الأرشيف شهريا: أبريل 2012

image_pdfimage_print

التنبيهات القرآنية في البطولة الحسينية ..التسليم لله سبحانه..

نشر على بواسطة .

في كتاب مقتل الحسين ( ع ) لابي مخنف :
ان الحسين عليه السلام بعد أن بلغه قتل مسلم وهاني ونزوله بالعقبة قال له بعض من حضرنا : فانشدك الله الا ما رجعت ،فوالله ما تقدم الا على أطراف الاسنة وحرارات السيوف ،
وان هؤلاء القوم الذين بعثوا اليك لو كان فيهم صلاح ، لكفوك مؤنة الحرب والقتال ، وطيبوا لك الطريق ، ولكان الوصول اليهم رأيا سديدا ، فالرأي عندنا ان ترجع عنهم ولا تقدم عليهم ،
فقال له الحسين عليه السلام : صدقت ياعبدالله فيما تقول ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا..
وهذه الآية كثيرا ما تمر علينا في القرآن الكريم ولكنها تشربت في نفس الحسين عليه السلام بمستواه الإمامي وعلو منزلته السامية.. فتراه لا يركن للعقل الشخصي أمام المصير الفدائي
الذي كتبه الله له بتخطيط المولى جل وعلا اللا محدود _ولا يدركه العقل البشري المحدود_ وأخبره به جده رسول الله صلى الله عليه وآله..
كثير من المواقف السياسية عبر التأريخ تسببت بتحول الصراع المبدئي من أجل الحق إلى فنون قتالية عسكرية مجردة عن كل تلك المباديء التي صورع من أجلها أصلا..وفي تلك الحالة
ينجح العدو الظالم بإعلامه إلى حرف القضية المبدأية إلى قوانين الصراع العسكري المعروفة.. فتتحول الأنظار للهدف الجديد المستحدث في المواقف المتبلورة والمترددة عبر ذبذبات
معطيات القضايا العامة والخاصة الدينية والدنيوية.. وهذا ما يحصل الآن في سياسات الدول فيما بينها..
ولكن حينما يجعل الحسين عليه السلام القضية نصب عينيه يدافع بكل ما أوتي من قوة لهدف رئيسي وهو رضا الله سبحانه وتعالى وهدف متمخض عنه وهو تحقيق النصر للهوية الدينية
التي ناضل من أجلها حينما لم يكن غيره يتكلم عن الدين ورضا المولى جل وعلا.. نعم لو لاحظنا التأريخ لوجدنا ثورات متعددة هنا وهناك ولكن لن نجد الهدف نفسه وإنما أهدافا قد تكون
سياسية أو عسكرية أو أو أو….
فخروج الحسين عليه السلام ليقضي الله أمرا كان مفعولا .. والأمر هو النتيجة العاشورائية من الذبح والسبي وحمل الرؤوس ..الخ وهو يعلمها يعطينا درسا واضح المعالم في
تحصيل طاعة المولى في مثل هذه المواقف بكيفياتها الخاصة .. فقد استند على رواية نبوية هو من أحد رواتها وانطلق منبعثا لأمر الله جل وعلا..
في ارشاد المفيد رحمه الله في مقتل الحسين:
فسار الحسين عليه السلام إلى مكة وهو يقرأ ( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين ) ولزم الطريق الاعظم فقال له أهل بيته : لو تنكبت الطريق الاعظم كما
صنع ابن الزبير لئلا يلحق الطلب فقال : لا والله لا أفارقه حتى يقضى الله ماهو قاض ، ولما دخل الحسين عليه السلام مكة كان دخوله اليها ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان دخلها
وهو يقول : ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل ) .
وهذا درس في التعامل مع المصائب بأحراز قرآنية أصيلة والشعور بها.. وقد كان الحسين عليه السلام متمثلا بموسى عليه السلام حيث خرج من المدينة مترقبا.. وأما عن طلب
النجاة من المولى جل وعلا حين الخطر فهو واجب على كل مسلم ومسلمة للخلاص بغض النظر عن كونه طبيعة بشرية لغير المسلم أيضا حيث وردت الكثير من الحكايات عن الكفار أنهم
