرف بتصرفات غير مسؤولة.. هل يقبل المنادي بالحرية المدمرة أن يكون ممن يتضررون بها! أم أنها هتافات عامة غير مسؤولة؟!
والتدين الذي يجعل من يتدين بغير دينه كافرا !! ان طلبنا التدين في أوروبا بالاسلام هل سيعتبرونه تدينا؟! أقصد هل ان الندين ينظر للأديان بنوعياتها وباختلافاتها تدينا ؟أم انه مثل الرقم 8 يقرأه من يجلس مواجها لك 7!
لا بد من تقييد المفاهيم لتكون واضحة ففي عمومها جمال خاص وقوي وساحر ولكنه في حال التطبيق على المفردات تجدها بخطأ عظيم ووحشية لا نظير لها باستخدام الألفاظ!!
إن رنين الكلمات العامة ساحر يفيد في الشعر والخطاب السياسي والنفسي ولكنه في حال التطبيق صرير مزعج لمن يتعقل الأمور ولمن يريد ان يجعلها في حيز التطبيق … حيث لا يجد ما يطبق عليه مفاهيمه العامة !! ويدخل في حيرة أمره كالشاب الأوروبي الذي يجهل ما يريد غالبا والتي تقول الاحصائيات بأنه لا يتقد ثمانية منهم للتجنيد في امريكا الا وكان منهم سبعة غير لائقين صحيا نظرا لتلفهم من الجنس والسكر!! وحيرة في المفاهيم الحياتية فضلا عن الدينية!!
الا ترى بأن اللغة أصبحت محيرة في استخدام العموم من وجه والعناوين الكبيرة!!
فاحذر ان يفتنوك بلا دليل على التطبيق فمامن عموم الا وعليك بطلب خصوصه .. وخصوصا تطبيق كلمات حياتية عامة مثل بزنز!! حب!! موضة!! موسيقى كلاسيكية!! وغيرها..

استغلال التباين الجزئي في الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

كان الكلام عن التفاوت ولكن هناك مايشبهه وهو ما يسمى بالتباين الجزئي الذي يستغل اليوم للتلاعب بمفاهيم العقيدة والدين في العمل على تشويه المفهوم الديني.. فلو قال الله تعالى في محكم كتابه المبين : بسم الله الرحمن الرحيم .. فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ .. فيحول مفهوم الخير بشكل أو بآخر لمعنى المنفعة المادية.. رغم ان الآية وسياقها واضح في معنى التطوع العبادي .. فقد تساق للأوفرتايم في العمل أو لمعاني قد تكون محرمة حرفت ومن ثم تم التلاعب بالآية لتحويلها لمعنى داعم للنتيجة عموما .. فمثلا لو ينشيء الطاغي جيشا جرارا لمحاربة المؤمنين ويجعل الشعار “فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ” ويحول المؤمنين لمعاني كفرية حيث يقول: قال رسل الله ل الله عليه وآله: المسلم من سلم المسمون من يده ولسانه .. وأن هؤلاء الناس _المؤمنين_ غير مسلمين نظرا لكونهم من مذهب فلان يجب أذيتهم فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ !! يستغل العموم والخصوص من وجه ماديا..
فما معنى التباين الجزئي؟؟
طالب العلم يعرف أحكام الشريعة والمرجع الديني يعرف كذلك أحكام الشريعة .. هذا موقع اللقاء..ولكن موقع التباين الجزئي والافتراق هو ان طالب العلم لايستطيع ان يفتي ولكن المرجع يستطيع ذلك وله القدرة والملكة في الاستنباط..
فهنا ان مطالبة طالب العلم فلاتيا ليس من اختصاصه .. فجعلت كلمة رجال الدين لجمعهم جميعا دون التمييز بين اهل الاختصاص وغيرهم.. دون النظر لكل ما من شأنه أن يكون فارقا حقيقيا لمطالبة طلاب العلوم الدينية بكونهم يتصدون بما لا يحق لهم..وجعلهم بين نارين لا محالة..
والحقيقة قائمة على ان الله جميل يحب الجمال للم شمل أسواق الموضة المتشتتة تحت سقف ديني يدعو له بينما الموضة فيها ما هو محلل وماهو محرم .. حيث ان لباس الشهرة الذي يسبب المهانة او السخرية من ذوي العقل محرم ارتداؤه..
والعموميات الجامعة مع وجود الاختلافات الواضحة من جوانب أخرى تسمى بالتباين الجزئي الذي غضوا البصر عنه والبصيرة لتحقيق المنافع الحقيرة..
وهكذا ..
كما وقد دعوا لتعلم الرقص والموسيقى تحت مسميات مختلفة .. كرقص الزوجة لزوجها المحلل .. حيث ان الرقص لا يجوز عند كثير من العلماء حتى بين النساء بعضهم البعض وهذا يستدعي وجود كيفيات شرعية حيث لا ترى المرأة وهي ترقص.. كما وأن المسائل التي أباحت استماع الموسيق الكلاسيكية لم تبح تعلمها وانما استماعها لمن جوز ذلك.. ونرى الآلات الموسيقية تملأ البيوت اليوم رغم النهي الصريح في الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام..
مسائل الموسيقى الكلاسيكية التي طرحت في الإستفتاءات أعطت لها معنى غير المصطلح عليه في أنواع الموسيقى .. فبيت هوفن لديه سيمفونيات كلاسيكية متعددة ولكن فيها ما يناسب مجالس أهل اللهو ولا يناسب!! فترى الأمر تحول الى تحليل كافة سيمفونياته بل وتعدى الأمر لسيمفونيات غيرته وأصبح في كل سيارة سيمفونيات!!!
وصارت الناس تعتبر الموسيقى الكلاسيكية بالمعنى الاصطلاحي عند الموسيقار هي التي محللة مع العلم انها تضم الحلال والحرام كما اسلفت والباقين الذين سألوا باسم الموسيقى الكلاسيكية كانوا يقصدون احداها!!
المهم ان استغلال مثل ه ذه العناوين في الاستفتاءات والالتفاف عليها من أخطر الأمور التي تحول الفكرة للطريق الآخر دون الالتفات الى طريق الصواب..
والحل .. أن يضبط الانسان حدود وعناوينه الدينية لحفظ المفاهيم في معركة دامية تتساقط فيها المفاهيم الاسلامية شهيدة نظرا لكون المسلمين لا يكادون يعرفونها عن حقيقة بل من جهة واحدة أو حيثية واحدة..
إن المفاهيم الايلامية تحتاج لالتفات دون عواطف بحدودها الدينية .. والاخلاقية والعرفية .. بعيدا عن تعصب الناس وادخال مصطلحات كالديجي الاسلامي.. لأن الديجي اشتهر عنه بأنه من مستلزمات مجالس اللهو والفسوق .. لذا كلمة ديجي حاصة بحفلات الرقص والمجون.. فالنسمه الصوتيات الاسلامية.. او شيء من هذا القبيل بدلا من تسميته بما يسمون به حفلات الرقص..
لأن هذه التسميات هي التي دخلت للمجتمع للتهوين بعظم الأمور المحرمة.. لأنني لا أتمنى أن يكون هناك يوما ما يسمى بالبار الاسلامي..
الديجي جهاز .. لسنا بصدد أسلمته .. لكي يكن مسكوتا عنه ويكون كل ما يصدر عنه وحيا منزل.. أو يصل الأمر لأن لا نتصور احتفالاتنا الدينية بدونه!! ولكنه جهاز !! مجرد جهاز يسمى ديجي.. والحال ان تسميته بالديجي الإسلامي!! فيها نظر!!

فمثل هذه التسميات يجب الالتفات اليها من الشباب وتسمية كل شيء بحسبه!! وحسب المتطلبات!!
ولكن للدين حدود فنرجو عدم التلاعب بالمفاهيم والتسميات فما زالت ما تسمى بالعباءة الاسلامية من البالطوات غير ساترة وتتخصر يوميا !!
بس عباءة إسلامية والحل واضح.. بعد تتخصر أو غيره عادي!!

