الأرشيف شهريا: أكتوبر 2012

image_pdfimage_print

معاني الحج 2

نشر على بواسطة .

لنكمل ما بدأناه من معاني التسميات في الحج لنستلهم منها فنون العبادات وتفاعل المشاعر من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة!

سبب تسمية منى بمنى: في علل ابن سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه: إنما سميت منى منى لان جبرئيل عليه السلام قال هناك: يا إبراهيم تمن على ربك ما شئت، فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له،فاعطي مناه.
سبب تسمية عرفات بعرفات: حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن عرفات لم سميت عرفات ؟ فقال: إنجبرئيل عليه السلام خرج بإبراهيم عليه السلام يوم عرفة، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل: يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك، فسميت عرفات لقول جبرئيل عليه السلام له: اعترف، فاعترف
سميت مزدلفة: لأنه روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث إبراهيم عليه السلام: إن جبرئيل عليه السلام انتهى به إلى الموقف فأقام به حتى غربت الشمس ثم أفاض به فقال: يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت مزدلفة
كماروي عن عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سميت المزدلفة جمعا لان آدم جميع فيها بين الصلاتين المغرب والعشاء.
والإفاضة : روي  عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أهل الجاهلية يقولون: أشرق ثبير – يعنون الشمس – كيما نغير وإنما أفاض رسول الله صلى الله عليه واله من المشعر لانهم كانوا يفيضون بايجاف الخيل وإيضاع الابل فأفاض رسول الله صلى الله عليه واله بالسكينة والوقار والدعة وأفاض بذكر الله عزوجل والاستغفار وحركة لسانه
رمي الجمار : روي عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى عليه السلام قال: سألته عن رمي الجمار لم يجعل ؟ قال: لان إبليس اللعين كان يتراءى لابراهيم عليه السلام في موضع الجمار، فرجمه إبراهيم عليه السلام، فجرت السنة بذلك

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول من رمى الجمار آدم عليه السلام، وقال: أتى جبرئيل إبراهيم عليهما السلام وقال: إرم يا إبراهيم، فرمى جمرة العقبة، وذلك إن الشيطان تمثل له عندها
وروي  عن أبي عبد الله عليه السلام في رمي الجمار قال: له بكل حصاة يرمي بها تحط عنه كبيرة موبقة

معاني من الحج 1

نشر على بواسطة .

كثير من الناس يعتقد بأن الحج هو القصد فقط كما في معاني اللغة ولكنه القصد لأداء المناسك العبادية المختصة بالحج كماورد من الآيات والروايات ولكن هناك ردود أخرى لأهل البيت عليهم السلام تعطي معاني روحية تدير دفة توجهاتنا في الحج كما ورد بأنه قيل لأبي جعفر عليه السّلام : «لم سُمّي الحجّ حجّاً ؟ قال : حجّ فلان ؛ أي أفلحَ» ..وكما قال والد صاحب معاني الأخبار حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن أبان بن عثمان، عمن أخبره، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: لم سمي الحج؟ قال: الحج الفلاح، يقال: حج فلان أي أفلح.
كما وأنه قد روي أن يهوديا سأل رسول الله ص فقال: يا محمد أخبرني عن الكلمات التي اختارها الله لا براهيم عليه السلام حين بنى هذا البيت؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله: نعم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.فقال: يا محمد لاي شئ بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة مربعا؟ قال: لان الكلمات أربعة.قال: فلاي شئ سميت الكعبة كعبة؟.قال: لانها وسط الدنيا.قال: فأخبرني عن تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله: علم الله أن ابن آدم والجن يكذبون على الله تعالى، فقال: ” سبحان الله ” يعنى برئ مما يقولون.وأما قوله: ” الحمد لله ” علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته فحمد نفسه عزوجل قبل أن يحمده الخلائق وهي أول الكلام لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بالنعمة. وأما قوله: ” لا إله إلا الله ” وهي وحدانيته لا يقبل الله الاعمال إلا به ولا يدخل الجنة أحد إلا به وهي كلمة التقوى سميت التقوى لما تثقل بالميزان يوم القيامة وأما قوله: ” الله أكبر ” فهي كلمة ليس أعلاها كلام وأحبها إلى الله يعني ليس أكبر منه لانه يستفتح الصلوات به لكرامته على الله وهو اسم من أسماء الله الاكبر. فهذه الكعبة التي أسست على أعظم الكلمات نطوف حولها سبعا بأدعية من المأثور هي عظيمة في تأسيسها وأساسها عند الله سبحانه وتعالى كماورد من الروايات السابقة..
لذلك روي عن الباقر(عليه السلام) قال: من نظر إلى الكعبة عارفاً بحقّها، غفر له ذنبه وكفي ماأهمّه. وروي من نظر إلى الكعبة، لم يزل يكتب له حسنة، ويمحى عنه سيّئة حتّى يصرف بصره عنها ..في المستدرك. وروي عن الصادق عليه السلام أنه سئل لم سميت الكعبة ؟ قال: لانها مربعة فقيل له: ولم صارت مربعة ؟ قال: لانها بحذاء البيت المعمور وهو مربع فقيل له: ولم صار بيت المعمور مربعا قال: لانه بحذاء العرش وهو مربع، فقيل له: ولم صار العرش مربعا ؟ قال: لان الكلمات التي بني عليها الاسلام أربع: سبحان الله والحمد الله ولاإله إلا الله والله أكبر /بحار الأنوار ولهذه الكلمات الأربع عظمتها وعظمة ثوابها .. نكمل باقي المعاني في المرة القادمة إن شاء الله تعالى