يدعون قوة خفية واحدة لإنقاذهم حيث تتجلى لهم تلك القوة حين الخطر..وقد قال تعالى في محكم كتابه: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ ..
وعلى هذا فالتوجه لله بهذه الآية أيها الحسنيون منجي _ فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين_ فقد تلاها سيدنا ومولانا الحسين عليه السلام في حال الخطر..
وإذا وصلتم للمكان المطلوب إتلوا قوله تعالى : ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل..
وهكذا نتعلم أن نكون قرآنيين في حياتنا حيث أن القرآن الكريم يحرك عجلة الحياة نحو النجاة والسمو والتطوير الذاتي والروحي
شذرات من الآيات القرآنية نطقها الحسين عليه السلام في مواقفه البطولية..
يعرف الشخص المطبق للشريعة بمدى التزامه بها وبمقولاتها وبالكلام المقدس النابع من منابعها ،كما يعرف ابن الدواوين بالاشعار والامثال الشعبية ولكل بيئته الخاصة به.. ومن ها
المنطلق نستعرض بعض الآيات القرآنية التي قرأها سيدنا ومولانا في مواقفه البطولية المقدسة..
في كتاب مقتل الحسين ( ع ) لابى مخنف ان الحسين عليه السلام قام يتمشى إلى عبيد الله بن الحر الجعفى وهو في فسطاطه حتى دخل عليه وسلم عليه ، فقالم اليه ابن الحر وأخلى له
المجلس ، فجلس ودعاه إلى نصرته فقال عبيد الله بن الحر : والله ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن تدخلها ، ولا اقاتل معك ، ولو قاتلت لكنت أول مقتول ،ولكن هذا سيفى وفرسى
فخذهما ، فأعرض عنه بوجهه فقال : اذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك ” وما كنت متخذ المضلين عضدا ” .
وهذا يدل على أن التخاذل عن نصرة الدين ضلال بلسان الحسين عليه السلام ولا داعي لقبول المتخاذلين في النصرة الحسينية..
في ارشاد المفيد رحمه الله في مقتل الحسين عليه السلام : ان الحسين عليه السلام مشى إلى مسلم بن عوسجة لما صرع فاذا به رمق فقال : رحمك الله يا مسلم ( فمنهم من قضى
نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) .
في كتاب مقتل الحسين لابى مخنف ان الحسين عليه السلام لما أخبر بقتل رسوله عبدالله بن يقطر تغرغرت عينه بالدموع وفاضت على خديه ثم قال : ( ومنهم من قضى نحبه ومنهم من
ينتظر وما بدلوا تبديلا ) .
في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان اصحاب الحسين عليه السلام بكربلاء كانوا كل من أراد الخروج ودع الحسين عليه السلام وقال : السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه :
وعليك السلام ونحن خلفك ويقرأ ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) .
وكذلك أن هذه الآية الكريمة قد تكررت كثيرا على لسان الإمام عليه السلام وأتمنى أن يكررها المؤمنون ويتذكروا واقعة الطف الأليمة التي لم يبخل فيها أصحاب الحسين عليه السلام عن
أرواحهم دون ابن رسول الله ولم يأسوا ولم يهنوا ولم ينكلوا..
مقتل الحسين (عليه السلام) لابي مخنف قال الضحاك بن عبد الله: مرت بنا خيل ابن سعد (لعنه الله) تحرسنا، وكان الحسين (عليه السلام) يقرأ: ” لا تحسبن الذين
كفروا إنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين. ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ”
بداية الإمتحان لأصحاب الحسين عليه السلام كانت واضحة المعالم وهذه الآيات تستخدم كدعاء في داخل النفس على الظالمين .. وفي مثل هذه الإمتحانات يتميز الناس ويتبين المعدن
الحقيقي..