استغلال التفاوت في الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

كثير ممن يستعملون القياس المجرد بكيفيات تخلوا عن الشريعة ومقيداتها يجعلون العنوان أو الحكم المطلق بلا تقييد أو التقييد بلا إطلاق .. للوصول للهدف المنشود من شرعنة الفكر المنحرف وإضفاء الطابع الإسلامي عليه..
كأن يقال أقيموا الصلاة في القرآن الكريم وإقامة الصلاة أمر ولا بد من الإتيان به..فيقول القائل أن المريض تسقط عنه الصلاة لعدم الإستطاعة.. نعم عدم الإستطاعة كفقدان العقل ممكن .. ولكن المريض الذي يعي ما يدور حوله يصليها ان لم يستطع قائما فقاعدا وان لم يقدر فمستلقيا..الخ.. فلا يذكرون هذه التقييدات.. ويضيع الترتيب في الحكم الشرعي..
كذلك في الأمور العامة.. فالذي يخمس ماله بدينار وآخر بخمسين دينار .. حيث يتظلم ابو الخمسين دينار من زيادة مستحقاته عن أبي الدينار !! مع العلم ان التفاوت في الرزق هو السبب .. ولا يلتفت بأن الله رزقه 250 دينار وفضله في الرزق على من هو مرزوق بخمس دنانير!!
وهكذا في الأخلاق …
لعبوا دورهم بالغزو الغير أخلاقي بتقييم السلوك بحسب المادة واستغلال التفاوت فيه.. فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها دليل واضح على أن التساوي لا يمكن تصوره في أعمال العباد.. لاختلاف القدرات.. فالمطالبة الكاملة بالتساوي وعدم الاختلاف في البذل والعمل والرأي لطعن الناس في قيمهم واتهامهم مرفوض .. \طالما ان الخالق طالبنا بقدر الوسع والطاقة والمقدرة..
لذلك كانت سياسة زرع الحقد في نفوس الفقراء على المترفين والتزيين لحياة المترف وكأنه نال السعادة الأبدية بذلك الترف مع العلم بأن ذلك ليس شرطا للسعادة!! فيتم الترويج بأملاك فلان أو علان على نحو يجعل المقابل يطلب ما هو ليس بوسعه أو ما لا يستطيع تدبيره وحتى لو كان يستطيع فإنهم قد حولوه للمعنى المادي وجعلوا هدفه ماديا يحس من خلاله بأنه سيموت بلا تحقيق هذا الهدف..
ولو تلاحظ بأن كثير من الناس يتظلمون من الرزق ولكن كل على شاكلته.. فمن يتظلم من الرزق وكأن الملوك هم الرازقين ومن يتظلم وكأن الله قد ظلمه وذلك بإسم الحظ . .. حيث يقول لا حظ عندي!!ما عندي بخت ولا حظ!!
وهكذا تتحول المعايير للمقادير المادية..
تعديل الفنانات بطريقة مكياجية ومسابقات ملكات الجمال يجعل البنات تتحدى يعضها في صفات ومميزات تحولهن لعارضات أزياء بدلا من تنمية الأخلاق ويصبح السلوك إغراءا في الشوارع والأزقة والطرقات.. مع جعل الفنانات تسوق سيارة فارهة أو أشكال تمس خيال البشر المادي بطريقة ترويجية غريبة قد لا تمت لقصة الفيلم أو المسلسل بجهة..
وهكذا ..
مع تنمية الشعور بالحرمان للمحروم وتهيئة حالات الحرمان بعدم تحقيق الكماليات التي تتفاوت بلا نهاية.. فمثلا لو كنت أملك سيارة بحالة جيدة .. ترى بأنهم يهيجون الحرمان من السيارات الحديثة 2011 مثلا .. وكأن الذي لا يملك السيارة سيموت بدونها..
رغم أن الله قد رزق البشر بتفاوت .. هذا بالصوت وهذا بالشكل وهذا بالمال وهذا بالصحة وهذا بالعيال.. الخ ولكل نصيبه وما كتبه الله له..
فلو نظرنا لأنفسنا وتفكرنا بها سندرك بأن الله خلق التفاوت فيما بيننا واختص كل فرد بما يميزه .. فعلى هذا الشعور بالحرمان والحسد للمتفاوت في مجال لم يرزقنا الله إياه سيخلق حالة من الأنانية التي قد تحول البشر الى غابة الإنتزاع القسري بالحيلة أو بالقوة عبر قنوات الحرمان والحسد..
ولذلك كان أمر الدين واضحا من الإشتغال بتنمية الأخلاق في النفس عبر الشعور بالمسؤولية الدينية التي سيطالبنا الله بها غدا..بعيدا عن هذه التفاوتات كل على حسب وسعه..
فلن يطالب جل وعلا المعدمين بالخمس ولكنه سيطالب من رزقه سبحانه بالمال.. ولن يطالب المجانين بالعمل الصالح والصلاة والصوم ولكنه سيطالب العقلاء بذلك..ولن يطالب النساء بالجمال ولكن سيطالبهن بالتكاليف والواجبات الشرعية حيث أنه سبحانه خلقنا لنعبده جل وعلا..
ومن هنا يتحرك المقص بحديه الحسد والحرمان ليجلس فاحشوا الثراء على العروش ينظرون لمن هم أقل منهم غنى يتحاربون مع الفقراء المعدمين في الوقت الذي يستغل ظروف الطرفين الطرف الثالث وهو المحرك والمستفيد من التفاوت..بعيدا عن أسنان وحدود المقص الحادين..
صار المجتمع الحالي لا يفرق بين حاجاته الرئيسية وحاجاته الكمالية ولا يفرق بين السعة في الرزق إن وسع الله عليه وبين حرمانه نظرا لخيال القياس الذي قد حشى عقله والمقارنة بينه وبين من يعرفه من الأشخاص !! وبين ما يراه من الترويج بالتلفاز..
وقد كثرت الخيانات الزوجية ولو بالنظر للمثلات والفنانات بالتلفاز حيث نفس المقارنة حتى في الحياة الزوجية ..فكم وكم قرأنا في جرائد الأخبار عن مهند الذي تطلقت النساء من أجله لمقارنتهن بأزواجهن في بعض الدول .. وانحراف الرجال لخصوصية في النساء من البياض والسمرة والأشقرية والطول والقصر وكأن ما لديه لا يسوى شيئا!!!
وهكذا فإن التفاوت الذي دخل حياتنا وصار مقياسا رغم أنه لا يصلح لأن يكون كذلك حولنا لآلة تجمع الرغائب بعيدا المباديء الحقة وتحقيق المطالب الدينية والأخلاقية !!
والتفاوت ليست مقياس ثابت لكي يكون قانونا يحيك حياتنا أو أن نتبناه!! فهل نستطيع بناء بيت على أرض متزلزلة.. وكيف نبنى قانون حياتنا الرئيسي على حركة التفاوت؟؟؟!! السيارة 2011 ستكون قديمة مع حركة الزمن !! والمرأة الجميلة ستكون عادية بعد الحصول عليها!! والبيت الكبير سيكون عاديا بعد اسبوع واحد من سكنه .. فماذا ستكون النتيجة بعد ذلك .. خسران الأخلاق والقيم والشعور بالذنب بعد الصحوة وبعد معرفة حركة التفاوت التي لا تنتهي .. وإن لم يصح الإنسان من غمرتها فقد تقتله حركات التفاوت بالحسرة التي ستجعل موته بشعا بلهيب الحماس الذي لم يحقق شيئا ورماد الحرمان!!
بينما كان ذلك الإنسان سيحقق الكثير لو مشى على نظمه الأخلاقية بين الوفاء للزوجية والقناعة وشكر الله حيث يقول لإن شكرتم لأزيدنكم..
ألا ترى بأن آباءنا السابقين كانوا يقولون لنا حين نمدح سيارة ما .. هذي بتوصلني يعني القديمة وتلك كذلك .. حيث يحقق الغرض الرئيسي من الحاجة وتحققها يعتبر كاف حصوله للأهل والعائلة ثم ينظر لتحقيق أشياء أخرى قد حرمت منها العائلة ليحقق التوسع للعيال ومن ثم يبدأ بتجميع الفائض ليكون إرثا لهم أو مالا يفيد حين الحاجة الملحة؟؟!!
فالتفاوت يعتبر من أخطر الخطط التي قد ترسم الحياة وملامحها فيقوم هذا السلوك الذي يحول الإنسان لحالة تبحث عن الرفاهية _وهي ايضا حالة تفاوت حيث لا يوجد مقياس للرفاهية سوى عدد المقتنيات _ حيث لا تقاس الا بعدد المقتنيات دون النظر لكونها حاجة رئيسية أم كمالية ومدى حاجة الإنسان وخصوصا في وقت تعدد الحاجات للبشر بحسب ضرورتها لكل شخص على حدة .. ولكن البشر يتفقون في حاجاتهم الرئيسية قطعا..
نعم لا يحرم التوسعة على العيال ويجب على المعيل السعي لذلك ولكن ليس بمحمومية المرض المادي وتحويل الحياة لمعركة المقتنيات المادية التي يتنافس فيها الأفراد للإستعلاء.. رغم أنهم في الواقع قد يضحون بكثير من الأمور التي لا يعلمها إلا الله!! لتحقيق هذا الهدف المتفاوت .. الذي لا نهاية له فيكون التفات هدفا لا يمكن تحقيقه..
كما طال مفهوم التفاوت جوانب المصطلحات الدينية حيث ترى العاصي يقول الله غفور رحيم ويشرب الخمر ويقول الله أحن علي وهو أقرب إلي من حبل الوريد ومن ثم ينسى أنه شديد الحساب مع العصاة!!
التهاون في المحرمات وكأن الغناء صار محرما هينا والتهوين بالمحرمات في لعبة التفاوت قد السباب ينغمرون في بحر الشهوات على حساب الدين دون وعي لتفاوت المصطلحات..
فقد ترى شخصا يمجد مطربا ويعتبره من الداعين للحرية منشغلا بأخباره وينسى التفاوت بأن إثمه أكبر من نفعه وينسى ملحمة كربلاء الخالدة في مطلب للتفاوت فيتبع الأدنى دون أن يشعر بأن الله سبحانه وتعالىيَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا
وترى من يشرب الخمر ويقول : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ.. ثم يدعي انه يريد المنافع رغم أن القرآن الكريم يقول في نفس الآية : وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ .. فيتغافل هذا التفاوت الواضح الموجد في القرآن الكريم!! حيث النهي الصريح..ليجعل التفاوت في مصلحته.. ولا ادري لو أخبرته عن مشروع بأن خسارته أكثر من نفعه هل سيفعله لتلك المنفعة اليسيرة.. وهل ان تلك المنفعة واقعية أم شخصية ..حيث يتغافل عن تحقيق الحقيقة ليحفظ لنفسه حجة التفاوت لتحقيق رغباته المنحرفة..
لقد أذن أذان الفجر ..

