مقدمة عن الحج

image_pdfimage_print

قال تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ فمن هذه الآية وجب الحج على المسلمين واصبحوا يشدون الرحال للبيت الحرام ليؤدوا مناسك الحج .
ولكن الكثير منهم حينما يذهب الى الحج لا يعيش أجواءه الروحية التي ينطلق من خلالها لتنظيف نفسه من الذنوب والأدران أو أنه يكون مستعدا لذلك ولكنه لا يعلم عن كيفيات التفنن في أداء الحج والامتثال بالطاعة والعبودية لله سبحانه وتعالى.
وحينما قلبنا الروايات الكثيرة التي تحوي كثيرا من المعاني التي سنبينها ضمن الدورة وجدنا ان أن على الحاج أن يلم بها ليكون في مساره الصحيح في التفاعل مع العبادة ليؤدي ما عليه بأفضل وجه ممكن.
لا يعني كلامي هذا أن الحجاج الذين حجوا سابقا بطل حجهم أو نقص ولكن المعنى في تحقيق الجودة في الامتثال بالحج على نحو يأخذ العبد الى التوجه بكافة مشاعره على نحو منهجي تربوي مؤثر في جودة العبادة وفي الروح.
لذلك أمر المولى جل وعلا عباده بالحج والتعجيل به لنيل سعادة الدارين وابراء ما في الذمة من مناسك واجبة على المكلف فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ص من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة و تعرض الحاجة عوالي اللآلي ج : 1 ص : 87 / و قال ص : من أراد الحج فليتعجل عوالي اللآلي ج : 1 ص : 67 فمن هنا نلمس ضرورة الاتيان به عاجلا حينما تتحقق القدرة عليه كما وقد حذر النبي ص من يتهاون بذلك في حديث أبي أمامة قال قال رسول الله ص من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة و لا مرض حابس و لا سلطان جائر فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهوديا و إن شاء نصرانيا
فعلى هذا أحبتي يجب على من لديه القدرة الحج في العمر مرة واحدة والامتثال لأمر المولى جل وعلا ..كما تجب العمرة مرة واحدة في العمر كذلك..
و روى محمد بن الفضل عن الكاظم ع في قوله تعالى : هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا إنهم الذين يتمادون بحج الإسلام و يسوفونه كما روى معاوية بن عمار عن الصادق ع في قوله تعالى وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى المراد من تحتم عليه الحج و لم يحج أعمى عن طريق الخير والكثير الكثير من الروايات المحذرة والدافعة نحو شد الرحال للحج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*