البحث عن آثار تسمية كربلاء في القرآن

نشر على بواسطة .

كلمات الإمام الحسين عليه السلام للشيخ الشريفي..كتاب الخرايج والجرايح الجزء الثاني تأليف سعد بن هبة الله بن الحسن الراوندي رحمه الله .. مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان..مستدرك سفينة البحار الجزء السابع..معجم أحاديث المهدي الجزء الخامس..بحار الأنوار الجزء الخامس والأربعون….والباقي نذكره حين الطلب..

وعن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن فضيل، عن سعد الجلاب عن جابر، عن، أبى جعفر عليه السلام قال: قال الحسين عليه السلام لاصحابه قبل أن يقتل: (إن رسول الله قال لي): يا بني إنك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى عمورا، وإنك تستشهد بها، ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد، وتلا: قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم.. يكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم، فابشروا، فوالله لئن قتلونا فانا نرد على نبينا..الخ الرواية..


عمورا..
تعني كربلاء بالكتابة المسمارية واللغة الآكدية ومن معانيها الطوفان المدمر..

ولكن تلاوة النبي صلى الله عليه وآله ألا تعني شيئا ؟؟!!
وما ينطق عن الهوى !!
فتشبيه الحسين عليه السلام بإبراهيم عليه السلام دليل على مدى الظلم والضيم اللذان قد لاقاهما في معركته البطولية..
وتلاوة هذه الآية في مثل هذه الرواية دليل واضح على أن الحسين عليه السلام وقف مواقف الأنبياء بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. والحر تكفيه الإشارة ..

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبدالله القمى كما في كتاب المناقب لابن شهراشوب..زذكرهما صاحب تفسير الثقلين في الجزء الثالث..
عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه : قلت : فأخبرنى يا بن رسول الله عن تأويل
كهيعص قال : هذه الحروف من أنباء الغيب ، اطلع الله عبد زكريا عليها ، ثم قصها
على محمد صلى الله عليه واله ، وذلك ان زكريا عليه السلام سأل ربه ان يعلمه أسماء الخمسة ، فأهبط الله عليه جبرئيل عليه السلام فعلمه اياها ، فكان زكريا اذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سرى عنه همه وانجلى كربه ، واذا ذكر الحسين عليه السلام خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة فقال ذات يوم : الهى ما بالى اذا ذكرت أربعا منهم عليهم السلام تسليت بأسمائهم من همومى ، واذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عينى وتثور زفرتى ؟ فأنبأه تبارك وتعالى عن قصته ، فقال : ” كهيعص ” فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه ، والصاد صبره ، فلما سمع بذلك زكريا عليه السلام لم يفارق مسجده ثلثة أيام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء و النحيب ، وكانت ندبته : الهى أتفجع خير خلقك بولده ؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفناءه ؟ اتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة ، ؟ الهى أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما ؟ ثم كان يقول : الهى ارزقنى ولدا تقر به عينى عند الكبر ، واجعله وارثا ووصيا ، واجعل محله منى محل الحسين عليه السلام فاذا رزقتنيه فافتنى بحبه وبه أفجعنى به كما تفجع محمدا حبيبك صلى الله عليه واله بولده ، فرزقه الله يحيى عليه السلام وفجعه به ، وكان حمل يحيى ستة أشهر ، وحمل الحسين عليه السلام كذلك .وذكره صاحب التفسير الأصفى الفيض الكاشاني..
ناصر مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل..
لثّانية: تفسر هذه الحروف المقطعة بحادثة ثورة الإِمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء، فالكاف إِشارة إِلى كربلاء، والهاء إِشارة إِلى هلاك عترة النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، والياء إِشارة إِلى يزيد، والعين إِشارة إِلى مسألة العطش، والصاد إِشارة إِلى صبر وثبات الحسين وأصحابه المضحين..

في تهذيب الاحكام أبوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن ابن على بن مهزيار عن أبيه عن جده على بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن على بن الحكم عن مخرمة بن ربعى قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : شاطئ الوادى الايمن الذى ذكره الله في القرآن هو الفرات ، والبقعة المباركة هى كربلاء .
وقد ذكر هذه الرواية صاحب تفسير الصافي الفيض الكاشاني..
ولا يخفى أن تسميات أخرى دخلت في قصص الأنبياء كنينوى وغيرها كانت أيضا دالة على كربلاء.. نينوى، اسم عدّة مناطق; الاُولى: مدينة قرب الموصل، والاُخرى في ضواحي الكوفة في جهة كربلاء، ومدينة في آسيا الصغرى، عاصمة مملكة آشور وتقع عاى ضفاف نهر دجلة (دائرة المعارف ده خدا) والبعض الآخر قال: إنّ نينوى هي أكبر مدن مملكة آشور الواقعة في الضفّة الشرقية لنهر دجلة وقد بنيت مقابل الموصل (معجم قصص القرآن).