شرعنة الإنحراف في الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

من مواضع الحيرة التي أصابت شبابنا وجود القرآن الكريم في استدلالات المروجين لعادة ما او فكرة ما مما جعل الجميع تحت طائلة التيارات الفكرية التي أخذت تأخذ من قلوبهم مأخذا عظيما.. وقد طالت هذه الأفكار حتى المتدينين الذين لا يعرفون مدى مصداقية الفكرة نظرا لكونهم ليسوا من أهل الإختصاص..
وهناك في أفكار العولمة والهيرومنطيقا فن يختص بالأديان والتدخل فيها بطريقة صنع الخطاب المزدوج الذي يمكن من خلاله جمع القواسم المشتركة لتحويل الأمر لشريعة التفاهم الديني حسب مدعاهم ولكن الأمر ظهرت فيه ألاعيب عجيبة جعلت من الكل في مواطن الحيرة موطنا.. مع الحفاظ على ما يريدون المحافظة عليه..
فأول ما ظهرت في الدين الإسلامي كانت على شكل فتاوى الولاة وحرب معاوية بن أبي سفيان مع أمير المؤمنين عليه السلام حيث قام معاوية برفع المصاحف . ونادى المنادي أنتم مسلمون ونحن مسلمون فلم القتال.. في لحظة انهار فيه جيش معاوية… وقامت النداءات على الإنتخابات رغم أن الإمام عليه السلام منصب من قبل الله سبحانه وتعالى لخصوصيات فيه عليه السلام لا توجد في معاوية..
وحدث ما حدث..
واليوم نرى بأن المصطلحات الحديثة دخلت للدين الإسلامي عبر قنواته بطريقة ملتوية.. فالموضة المحرمة.. تحت ذريعة رواية خلقوا لزمان غير زمانكم.. والله جميل يحب الجمال .. ولا ينظرون لتحريم لباس الشهرة..
والمصطلحات الدينية غيرت بحسب الطريقة نفسها مستغلين الفنون اللفظية التي قد تخدم مسعاهم..
ولكن!
ألا يمكننا ملاحظة أن الآية تحصل أخيرا..
أي أننا لا نراهم يستدلون بالآية في البداية ولكنهم يستدلون بالآية على وجود النتيجة.. فمثلا .. لو قام عمرو بأذية جاره بالسب واللعن والشتم .. فكان ردة فعل جاره أن عامله بالمثل .. ثم جمع عمرو الناس وقال : قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم … وهل يعتبر الفوز في مسابقة الرقص والغناء إنجازا .. وتوفيقا من الله سبحانه.. وهل يمكن أن نقول بأننا بلد إسلامي وفزنا على بلد كافر بالرقص والغناء .. نصر من الله وفتح وقريب..؟؟!
طبعا لا ..
فلذلك اتبعوا طريقة الإستدلال والتشويق العاطفي لتسهيل المهمة .. يعني.. أنهم قد يلجأون للمحرومين عبر تهييج حرمانهم وحاجتهم ومن ثم يحولون الأمر الى حلية السرقة .. تحت ذرائع قاعدة الضرورة التي تحلل الحرمات للحفاظ على حياة البشرية..
وقد جعلوا مناهجهم مبنية على الآيات كما حصل في حرب إيران والعراق .. حيث اتبع صدام طريقة الآيات التي تدعوا للجهاد والدفاع عن بيضة الإسلام بالدفاع عن الوطن والأرض.. بجانب دعواه باسم القومية العربية لتأليب العرب..
وقد استغلت السياسة منابع الدين أسوأ استغلال لتحقيق المآرب وتضييع المشارب .. إننا لا نكاد نحل مشاكل الناس اليوم من نفس السياسة المتبعة عندهم..
فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتبعة يجب ان تكون مصدرا للفكرة لا تأكيدا للنتيجة القياسية .. فدين الله لا يقاس بعقول الرجال.. فحينما نقرأ الآية أقيموا الصلاة فإننا نأتمر بأن الصلاة واجبة وعلينا القيام بها وأداءها وتلبية النداء الرباني.. لا أن يأتينا شخص ويقول بأنهفي الفجر مشغول وعلينا أن نصلي الفجر في الظهر ويكتب في البوسترات أقيموا الصلاة..
فلا يمكن الإستدلال بالآية بعد النتيجة.. بل يستدل بها إذا كانت أصلا وقاعدة في النقاش .. وذلك هو الأخذ بالقرآن لا أن نأخذ منه لتأكيد ضرورة نتائجنا لقياس منحرف وعار عن الصحة..
وعلى نفس الخطورة حصلت انحرافات مختلفة جراء بتر الآيات والروايات حتى اختفت المضامين وفرغت عن محتواها بالظنون المختلفة والتوهمات المتآلفة مع ما يصبون اليه من تحويل المجتمع للعالم المادي والاستهلاكي. فتارة يحكمون الشخص بأنه فعل شخصيا لشيء ما سابقا.. وقد تجعله يأخذ الأمر ويجمله على الصحة من جراء العزة بالإثم في داخل نفسه .. وتارة يكون الشاهد شعبا أو شخصا غير شخص رسول الله صلى الله عليه وآله..
وهكذا يتلاعبون بالآيات بعد تغيير عناوين الأحكام إذا عجزوا عن تغيير عناوينها بالآيات وجعل المضمون مختلفا بتغيير محتواه بعد تحويله لشيء آخر وحشوه بما يريدون !!! وبعد فترة يضيع الحق على من لم يكن واعيا او من لا يدقق فيه..
ألا ترى بأن بني أمية ربطت فيلا على باب الثعبان في زمن أمير المؤمنين عليه السلام ليمحوا فضائله .في قصة الثعبان… وبعد فترة صار اسم ذلك الباب باب الفيل!!
ولو تأملنا في الآيات لوجدناهم يتلاعبون بتسليمنا للقرآن الكريم مطلقا.. عبر المضامين والعناوين فمضامين القرآن الصادقة لا تلتقي مع عناوينهم المنحرفة للك يلجأ المغالط لجعل الآية بعد الإستدلال تابعا للنتيجة ولو تأملنا الأمر لوجدناه يؤكد على النتيجة من الآية ليس إلا !! ولكنه لا يستدل بها..
فلوا أراد الزاني تحليل الزنا فلا يقول أنه سيزني لأن ذلك مرفوض عقلا وشرعا ولكنه يقول بأنه سيروح عن نفسه ويستدل فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع !!! ويوضح بأن النكاح هو خصوص العملية الجنسية!! بينما معنى النكاح هنا هو الزواج!!
وشارب الخمر والداعي لشرب الخمر يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ يركز على المنافع للناس ويترك الباقي ليفرغه من محتوى التحريم ويشجع على فعل الحرام تحت علل وهمية يبتدعها هو للناس حتى يتحول الأمر ليكون عاديا..
فالصور التي يتلاعب بها المارقون كثيرة والداعين لفعل الحرام وخلق مضامين وهمية من القرآن الكريم كثيرون بل وجدنا البعض قد حول الألسنيات لقراءة القرآن حيث يرى بأن المعنى ليس ملكا للكاتب أو الخالق بل هو ملك للقاريء يتخير منه ما شاء حيث جعلوا العالم يموج في خطيئاته بعيدا عن الإتصال بالرب بل جعلوا المخيلة والظنون والأوهام هي الحاكمة والفيصل في كل قضية فانهمرت دماء العقيدة بين عرق عروق المكيدة!! ليكون القرآن بيننا غريبا لا يمكن الإستدلال به .. ولكن الله يحفظ الذكر وهو الذي أنزله للعباد..
لذلك صار الإنحراف شيئا شرعيا يقره القانون والعرف العام ودخل البيئة الإسلامية ملتحفا ومتلثما بشكله الجديد الذي يشرعن العملة التلاعبية..
والقضية أساسا كانت منبثقة عبر عدة صور ..
كان منها .. التفاوت .. التباين الجزئي .. العموم من وجه.. والخصوص من وجه.. سيأتي عليها الكلام انشاء الله في الأسابيع الأربعة القادمة..