مقدمة عن الحج

نشر على بواسطة .

قال تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ فمن هذه الآية وجب الحج على المسلمين واصبحوا يشدون الرحال للبيت الحرام ليؤدوا مناسك الحج .
ولكن الكثير منهم حينما يذهب الى الحج لا يعيش أجواءه الروحية التي ينطلق من خلالها لتنظيف نفسه من الذنوب والأدران أو أنه يكون مستعدا لذلك ولكنه لا يعلم عن كيفيات التفنن في أداء الحج والامتثال بالطاعة والعبودية لله سبحانه وتعالى.
وحينما قلبنا الروايات الكثيرة التي تحوي كثيرا من المعاني التي سنبينها ضمن الدورة وجدنا ان أن على الحاج أن يلم بها ليكون في مساره الصحيح في التفاعل مع العبادة ليؤدي ما عليه بأفضل وجه ممكن.
لا يعني كلامي هذا أن الحجاج الذين حجوا سابقا بطل حجهم أو نقص ولكن المعنى في تحقيق الجودة في الامتثال بالحج على نحو يأخذ العبد الى التوجه بكافة مشاعره على نحو منهجي تربوي مؤثر في جودة العبادة وفي الروح.
لذلك أمر المولى جل وعلا عباده بالحج والتعجيل به لنيل سعادة الدارين وابراء ما في الذمة من مناسك واجبة على المكلف فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة و تعرض الحاجة عوالي اللآلي ج : 1 ص : 87 / و قال ص : من أراد الحج فليتعجل عوالي اللآلي ج : 1 ص : 67 فمن هنا نلمس ضرورة الاتيان به عاجلا حينما تتحقق القدرة عليه كما وقد حذر النبي ص من يتهاون بذلك في حديث أبي أمامة قال قال رسول الله ص من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة و لا مرض حابس و لا سلطان جائر فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهوديا و إن شاء نصرانيا
فعلى هذا أحبتي يجب على من لديه القدرة الحج في العمر مرة واحدة والامتثال لأمر المولى جل وعلا ..كما تجب العمرة مرة واحدة في العمر كذلك..
و روى محمد بن الفضل عن الكاظم ع في قوله تعالى : هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا إنهم الذين يتمادون بحج الإسلام و يسوفونه كما روى معاوية بن عمار عن الصادق ع في قوله تعالى وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى المراد من تحتم عليه الحج و لم يحج أعمى عن طريق الخير والكثير الكثير من الروايات المحذرة والدافعة نحو شد الرحال للحج