وهكذا فإننا لوبحثنا عن الآثار لوجدناهادون التعاطف الغير مجدي بل بالتتبع لروايات أهل البيت عليهم السلام وكل نبي أو وصي نبي كان يمر على كربلاء عارفا بما سيجري على هذه الأرض الطاهرة التي خصبتها دماء الحسين عليه السلام وأصحابه .. عليهم السلام..
نكتفي بهذا القدر اليوم بالبحث عن آثر كربلاء بين طيات التفاسير والروايات الواضحة التي لا لبس فيها كونها متواترة في حالات أو متناقلة بين المفسرين.. يكفي لإبرازها شيئا من المعاني المطلوب إبرازها..للموالين.. وشكرا
واعذروني على التقصير.. ولو بحثتم في كلمة عمورا لوجدتم الكثير فيما يخص الإنجيل والكتب السماوية.. وأحس بأن الوقت ضايقني..
شكرا لكم ومأجورين

الحلقة اﻷخيرة في الدورة..

نشر على بواسطة .

وأما من ناحية معاملة الرجل مع المرأة الأجنبية الغير معترفة بالحجاب..
– فعن السكوني عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله (ص): لا حرمة لنساء أهل الذمة أن ينظر إلى شعورهن وأيديهن..))
– وعن أبي البختري عن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب (ع).. لا بأس بالنظر إلى رؤوس النساء من أهل الذمة..
– عن عباد ابن صهيب قل : سمعت أبا عبد الله يقول لا بأس بالنظر إلى رؤوس أهل تهامة والأعراب وأهل السواد والعلوج لأنهم إذا نهوا لا ينتهون..)
فالمدار إذا لم تنتهي المرأة فلا بأس بالنظر إليها, وعلى جميع الأحوال تحرم نظرة الشيطان …
وقد كانت السيدة زينب (ع) إذا خرجت يمشي أمامها أمير المؤمنين وعن يمينها الحسن(ع) وعن شمالها الحسين (ع) وخلفها أبو الفضل العباس (ع) .. فلم تكن هذه الظاهرة أسرا أو إخفاءاً ولكن كانت عظمة باعتبارها المحصنة العفيفة الطاهرة .. وكان من أجل أن لا يعرف طولها, (لا يعرفن فيؤذين) فتراها بعد موقعة الطف كم شخص  أذاها بعدما عرف أنها زينب (ع) .. وعلى هذا فقس ..
وأما عن آية الأحزاب لنساء النبي (ص) .. ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا …)).
لقد كان في نظر المفسرين إن هذه الآية مختصة بنساء النبي (ص) ولكن ولو كانت مختصة وبها وجه اختصاص , ألا يجب علينا الإقتداء بأمهاتنا كما لو كانت الآيات الخاصة بالنبي (ص) التي تقتدي بها.. فليس في القرآن شيء خاص  لشخص دون شخص أنزل على    النبي (ص) للناس كافة .. وصالح لكل الدهور والأزمان .. والدين هو الذي يصنع المجتمع بأعرافه, ليس كما يقول أحد المؤلفين لا يصلح لهذا الزمان الستر للوجه والكفين .. لا كمن يقول ليس  للستر المتشدد والعفاف أي ذكر في السيرة.

وخلاصة هذا الفصل .. هو الآية الكريمة:(إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله مغفرةً وأجراً كريماً…)).
وما إن تمسكت النساء بأمهن الزهراء وأمهاتهن وأمهات المؤمنين والسيدة زينب (ع) وغيرهن من ـ الزاكيات والمؤمنات ذوات العفة والصون

مشاركة المرأة في الفعاليات الاجتماعية
مما لا غرو فيه و لا ريب ، أن المجتمع النسائي بعدما فرض عليه الانعزال عن المجتمع الرجالي كابد الضرورات في مواجهة سنن الحياة و متطلباتها الضرورية ، كالمريضة و التاجرة والمتعلمة و غيرهن ..مما جعل الضرورات تبيح المحضورات ، بل لم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب ، إنما تطورت الأمور لتكون مشاكلا و فجائعا من جراء استغلال الرجال ، أو الانجراف في الأوحال ، فتعيش في هذه المعادلة الصعبة تحت ضغوط مضطربة .. و هذا ما عاش عليه المجتمع في غضون السنين المتأخرة ..
فلهذه الأسباب و غيرها .. اندفعت النساء مكونة لها مجتمعاتها من إحياء المناسبات الدينية إلى ..المعامل و المصانع و غيرها من الصفقات التجارية .لدوافع حتمت عليها ..
فالعالم الإسلامي بشكل عام محتاج للطبيبات و الممرضات كي يحفظ للمرأة العفيفة خدرها .. و للمهندسات و المعلمات بما يخص دنياها ..و للتاجرات لاقتناء الملابس الخاصة و العامة و أمور الحياة من بيتية أو غيرها …

شيء من تشريع الحجاب..1

نشر على بواسطة .