المصطلحات الجديدة المستحدثة في الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

لم يكن هناك الاكتفاء الكلي بتحوير المعاني الدينية والمصطلحات لما يصبون اليه من خلق التغيير وتشويه المفهوم الديني..بل تعدى الأمر لصنع معان ومصطلحات جديدة عبر افرازات الموضة والموسيقى والرياضة وغيرها بما ليس له علاقة بما ذكرناه من الاقسام.. فتعدى الأمر لصنع التغيير عبر مخالفة صريحة للدين وارتكاب المحرمات من لبس ملابس الشهرة..
كما وأنهم لم ييئسوا من نشر هذا الفكر أتذكر ان احدهم مرة قال لي: أليس لبس العمة لباس الشهرة!! لأنه مختلف عن الناس!! والحال ان هذا اللباس متعارف عليه منذ ألف أربعمائة سنة أو أكثر!! وكانت تلك مكيدة لتغيير المصطلح الديني بمفهوم جديد كما مر علينا في الموضوع السابق..
فالمخالفة الشرعية أصبحت واضحة فيما يخص الأزياء وتقليد الغير مسلمين بثقافاتهم السلبية التي يرفضونها هم قبل غيرهم يقلل من شأنية وقوة الورع في نفس المخالف للشريعة..
قمثلا رقم 666 رقم يرمز للشيطان ..
ألفاظ كونان ايتاشي وغيرهما من الفاظ الشيطان ومن تماثيله التي يعبدونها… ولكنها دخلت الينا عبر أفلام الكارتون.. فصارت مألوفة!!أرجو الإنتباه لأطفالنا قبل حصول الكارثة!
ولو دققنا فيها قليلا مثلا:

البوكسر: بالعامية طيحني.. يسبب آلام شديدة في المفاصل والأفخاذ والأوراك نظرا لاحتباس الدم على عضلات الفخذين مما يسبب مرضا عضالا انتشر في اوروبا مؤخرا ويسمى هذا المرض paresthetica meralgia (كتبته بالانجليزي ليتسنى للباحث التأكد من المرض ومعرفته) وقد لوحظ انتشاره من لابسي اللوويست low waist حيث انهم يخالفون لبس البنطلون بالطريقة الصحيحة.. حيث الخصر يتحمل الضغط وغيره في الوقت الذي لا يتحمل الفخذ ذلك..
وقد سمي بالبوكسر في مصطلح آخر لتشبه الإنسان بالكلب من فصيلة بوكسر .. فهذا الموديل أو الموضة صنعت من شركات الجينز للتشبه به.. كنت اود طرح تأريخ اكتشافه لولا الخوف من الإطالة..
وكذلك الـ high waist تخنق الحجاب الحاجز وتعيق عمله..وقد استعملها الشاذون مؤخرا لنشر الشذوذ الجنسي!!

عباءة الفراشة: هل جربت ان تبحث في صور قوقل عن موديل عباءة الشيطان ؟؟ satan cloak ?? جربوا لتروا العباءة الفرنشية والرومانية وغيرهما كيف تستوحى فكرة لبس العباءة من خيال عبدة الشيطان لتلبسوها بخيلاء وفخر واعتزاز!!
تلك العباءة التي لا تستر أغلب الجسم.. هي من عباءات ابليس الموصوفة في المخطوطات!! إخوتي الكلام ليس بعاطفي أو انه مستوحى وإنما ذلك هو اسمها الحقيقي لا حظوا بالبحث الصوري في قوقل..ولسنا فس صدد البحث عن تأريخها ومصمميها .. ولكن يكفي ان تتحدث الصور بذلك..طبعا وعباءة باتمان وسبايدر مان وكلها منطلقة من نفس الهيئة مع تغيير طفيف..

الفونكي : بداية كانت موسيقى صاخبة تبحث عن تشجيع الجنس بشكل مطلق والخروج عن المألوف بالاستهزاء بالمؤمنين او حقائق الإيمان تحت عدة أغاني .. وكانت تتميز رسالة الفونكي بأنه يضع عنوانه المنحرف في عنوان الأغنية .. مثلا : إنهض أحس بأني آلة خلاعة..Get Up (I Feel Like Being A) Sex Machine .. أخجل ان أذكر الباقي.. على العموم كانوا من ذوي الاباحة حتى عام 1980 ومن ثم انتقلت هذه الطريقة في التعبير عن التمرد على القيم .. الى شركات الروك باعتبارها من نفس صنف الموسيقى حسب المدعى رغم انها من موسيقى الجاز التي ابتكرها الزنوج الى شركات ميتال حتى وصلت لشركة الميتال الثقيل heavy metal وهذه الشركة نشرت عن نفسها بأنها من أهل الأغاني الروحية .. وللعلم هذه الشركة هي التي تروج لعبادة الشيطان ومحاربة الله!! وأصبحت عناوين أغانيها Faith No More لا مزيد من الإيمان ، الماء والنار والريح Earth, Wind & Fire والبرج النابض بالقوة Tower Of Power وكلها من أدوات طقوس استحضار الشيطان او الجن .. تصور!!
والشباب لا يهتمون يشغلونها في السيارات بأصوات صاخبة !! في المدن المسلمة ويمر بها على المساجد!!والمآتم!!وشعارات الفانيلات والأقمصة وهو يلطم في موكب العزاء!! وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ،، وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ..

الفوكس والسبايكي: الشعر المدبب أو الطويل او الملصق بالصمغ لتهيئة الأشكال المدببة .. كانت قبل الميلاد ليست بالشكل الحالي ولكنها شبيهة بمن تعبدوا بالجن أيام بوذا .. وقد اشتدت بالشكل المنسدل الآن من قبل السادو الزاهدون من الهندوس … وهي طقس سحري من السحر البوذي.. تطور ليكون من سحر اليهود الكابالا.. وهوعبادة الجن أيضا..
وانتقل للسيك من الهندوسية.. وكذلك الكدش أخذ من موديلات منحرفة من السبعينات والثمانينات تسمى الخنافس آنذاك تم ارجاعه الآن وهو منتشر بالمملكة العربية السعودية حاليا..
وما ادري عن مملكة البحرين وصل لولا..

الإيمو: هناك قصتان في التسمية .. قيل انه من جراء حالة نفسية أصابت طفلة إسمها إيمي .. والظاهر انها معنى emotional وهو عاطفي .. وهم جماعة يلبسون المابس الضيقة جدا او الواسعة جدا.. يعيشون حالة الحزن والبكاء والفراغ.. يعبثون بأجسادهم بالتجريح والأذية..تراهم من ذوي الشعر الطويل جدا او الغريب جدا.. يحبون الظلام صامتين حزنانين!! موديل ملابسهم الأسود والأحمر..والألوان القاتمة.. ولا أدري كيف يقبل العاقل على نفسه العيش في مثل هذا الجو.. ومنفعة الترويج لهذه الحالة تمييع الشباب وتضييعه في بحر الحيرة بلا رسالة..

هناك معادلة هامة في نشر الثقافات المنحرفة..
-وجدت مقالات مصممي هذه الأزياء والحلاقات يقولون بأن الشباب اليوم في حالة تمرد!! يجب ان نجعل لهم مجالا لذلك!! حتى يشبعوا منه!! غريب أمرهم والأمراض التي ستنتشر من الإباحة وكون الملابس غير ملائمة صحيا ألا يمكن الإلتفات إليها؟؟! والأغرب ان حدهم قال لن اسمح بني بلبس اللوويست!!! لأنه يشنج عضلات الفخذين وقد يموت عصب الفخذ!! وهو مصمم لو ويست!!
– عبدة الشيطان ومسوقي الثقافة المنحرفة يعتمدون على عدة أشياء! المنظر والصوت والمخيلة بلاقيود والبيئة الموسيقية المؤثرة والطعم والرائحة..وقد وردت بعبارات ليفلي مؤسس عباداتهم ما يخص هذا الشأن في الترويج لمثل هذه الأفكار.. يعني أن الإنسان عندهم ليس بأكثر من موبايل يعبئونه بالصور والصوتيات والفيديو والكاميرا والبلوتوث..فهكذا تحاك الشباك..وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ..
– الموسيقى الصاخبة تضعف العصب التوازني المسمى بالعصب الثامن حتى يفقد الانسان السيطرة على نفسه بعد فقدان السيطرة على جسمه ان تعدى الصوت عن 45 ديسبل تدريجيا.. وهذا ما يستخدم الآن لغسل أدمغة الجيل..

إنهم يستخدمون ثقافات متعددة وعلوم متعددة كذلك ويعملون كفرق مختلفة لخلق تيارات غير دينية عالمية يسهل السيطرة عليها.. كثير من الناس لا يشعر بإهانة المسجد أو إهانة القرآن أو يسمي الشرع بالغطاء الشرعي..ليحل الدين مرتبة أخيرة في أهميات حياته .. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ .. لا حظ إلا في الآية وتأملها..وما بعدها.
الغطاء الشرعي ، رجل الدين ، رجل وامرأة للتعبير عن زوج وزوجة! رجل وامرأة وطفلة للتعبير عن عائلة مع تعدد الأطفال!!! تلك محاولات لتفريغ المحتويات.. ليتكون من ذلك نتاج الجيل الذي يرى رجل الدين ديكور سياسة وأداة ضغط ليس إلا ولا يكتفي بالعلوم الدينية وتطويرها .. بل لا يهمه التطوير أًصلا..
قال أحدهم متهكما مرة: شيخنا أين وصلتم في تطوير مسائل الحيض والإستحاضة؟!! وهو يضحك.. أخبرته : من أفضل النتائج ان علماءنا نشروا العلوم بحيث انجبتك أمك طاهرا بعد أن تعلمت أحكامه التي وصل إليها علماؤنا!! لا ابن حيض ولا ابن نفاس!! أليس ذلك إنجازا..تعدى لأولادك ليكونوا طاهرين؟؟؟ ألم يكن ذلك مهما بالنسبة إليك؟؟!! فاختفت بسمته وضاعت ضحكته وسكت!! ولم أكن أقصد إهانته ولكنه كان يقصد الإهانة ففهمها كردة فعل..إهانة! كنت أوضح الأمر فقط..
الدين وأهميته تتجلى اذا مستنا العناوين.. و لا نشعر بمساسها إن كنا ننتمي لغيره بالفعال.. ألا يعد التدين إنجازا رغم أن القابض على دينه كالقابض على جمر.. فهل القابض على الجمر كالذي لم يفعل شيئا او تسلى على أمواج وتيارات الأفكار المنحرفة وصار دعامة انحراف في المجتمع الإسلامي؟؟!!

تغيير المصطلحات الدينية في الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

دائمًا ما يكون في متغيرات الجدل بين السائل والمجيب إخفاء الكُبريات من القضايا أو المهم منها لكي يتسنى للمجادل الخوض في غمار الفن واقتطاف الثمار، فمثلاً يقول: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا”، ولا يذكر بأن “اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”؛ لأن الموت الذي يوازن الفكرة سيقلل من شأن الفكرة وهي حب الحياة على نحو متوازن وغرض المجادل أن يحيي فيك حب الدنيا لدرجة محق فكرة الآخرة من عقلك.

تلك فنون وقضايا عقلية عكف عليها أهل المدارس المذكورة سابقًا -العلمانية، الهيرومنطيقيين، متعددي الإدراك- وهكذا كانت مراميهم لهندسة السلوك الاجتماعي تحت ذرائع تطوير الذات، فاستغلوا تحت طائلة الذرائع عرضيات الانسان وما يمكن أن يطرأ عليه من جهة الرغبات، ومتطلبات الانسان بأمثلة يسعون فيها لمحق الحكم بالصحة والصواب، مثلاً: هل تود أن تصبح مليارديرا وتحقق رغباتك؟!! هل تود أن ترى امرأة حسناء تحبك؟! وهكذا ينتزع الحكم منك مشتقًا من رغباتك بعيدًا عن دينك وعن أخلاقياتك الفاضلة؛ لأن التدقيق وتسليط الضوء فيها على الدنيا بشكل ملفت وجعل الهدف من متطلبات الغريزة والعاطفة مع استغلال الخيال الذي لا يقيده شيء في رسم صورة ما في ذهنك لن تمسح كلما ضنكت عليك الحياة، فعلى هذا الضوء المسلط على الدنيا تعمى العيون عن الحقائق وسؤال مفترض وهو كيف؟؟ أحصل على ذلك من قنوات الدين؟؟

لقد حوروا كل شيء على وفق هذه الفلسفة، وهي إحياء الطلب لمتطلبات الحياة فوق الحاجة اللازمة مما حول أهل الخير في كثير من الأمور إلى سفهاء حينما يبذلون في سبيل الله، واقتضت حياتهم العامة إلى تحوير معانٍ كثيرة تصب في مصلحة دينية أو سياسية أو اجتماعية أو روحية تخدم العدو الغازي، ففي المصالح السياسية:
– غيروا معنى “أولي الأمر” من العلماء المتخصصين الذين يحكمون بشرع الله المنزل ويطبقون رسالاته إلى رؤساء عرفوا بالبذخ والترف والعنفوان، ليكون ذلك نموذجًا دينيًا في عقول الناشئة بغض النظر عن الانتقادات الموجهة إليه، فتضطرب القيادة الدينية لجعل من ليسوا أهلاً للإختصاص أهلاً لها، بل ومن رواده.

– تحويل الديانات إلى أفكار وفقرات وضعية يمكن التعديل عليها مستقبلاً من غير المتخصص الذي يملك صلاحية من المسؤولين بحجة التطوير وإبراز بعض النماذج المنحرفة ممن يتسترون بستار الدين كتعبير عن الفوضى وأن الحل الوحيد هو التنظيم دون ذكر الطرف المنظم من قبلهم ليحكم عليه الناس.

– تكثير الشهادات الرسمية الدينية ولو من بلاد لا تمت للإسلام بصلة لتحويل المتحدث في وسائل الإعلام إلى عالم لا يساويه علماء الدين للسبب الذي ذكرته في العلمانية واستحكام التمويه الديني وفي المصلحة الدينية.

– نشر معاني النجاح في المجتمع على نحو التكسب المادي تحت ذرائع وترهيب أدلة الكسب على العيال ووجوبها دون بيان أدلة الضوابط والانفاق في سبيل الله، وتحويل الإنفاق في سبيل الله لعناوين البذخ والتبذير والإسراف، وجعل الدنيا لمعترك النجاح بدلا من الآخرة.

– تحويل معنى يسرية الدين إلى مفهوم سهولة الإفتاء وتعويم الاجتهاد بعيدًا عن أدلة رب العباد والاقتصار على القرآن وعمومياته ومجملاته في الحكم على الأمور الخاصة التي لم ترد فيه على نحو صريح بعيدًا عن فهم معنى لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، وقد بدأت بعبارة “حسبنا كتاب الله” في السقيفة.

– جعل الحلال والحرام نابعًا من بطون المصلحة الشخصية والمفسدة، فما كان فيه مصلحة شخصية حلال في النظر وما فيه مضرة شخصية حرام في النظر على نحو الظرف الشخصي.

– استسخاف الأحكام الدينية التي تخالفهم كحرمة ملابس الشهرة والشهرة في الحلاقة و المظهر حرام, ابتكروا لفظة الموضة؛ ليقتلوا هذا الحكم الشرعي.

وفي المصالح الاجتماعية:
– تضييق معنى صلة الارحام للأب والأم والأخ والأخت فقط لا غير لتفتيت التلاحم بالأسر المركبة وتقليل التفاعل الاجتماعي والتهرب من التزاماته الدينية.

– دعم إبراز مصطلح الحرية الشخصية كما نراه اليوم لقطع منابر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت ذرائعها والتقليل من النصح والإرشاد.

– جعل الفنانين المنحرفين في مقام القدوة للمجتمع حيث تقول إحدى الراقصات في أحد اللقاءات “الحمد لله لقد وفقني الله للحج فتوفقت في الحفلة الفلانية حينما رقصت فيها”.

– تشويه صورة المؤمنين ولو بالأمور المحللة كتعدد الزوجات والزواج المنقطع وغيره بينما تراهم يشجعون الحفلات الماجنة ويتكلمون عنها وعن أخبار المجون والغناء؛ لضرب القدوة الدينية اجتماعيًا، وتصوير تدبير معيشتهم المادية بالبخل وإنفاقهم بالتبذير مثلاً لخلق الصورة السيئة لا محالة.

– نشر فكرة تحديد النسل تحت ذرائع الإنفاق رغم أن الآيات صريحة في ذلك وحرمتها جلية لتقليل عدد أفراد المجتمع وتقليص الجماهير بحثا عن الرفاهية.

وفي المصالح الروحية:
– جعلوا عينيك فكا يتمنى كل ما يراه بطرق مدروسة.
– جعلوا أذنك تسأم من ذكر الدين، والدليل لاحظ المنتديات في مواضيعها الدينية وتفاعلها عن غيره من الأقسام.
– جعلوا أنفك يشم عطور النساء من المتبرجات المبتذلات.
– دخلوا لمخيلتك بألفاظ رسمت أفلامًا خيالية.
– جعلوا فمك يتكلم بما يشتهي كيفما يريد رغم أن “مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد”، ولا يستطعم ويلتذ إلا بطعامهم حتى لو ظهرت عيوبه وفضائحه في الانترنت.

بعد ما ذكر من بعض الأمور سنرى:
بأن مفهوم الحب مادي جنسي، فلو سأل سائل هل الحب حرام؟؟ سيجيبه الإسلام لا ولكن بشروط، سيحذف الشروط ويغير حب الإسلام النقي إلى الحب المادي الجنسي ويتحول السؤال لمعاني أخرى.