تشريعه وحدوده…

يروى استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة, وكانت النساء يتقنعن خلف آذانهن فتطر إليها وهي مقبلة , فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه (لبي فلان) فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم من الحائط أو زجاجة فشق وجهه , فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره, فقال والله لآتين رسول الله (ص) فلما رآه رسول الله فقال ما هذا فأخبره فهبط جبرائيل بهذه الآية (قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ..)..
فكانت الآية التربوية التي علمت المؤمنين كيف يصونون أنفسهم.. فإذا غض المؤمنون أبصارهم والمؤمنات كذلك, يسند باب الشيطان الذي أوله النظرة الخائنة ذات النوايا السوداء لأن الشاعر أثبتها ببيته الشعري:ـ
من نظرة فابتسامة فسلام وكلام فموعد ولقاء..
فالنظرة هي أول سهم يرميه الشيطان في قلوب المؤمنين .. ويقول الإمام الصادق (ع) وغيرها من الروايات .. النظرة سهم من سهام إبليس مسموم وكم نظرة أورثت حسرة طويلة ..))
وكما قلت سالفاً; إن عائشة (رض) كانت دائما تطري نساء الأنصار  بقولها: ( ما رأيت خيرا من  نساء الأنصار لما نزلت هذه الآية (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء, ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّهَ المؤمنون لعلكم تفلحون..)) .. قامت كل واحدة منهن إلى مرطها المرحل فصدعت منه صدعة فاختمرت فأصبحن كأن على رؤوسهم الغربان)..
قد بينت الآية الشريفة من يلبس الحجاب باستثناء واضح لا يقبل الزيادة, وقد طوقت الفكرة وسورتها من هذه الناحية .. ولكن بقي شيء واحد فقط .. وهو حدود الحجاب وكيفيته وما يستر وما يظهر .. فأما عن ستر البدن فقد أجمع عليه جميع العلماء وأما الخلاف فهو حول الوجه والكفين .. فهو ينقسم لقسمين:ـ
أولا :ـ من يجيز كشفهما..
ثانيا:ـ من لا يجيز ظهورها..
فأما الأول فإنه يحتج ويبني فتواه على أن ظهور الوجه والكفين في الصلاة والحج هو مما يجعل الكشف جائزا .. ولكن الثاني أعترض قائلا: إذا لماذا قلتم بجواز نظر الخاطب لخطيبته قبل العقد ? فإذا كان ذلك جائزا في أي مكان ولم يكن أي داعي للفتوى لولا تحريمه .. فرد الأول بأن جواز النظر بالإطلاق أي النظرة التي لا تجوز إلى الأجنبية تجوز إليها مثل نظرة الغريزة والنظرة المتفحصة .. الخ بينما لا يجوز له النظر لغيرها سوى النظرة الأولى التي هي له .. وأبرزوا بعض الروايات مثل:

. خبر مسعدة بن زرارة, قال : سمعت جعفراً وسئل عما تظهر المرأة  من زينتها , قال (ع): الوجه والكفين(1) (1)ولكن القرآن الكريم قد قال ( وأن يستعففن خير لهن ) وذلك دليل على أن الستر كلما زاد كلما كال أفضل وكذلك الأفضلية إتباع كلام سيدة النساء          فاطمة (ع):ـ ( زين المرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها ).. فوجه المرأة هو الجاذبية الحقة فيها وما يجلب الرجال ورائها وأيديها تدل على النعومة وهناك الكثير من المعلومات حول جسم المرأة تكشفه بالفراسة من خلال وجه المرأة وانتشرت مؤخرا بين الشباب .. فالأفضل الاتقاء بإخفاء المحاسن .. لكي نضع احتمال أن لو تجاوز الرجل ونظر تكون المرأة في حصانة من شره والعكس  لو كان فالرجل قوي لدفع شرها عنه .. ليعم الخير بعفتهما..
جاء في الأثر عن علي (ع) قال: كنا عند رسول الله (ص) فقال: أخبروني أي شيء خير للنساء , فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا, فرجع إلى فاطمة (ع) فأخبرتها بالذي قال لنا رسول الله (ص) وليس أحد منا علمه ولا عرفه, فقالت: ولكني أعرفه, خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال, فرجعت لرسول الله (ص) وقلت له: يا رسول الله سألتنا عن أي شي خير للنساء, خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال, فقال: من أخبرك, فلم تعلمه وأنت عندي? فقلت : فاطمة فأعجب ذلك رسول الله وقال: فاطمة بضعة مني..

صدقوني: الجاذبية الحقة في الحجاب..

نشر على بواسطة .

كشفت التجارب الاجتماعية للناس  بلا دراسة علمية بل البديهية أن النساء السافرات  لا تثير التفاته الرجل بقدر المحجبات .. لأن المرأة السافرة بعد أن أكملت عرض مفاتنها أصبحت مألوفة للناس بهذا الشكل لا تثير أي إثارة تنتظر من ورائها ردة فعل ما.. لأن الإثارة كلما تكررت كلما قلت ردة الفعل عليها حتى تعدم .. مما جعلها خالية مما ينتظره الرجل ويطلبه منها ..
يقول (ويل ديورانت): الامتناع عن الانفتاح والإمساك عن البذل والعطاء خير سلاح بيد المرأة لاصطياد الرجل .. فإذا شرحت الأعضاء الخفية لبدن الإنسان أمام الملأ العام فسوف لا تثير التفاتا , ولكن الرغبة والإرادة تتحرك بحكم الندرة فالشاب يريد عيون ملؤها الحياء) .. فهذا الرجل يتكلم وهو من مجتمع هو بؤرة السفور والفسخ الأخلاقي .. ولم يكتشف هذه النظرية إلا مؤخراً , رغم أن الإسلام شرعها قبله فالتجربة بجميع الحالات خير دليل وبرهان..
الرجل بطباعه المختلفة يميل للمرأة التي تحيره كلغز ليكتشفها ويعرف حقيقتها وهذا ما ينفذه الحجاب مع وجود الاحترام للجنس الآخر .. فكما يقول (ويل ديورانت) إن الشباب يريد عيوناً ملؤها الحياء .. فلباس العفة يخلق الحياء تلقائياً..
ويقول نفسه: (الحياء ليس أمراً غريزياً بل هو أمر كسبي, فقد أدركت النساء أن بذل أنفسهن للرجال بسبب الطعن بهن وتحقيرهن وقد لقن هذا المفهوم لبناته).. إنما  نقول بأن الحياء أمر غريزي .. فإن البنت تولد وهي مملؤة بالحياء, لكنما يذهب منه في الزواج جزء ويبقى جزء آخر كما هو الحديث الشريف .. (الحديث)..
ولكن البحث يدور حول أن المرأة إن لم تبذل نفسها تصبح عزيزة وموقرة ومحترمة .. لأنها إن بذلت نفسها ولو بأي ثم فقد بخست حقها وشرفها وباعته خاسرة, كذوي المبادئ إن باعوا الضمير رخصوا في نظر المجتمع .. لهذا كان عليها أن تستر نفسها قدر الإمكان , لأنه كلما سترت نفسها كلما أصبحت ذات قيمة في المجتمع..
من المؤسف, والمثير للحزن .. أن النساء الشرقيات ذات الدين الإسلامي أصبحن من متبوعات وقدوة إلى تابعاتٍ لشعارات الغرب والفلاسفة السفسطائيين وأخذت في تميز المجتمع بأيديهن .. واستمعن لكل خائر يريد أن يفسد المجتمع الإسلامي بأفكاره التي لا يقبلها عقل عاقل .. والنتيجة أسفرت عن سقوط هيبتهن أمام الرأي العالمي, إلا الملتزمات المؤمنات .. والدليل: قول (الفريد هاتشوك):ـ (إن النساء الشرقيات حتى قبل عدة أعوام كن يظهرن بمظهر جاذب بفعل ما يرتدين من حجاب ونقاب وقد كانت هذه الجاذبية تعطيهن مقاماً واقتدارا ولكن تدريجياً وبحكم سعي نساء العالم الشرقي لمساواة المرأة الغربية أزحن الحجاب الذي كانت ترتديه المرأة الشرقية بالأمس فصاحب ذلك أن انخفضت جاذبيتهن).. لذلك فإن الجاذبية المتمثلة في الحجاب لها طعمها الخاص في الستر والعفة وهذا الستر هو الذي خلق جميل وبثينة وقيس وليلى وكثير وعزة.. الخ لأنه لو كانوا قد حصلوا على ما يريدون لما تغنوا بحبيباتهم ولما وجدوا في التأريخ أصلاً.. فإن الرجل إذا رأى امرأة عفيفة وحاول استغلالها ولم تعطه مجالاً لذلك .. يتمنى منها لو نظرة, لو ابتسامة .. فنراه يلاحقها بمشاعره وأغانيه بها حتى يحصل عليها أو يموت وهو بتلك الحالة .. فالستر هو الذي أعطى المرأة مقاماً جعل الرجل يعتبرها كل شيء في حياته ..
يقول (راس) : لقد استطاع بنو البشر إلى حد ما السيطرة على الأنانية بالنسبة للمال والثروة, ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة على أنانيتهم بالنسبة للمرأة))..
لو لاحظنا كلامه لوجدنا أن هناك نزعة لحب السيطرة على المرأة في الملكية, ولكنه قد جهل مقام المرأة الإنساني في كلامه, فلم يلتفت على أنه هناك ملايين العاشقين قد تغنوا وتغزلوا بالمرأة, بينما لا يوجد ولو شخص واحد يتغنى بغزل بالمادة والمال.. فللإنسان حق في أن يكون أنانيا بشريك حياته الذي لا يبتغي أن يكون لغيره كما لصاحب المال الذي لا يقبل أن يشاركه في شريكه غيره.. ولكن الدافع في الشخص الأول الغيرة وحب الحفاظ على النوع والاستقلال بعائلته الخاصة, فإنه ليس بملزوم لتربية ابن أنجبه غيره .. والدافع في الشخص الثاني حب المصلحة والجشع .. فالأول عادته محمودة والثاني عادته منبوذة, فالأول يبني والآخر يهدم..