وأتذكر مرة قالها أحد الشباب في وجهي بأنه لا يتصور بأن الدين متوحش لدرجة أنه يحرم الحب؟؟!! ولم يقبل الحب على أخته!! الاختلاط في الكليات والجامعات تحول لعنوان الزمالة والصداقة!! وهو اختلاط محرم. الفتوى من قبل أي أحد صارت تسمى رأي، وهي فتوى ومن فتى بغير علم أكبه الله على منخريه في نار جهنم.

الزنا صار يسمى علاقة عاطفية لأن كلمة الزنا حادة كحد السيف في نفوس المسلمات فصار المصطلح الجديد مقبولاً أكثر. ولد الزنا يسمى الابن الطبيعي أي أنه نتيجة طبيعية لعلاقة ما، كون كلمة ولد الزنا مكروهة. طالب العلم والعالم صار يسمى معممًا أو رجل دين واعتبر اختصاصه مستقلاً عن الحياة.
روايات أهل البيت (عليهم السلام) وروايات النبي (صلى الله عليه وآله) صارت مرفوضة لأنها لم تحقق أمام عيني المجادل وتحت ذريعة يمكن الرواية ضعيفة!! الاستفتاءات مرفوضة بالتشكيك في كيفية السؤال، يمكن طريقة السؤال تسببت بالحرمة؟!
الحماس الديني تطرف والتفسخ الأخلاقي انفتاح، وهكذا أغلقوا منافذ الدين وبوابات علومه وأسكتوا صوته الأخلاقي تحت مضامين الحرية والتعددية في الإدراك والمعنى والعولمة بدعم رسمي لخلطة سحرية نجحت وانطلت علينا من منابع مجازيات وتلاعب بالألفاظ هم غيروها. وتشدقت الناس بنظريات فرويد وبافلوف وادلر التي أوخذت عليهم حتى من الغربيين، ولم تناقش النظريات التي صدرت منهم لتخدم المصلحة الدينية بشكل مدروس.
وفتحوا على الناس العناوين العامة الكبيرة التي قد لا تشمل المعنى الديني حتى بشكل جزئي، فالعناوين الضخمة كالحرية والإنسانية والكرم تحتاج لآليات التطبيق فهم لا يذكرونها لتبيان الأمر، أين نطبقها؟؟؟
على الجار الذي إن ساعدته صرت في نظرهم مسرفًا؟ أم على ابن عمي الذي لا يعد من الأرحام تقريبات في نظرهم؟ أم على المجتمع الذي سيراني غبيًا لا أعرف التصرف بالمال الذي جنيته؟
والانسانية، هل تعني نشر الأمراض كالايدز أم أولاد الزنا وتكاثرهم في الشوارع أم فقدان الشرف عند أكثر النساء بسبب العلاقة والزمالة والصداقة مع الأولاد أم ماذا؟؟
الحرية هل تعني الابتذال؟؟ أم استعراض الأعراض، أم تعويم الدين وتضييع منابعه أم ماذا؟؟

إن نشر العناوين الكبيرة يسمى في اللغة والاصطلاح “إجمالاً”، يعني أنه يحتاج للتفصيل والتوضيح، لا أن يؤخذ على علاته، ففي العموميات من الألفاظ سلب وإيجاب، حتى لفظة الرب العامة فهي تحوي عدم الشريك في معانيها وخصوصية الوحدانية فيها، ولفظة الإمامة العامة تحوي الإمام المعصوم وإمام الجمعة وإمام الجماعة وتحوي إمام الكفار وامام العصاة وكلهم، ولكن التوضيح والتفصيل خرج الكفار والعاصين في معانيها الاصطلاحية والمعاني الاصطلاحية جعلت الإمامة لأهل البيت (عليهم السلام) غير إمامة الجماعة والجمعة وهكذا.
فمن أكبر العيوب أن يأخذ الشباب على عواتقهم نشر المعاني العامة بلا تفصيل، حتى تنتشر بشكل لا يمنع القبول ويمنع المعارضة ويتحول حينها المتدين إلى شخص معقد في نظر الجميع.
ولا ننسى راية الإمام الكاظم (عليه السلام) في قصة بشر الحافي حين سأل جاريته : “سيدك حر أم عبد؟؟”، فقالت: “حر”، فقال (عليه السلام): :لو كان عبدا لأطاع مولاه!”، فماذا سيكون تعبير الحرية العام هنا؟؟!! حينما فرضوا بأن العبودية ذل فقط بكل الحالات؟!

كيف يمكن للحرية العامة أن تتحقق؟ أوليس المجرمون تصرفوا بمنطوق الحريات العامة، ولكن المجتمع قاضاهم لأن حريتهم أضرت بالمجتمع ثم يقولون أن ليس للحرية حدود؟!! فالحرية بمعناها العام الذي رفعوه ومعنى الحرية الشخصية لا وجود له بالمعنى الذي يدعون إليه، ولكن كل شيء له قيوده، وقيودهم قوانينهم الوضعية، فلماذا يتدخلون في شؤون مدمني المخدرات أليس ذلك لحفظ الشباب من الضياع؟ أوليس الدين ينادي بعنوان حفظ الشباب من الضياع عن الخالق والمعبود في موجة عنوان عام هم ابتدعوه؟؟
وتوقعوا على مدى الأيام القادمة والسنوات القادمة والأجيال القادمة عناوينا أخرى ستكون من نتاج نشرنا لثقافة العموميات الغير مقيدة وغير مفصلة لجيل سيأتي ينتظر منا بقايا ثقافة إسلامية ودينية أصيلة وكل ذلك من أجل تصريف معاملة رسمية هنا وهناك.

لاحظوا العبايات الإسلامية كيف تحولت إلى مخصر وفرنسي وروماني والفراشة وباتمان …إلخ، تحت عنوان أهم شي ستر الجسم، رغم أن الستر لم يكن للجسم وإنما كان للبشرة والجلد فقط لمرتديها!!

تعويم الفكرة بين العموميات وإطلاق العنان لجزئية الرأي مع تهميش الرأي الديني الحاكم على التصرفات الأخلاقية وابتداع سلوك مادي قائم على تحقيق الثروات حوّل المجتمع إلى صورة الضياع الفعلية تحت مطرقة الحياة وسندان الإعلام واللهفة لتحقيق الثروة التي لم ينل كثير من مالكيها السعادة، ولم ينالوا الاستقرار النفسي والروحي، بل تراهم يبكون لأنهم لم يحققوا الثروة حتى الآن!!

ضياع الرسالة والهدف هو الذي حول المجتمع إلى ملاعب الأقدار، وعموميات العناوين بلا تحديد أكثرت من الخداع والحيل تحت شموليات العناوين الضبابية.

نمذجة الغزو الغير أخلاقي

نشر على بواسطة .

كان الكلام في تعريف الغزو الغير أخلاقي وطريقة معرفته، واليوم الكلام عن الصيغ التي اُتبعت لتأصيل ذلك في أفكارنا وطريقتنا الحياتية. وقبل ذلك علينا معرفة بعض الأمور:
– أولها: المدارس المعروفة لجعل السلوك محل الأخلاق الدينية.
– ثانيًا: المصطلحات الدينية وتغييرها.
– ثالثًا: المصطلحات الجديدة المستحدثة التي غزت المجتمع.

ونحيط حضراتكم علمًا بأن الألفاظ تنقسم للمجاز والمرتجل والحقيقة والمنقول والمشترك، فالمجاز: أن تقول زيد أسد تقصد شجاعته لا الوصاخة الحيوانية، فالأسد حيوان معروف ببخر الفم. والمرتجل: أن يسمي أحد ابنه باسم أسد ولكن لا يعني أنه شجاعٌ بالضرورة. والحقيقة: كأن تقول أنا انسان حقًا إنك إنسان ناطق ومفكر. والمنقول: كأن ننقل لفظ الصلاة من معناها الحقيقي الدعاء لمعناها الحالي وهو الركوع والسجود بحيث لا يفهم من هذا اللفظ إلا معناها الحالي ويُنسى معناها الأول. والمشترك: كلفظة العين تعني العين الباصرة وعين الشيء يعني مادته والعين الجاسوس…الخ، وهكذا فإن للمنطق استخدامات عديدة تجدون الفنون في مباحث الألفاظ.

فعلى هذه الأشكال تقلبت المفاهيم والمصطلحات الاعلامية، بعد هذا الكلام اليسير نستطيع الدخول في موضوعنا الخاص، وخصوصًا أننا سئمنا اتهامنا بأننا من حملة فكرة “المؤامرة”، و “المتدينين كله يشكون بوجود مؤامرة” وما شابه من موجات التهوين التي تقال عنهم.
دعونا نطلع حضراتكم على بعض الأسرار وما يجري في الخفاء. فلنبدأ بالمدارس الفكرية، التي تجعل السلوك مكان الأخلاق المتدينة:

– Secularism العولمة

أو العلمانية، كثير من الناس يعرفها بأنها من معاني العلم!! أو الاعتماد على العلم!! رغم أن العلم باللغة الانجليزية science والعلمي Scientism أو Scientific إذا اهل العلمي يتذكرون الحاسبة العلمية Scientific calculator وهكذا.. فما هي Secularism العولمة؟

دائرة المعارف البريطانية: مادة [Secularism]:هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها.
وقد ذكرت هذا المصطلح من ضمن باب الإلحاد حيث قسمته إلى نظري وعملي واعتبرت العولمة من الإلحاد العملي.
قاموس اكسفورد Secular:
1- دنيوي أو مادي ليس دينيًا ولا روحيًا، مثل: التربية اللادينية الفن أو الموسيقى اللادينية، السلطة اللادينية، الحكومة المناقضة للكنيسة.
2- الرأي الذي يقول أنه لاينبغى أن يكون الدين أساسًا للأخلاق والتربية.
وقد استخدمت هذه الكلمة المشتقة من كلمة لاتينية سيكولوم Saeculum، وتعني الدنيوي وقد استخدمت في المخطوطات بما يعني ما يقابل الكنيسة، وظهرت هذه الكلمة للعالم لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا (عام 1648م) -الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوروبا- وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) مشيرًا إلى “علمنة” ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية. وقد اتسع المجال المصطلحاتي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) الذي عرف العلمانية بأنها: “الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض”، أي دون التدخل الشرعي، وقد استدل العرب متفننين بعدة معاني للعلمانية و لم يذكروا معناها الأصلي وذلك بسبب خوفهم من نفور الناس عن هذه التيارات الغير متدينة، فجعلوا لها ألفاظها المنمقة، رغم أن العلمانية استهلكت عالميًا فما زالوا يحاولون إحياءها في مجتمعاتنا العربية.

تغيير المصطلح الى (بوست سيكولاريزم-Post-secularism) و صاغه البروفسير جون كين، و معناه ما بعد العلمانية .و”ما بعد” هنا تعني في واقع الأمر “نهاية”،حيث وجد العالم انتشار الايدز والجريمة والفقر والامراض والقوميات ذات النزعة العدوانية من مفرزات هذه العلمانية، فما عاد العالم ليثق بهذا التيار، ولو تم تطوير تطوير مدارسه.
على العموم فتلك العلمانية التي بحثت عن الفكر النفعي وجعلت تحصيل اللذات المحسوسة نجاحًا، سقطت للهاوية وبقيت أفكارها تبث في عالمنا العربي بأيدي عربية، وتلقى رواجًا، لا أدري سمعتها من كم شخص يقول في وجهي أنا علماني وكنت ابتسم لأني أدري بأنه لا يقصد إلا المعنى الشائع لا المعنى الإلحادي.
وتعبر العلمانية عن الأخلاق بالسلوك أي ما يمكن أن يحقق نفعًا إن سلكته تحت معاني الغاية تبرر الوسيلة.

– تعددية الإدراك pluralism

أطلنا الكلام في العلمانية وضاق علينا هنا. وهي تعتبر نفسها أنها حلت مشكلة الأديان بفكر منطقي مُستقى من سقراط دون الحاجة إلى الفلسفة. حيث أنها أشاعت بأنك لا تصل لكل الحقيقة وإنما جزءً منها وتبحث عن باقي الأجزاء مع غيرك على نحو مساهمة، بما في ذلك حقائق مبادئ الأديان!!
فعلى هذا يجب أن لا نتفرد بفكرة دينية أو حياتية وإنما ننظر إليها على أنها مساهمة مع أديان أخرى وأفكار اخرى!! فعلى هذا لا يحق لك بمنع الشذوذ الجنسي ولا الدعارة ولا الخمر ولا المخدرات لأننا لا نملك الحقيقة كاملة عن الحرية ولا يحق لهم أن يحبسوا السارق ولا القاتل لنفس السبب!!
الحمد لله عندنا القرآن وعندنا رسول الله (ص) الإنسان الكامل الحمد لله عندنا اعتقاد جازم بالعصمة ولدينا الحقيقة كاملة من أهل البيت (ع)، وإن كانوا ينقصهم شيء فلدينا المزيد، والحق بيِّـن والباطل بيِّـن عندنا، الحمد لله.

– الهيرومنطيقا hermenutics والالسنيات

وهو يعتني بقراءة النصوص والسبر في أغوارها باعتبار القوة في ملاحظة المنصوص والقراءة بين سطوره، ولكن فكرتهم المحورية تدور في أن المعنى وليد ذهن القارئ والسامع لا وليد ذهن الكاتب أو المتكلم!

وعلى هذا لا يؤمنون بما يعتقده الانسان من القرآن والتوراة والإنجيل، بل لهم الحق في توجيه الكلام وانتقاده بحسب ما يرونه مناسبًا. يعني كل يدعي الوصل بليلى، أي أنهم يؤمنون بجزئية المعنى كما يؤمن أهل التعددية بجزئية الإدراك، فعلى هذا تاهت مفاهيم الدين وسلام على آل يس!! وسلام على آل يس أي آل يس عندهم يمكن حتى لو كانوا جيراني أو نا من عائلة آل يس..

لو فكرنا بهذه المدارس الفكرية الثلاث كيف نشأت وكيف تتبلور أفكارها لوجدنا العلة والسبب من وراء أن بعض الأعضاء في المنتدى كيف لا يفهمون لبعضهم البعض فكيف الناس جميعا؟؟ وكيف المتدينين؟؟ وهذا جعل المجتمع يعيش في حالات منها:

– عدم الاعتناء بالمدارس الدينية العريقة الحوزات والقرآن عندنا رغم أنها صنعت جهابذة والاعتناء بالمدارس الحكومية ودعمها والاعتراف بها لكي يتسنى للحكومات النفوذ والسيطرة وبث مايشاؤون كنظرية داروين والانسان قرد …الخ من النظريات المختلفة، وعدم الاعتراف إلا بالشهادات الحكومية في العالم تحت راية عالمية واحدة في المنهجة والتدريس.

– عدم الاعتناء بمادتي الدين واللغة العربية وتمييع المنهج فتتعسر لغة التواصل ولا تكون اللغة إلا لغتهم -لاحظ المثقف ما يصدقونه إلا إذا جاب أسامي غربية ويستعرض عضلاته ابهم بعد! كأنما مافي روايات ولا آيات ولا فكر عربي- بجانب الترجمة لبعض كتبهم الناقدة لأفكار المتدينين إذا استدعى الأمر، وأنصحكم بالدخول للمكتبات اليوم لتروا كتب داروين وبافلوف وفرويد الإباحي وربعهم، أين الصحاح؟ أين القواميس العربية؟ أين كتب الفخر الرازي والغزالي و أهل البيت (ع)؟!!

-تطوير الذات صار بمعنى جلب المادة مستوى الرفاهية، وليس السعي للخلق الكريم.

– انتشار الاختلاط وترويج المنكر تحت الأعذار ومسميات الحرية حتى صرنا لا نستطيع التحدث تحت تلك الشعارات ولعلكم يا من تقرأون تبحثون بالانترنت لما كتبته من مصطلحات فتقرأون مقالات المريدين لهذه المدارس لأجدكم تتبعونهم بعيدًا عن أصل الفكرة، ولكن حذاري.

– النداء للرفاهية المادية والدنيا تحت القواعد اللادينية، والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فلا تختاروا جنة الكافر فما عند الله خير وأبقى، فلاحظ كل دروس تطوير الذات هي تحت مباحث تحقيق الكسب المادي فقط ولا تتضمن الأخلاق إلا في مباحث المتدينين الذين يطورون الذات فعلاً!

– نشر ثقافة الغناء والمجون والرقص تحت مسميات علاج نفسي وموسيقى كلاسيكية لتتجلى عظمة بيتهوفن الفاشل دراسيًا وروحية بوب مورلي الماجن وأخبار الفنانين تحت الذرائع، بعيدًا عن صقل الهمم وشحذ القرارات وحمل هموم الحياة ورسالاتها، لاحظ القدوة تغيرت! وضاعت عن عقله الأسوة الحقيقية!

– إحياء الجنوح للنزعات الشهوانية والرغباتية بعيدًا عن القيود الدينية لخلق مسميات الحرية الجديدة، كلما تنصح واحد يقول أنا حر!

– الاستهزاء بأفكار الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تحت مسميات التدخل بشؤون الناس، واعتبار أفكارهم جزئية ورجعية وكونهم معقدين لا يفهمون الحياة، أي الحياة التي يعيشها تحت سطور كلمات مجتمعات الغرب، ولعله لا يلاحظ غربته بين مجتمعه.

– اعتبار علماء الدين رجعيين وملاحقتهم بالتنكيل إن لم يقتنعوا بالفكرة أو ملاحقتهم بالجدال والمنازلات الكلامية عندما يبثون الفكرة.

– بث روح المساواة في الاختصاص مع المتخصصين من العلماء نظرًا لكونهم يحملون جزء الحقيقة بألسنيات القرآن، طبعًا المعنى ملك القارئ عندهم، لخلق عدم الاقتناع لأنهم يحملون جزء الحقيقة، تكون النتيجة هم أيضًا علماء، وبإمكانهم الإفتاء، ويزيدون الطين بلة بقولهم الدين دين يسر، دين يسر بالتطبيق مو تصير مرجع بيوم وليلة مو يسر بالفتوى، يعني إذا كان الأمر كذلك غدًا كلنا أطباء!! “وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ”.

– تنزيل الناس لمنزلة الجهلاء نظرًا لرجوعهم لعلماء الدين، صراحة أنا عن نفسي جاهل بغير اللي تعلمته، جاهل بالطب والهندسة والميكانيكا، وحتى غسل الثياب والطبخ وجزى الله زوجتي خيرًا، لا أعلم لماذا لا يقبل بعض الشباب أن يقولوا نحن نجهل هذا الاختصاص لذلك نسأل ونقلد كباقي علوم الحياة.

أُلِّفَـت الكتب وكُتِبَت المقالات على هذه المدارس الثلاث رغم الويلات التي جرَّتها للمجتمع الغربي والآفات النفسية التي خلقتها والاقتصادية والروحية، هناك من يصدرها للعرب كما هي؟!!
لا أُنكر الجزء الإيجابي منها، ولكنها ذات خطورة في سلبيتها وخصوصًا في المجتمع الذي يحتوي على إيجابياتها دون منهجة، من زمان نتأمل في القرآن، “أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا”، ونؤمن بالحقيقة الإلهية الكاملة.
وإن تولدت هذه المصطلحات في مجتمعاتهم بسبب تسيب وانحراف الكنيسة في يوم ما! “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ”! إلا أننا لم ينحرف قادتنا ولم يقولوا لنا هذا من عند الله وهو من عندهم!! كيفما كانت الأمور فاتِّباع البعض من جماعات التطوير سبلاً سهلة ستجرُّنا لويلات التدمير بلا تدخل الشريعة.

أحس الموضوع قد طال، فسنُجَـزِّأه إلى الأسابيع القادمة إن شاء الله تعالى، لأنه بقي قسمان: (ثانيًا: المصطلحات الدينية وتغييرها، ثالثًا: المصطلحات الجديدة المستحدثة التي غزت المجتمع)، هذا ما خطه خادمكم الليلة، والحمدلله رب العالمين

كيف نعرف الغزو الغير أخلاقي؟

نشر على بواسطة .

كثير من الناس يتوقع أن الغزو غير أخلاقي هو الكبائر كالزنا وشرب الخمر وانتشار الغناء وغيرها فقط، ويتوقع أن الحالات الشاذة المرتبطة بالجنس والعربدة فقط داخلة فيه، ولكن الأمر يتعدى لما هو فوق وتحت هذا العنوان، فالإبتزاز المادي والمعنوي أيضا غزو غير أخلاقي، الأساليب الملتوية في المعيشة أيضا من الغزو الغير أخلاقي، فما هو التعريف الممكن اتباعه لبيان حدود الغز الغير أخلاقي؟

الغزو الغير أخلاقي هو الغريب عن أعراف وعقائد والتزامات وديانة المجتمع مما يؤثر على السلوك العام والخاص لتحقيق المنافع الغير مشروعة.

كان الغزو الغير أخاقي سابقًا يكلف الغازي الكثير؛ لأنه يبذل من الأموال والطاقات والكوادر المنحرفة لأي مجتمع يود النخر فيه واختراقه سياسيًا واجتماعيًا وعلميًا عبر الوسائل الملتوية، و ذلك لكي يدخل الدار ويهاجمها في اللحظة المناسبة وإذا هوجم القوم في عقر دارهم ذلوا.

حتى اندلعت أول قذيفة منه لتدمر الأمة تحت قاعدة: كأس وغانية خير من مليار مدفع..

وكانت بداية لانطلاق الشرارة المدروسة لجعل الفساد والغزو الغير أخلاقي منطلقًا بطريقة مدروسة عى المدى البعيد لتحقيق الأهداف بأساليب علمية متطورة وباحثين ومنهجية تربوية خاصة لخلق الجو والبيئة في المجتمع الضحية..

وانفجرت اللحظات في المجتمع تحت عناوين ومسميات تقليد الغرب بالملابس، بالحلاقة، بالتحدث، بطريقة التفكير مؤخرًا.. وكان المثقفون والمراقبون يبررون العناوين تحت نظر (خلقوا لزمان غير زمانكم) متغاضين أو متجاهلين للدليل الآخر وهو تحريم لبس ملابس الشهرة، والتهوين بأن (الله جميل يحب الجمال) رغم ما مر من تحريم الشهرة!! و المغالطة بأن ذلك جمال! وغيرها وغيرها، حتى ضاق ذرع المربين وسكتوا لكونهم قد أصبحوا بين المداهنين كأنهم معقدين أو سيسببون عقدة لأولادهم.

وظهرت المفاهيم، العولمة وفصل الدين عن الحياة العامة و أسلوب الانتقاء من الدين تحت ادعاء أنهم ابتكروا طريقة عريضة للأخذ من الأديان وجعلها حركة دينية موحدة في العالم؟!!! ثم لفظة الحداثة، ثم غيرها وغيرها… حتى انفجرت معالم جديدة في المجتمع، و هي:

1- الشاب أصبح يفكر بطريقة غربية وكما قال القس (زويمر) في مؤتمر المبشرين في القدس : “إنكم أعددتم نشأً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله وبالتالي جاء النشء طبقاً لما أراد له الاستعمار، ولا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همّهُ في دنياه إلا في الشهوات، فإذا تعلّم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات..”.

2- البنت أخذت تفكر في العلاقات الغرامية ومغامراتها مما استدعى كثرة اللبس والاكسسوارات والعطور، وصرفيات الإتصالات وسبل التواصل حتى أصبحت تتكلم عن عشيقها وكأنه زوجها، و لا أحد يمانع..

3- أخذ الكبار يتصيدون في الماء العكر، لعل وعسى يعالج عقدة العمر التي تأخذه للشيخوخة ويحس بالشباب مرة أخرى بطرق غير مشروعة..

وهكذا نجح مشروع الغزو الغير أخلاقي بأموالنا وأنفسنا، بل وبدأ تصدير اللحم العربي لشركات العهر الإعلامية وكتابة القرآن على أجساد العاهرات، ولم نرجع بذاكرتنا للوراء لننظر كيف السبيل للخلاص والحل ونحل العقدة.

كل مبرمج للحاسوب اذا ما اخترق فإنه أول ما يفتح ملف اللوق log حيث يتبين تاريخ الإختراق وكيفياته على الرغم من الويلات التي فينا ما زال الشباب يتكومون كأكوام الخشف الجاف على نيران المشروع!! وما زال المثقفون والمراقبون يكدسون المصطلحات المساعدة .. في الوقت الذي يصرخ فيه المربون بعد ان وصل الداء قريبا من دورهم وديارهم..

أحبتي..

إننا مخترقون..

عبر منهجية كرسنا حياتنا لإنجاحها على نحو فردي ومنافع فردية وعدم الإهتمام في المجتمع وما سيؤول الأمر إليه! بل وقد تبدلت المفاهيم لتكون المفاهيم الدينية غريبة عن الأفكار بل وتعودنا أن نسمع بصعوبة التطبيق في الآونة الأخيرة رغم ان الدين أقرب للفطرة.

في إحدى سفراتي البرية كان هناك شاب جالس في آخر السيارة يتحدث معي عن تخلف المجتمع العربي حيث انه يخفي البنات في عباءات سوداء والشباب العربي محروم من حياته الشبابية وهو ليس كالشاب الأوروبي… إلخ

فسألته: هل تسمح حد ان يقيم علاقة مع أختك كما أردت لنفسك؟؟ فقال لا!!

فقلت له اعتبر انك مع عشرة من أصدقائك تقيمون علاقات محرمة مع عشرة فتيات في قرية معينة .. ألن تتحدث هذه الفتيات عن هذه المغامرات مع عشر صديقات .. ويتضاعف العدد لتنال النار التي أشعلت فتيلها جسد أختك!!

عدم الشعور بالمسؤلية هو الذي حول الشاب لذئب لا يفكر بعاقبة الأمور وإنما الضحية فقط ولا غير الضحية، كثير من الشباب يقرأ ويشاهد القنوات الفضائية بانتقاء ما يريح نفسه ولكن اليس من الواجب السبر في أغوار الدين ألا يحتاج ذلك لتطوير الذات؟؟!

لاحقًا، سنكشف الزيف عن المنهجية التي دمرتنا، وأرجو من الجميع العودة للماضي..

دورة في ملتقى المعامير..