لماذا الاتهام?!

نشر على بواسطة .

نرى المؤرخين الغير مسلمين تارة يتهمون المسلمين بأنهم أخذوا فكرة الحجاب وفلسفته من الإمبراطوريتين الرومانية والإيرانية كأثر سلبي متوغل في الأفكار الدينية الإسلامية, وتارة يتهمون الإسلام بالتشدد في فكرة الحجاب لدرجة قساوة أديانهم .. لماذا ?!
من المؤكد والواضح في أساليبهم الكلامية حقدهم للدين الحنيف… فتارة يصفونه بالنقص حيث أنه لم يطرح أبسط أمور الحجاب الذي طرحته جميع الأديان والمعتقدات بتباين الأفكار بينهم.. رغم أنه قد نزلت آيات قرآنية كثيرة توضح الحجاب  وحدوده وأهدافه وكيفية مؤيدة بالأحاديث النبوية الشريفة قبل إسلام الإمبراطوريتين وإسقاطهما وقبل وصول الإسلام للهنود ..
ونرى المستاءين من الحجاب يرون الدين الإسلامي هو السبب في القساوة  التي تعانيها المرأة من جراء تشدده في المسألة المزبورة.. ولكن حسب البحث الذي طرح وحسب ما هم يعرفونه ويحاولون إخفائه إنهم هم من يتشدد في هذه المسألة ويرتبون على من تلتزم  بها نهاية أسرة وتفكك مجتمع بكامله…. وسيأتي – إن شاء الله – في هذا الفصل كلام عن تشريع الإسلام للحجاب وحدوده… لنثبت أن الإسلام كامل بتعاليمه ولا يقبل التكملة عليه … كما أن على العاقل أن يفهم بأن الإسلام هو الذي يصنع وليس تأثير المجتمع الإسلامي بغيره يؤخذ بعين الاعتبار من ناحية تعاليمه… فالعيب في من تأثر وانجرف .. لا في القاعدة أو القيم الدينية .. والعيب في التراب والماء لا في طبقة الأرض  الصلبة ..
أسبابه..
هناك من جهة الأسباب قسمين, قسم تأريخي للحجاب وقسم تشريعي فأما القسم التاريخي فهو ما مرت به الأسر والنساء من ظروف حتمت الحجاب على الأفراد المؤنثة في المجتمع أو الاعتقادات السائدة.. فلو عرفت الظروف والسبب يبطل من حينها من الحجاب العجب .. ولو عرفت لما ألتبس المؤرخون بين الدين الإسلامي وتأريخ الأمم, ولانجلت التهم والوهم..
فلو نظرنا أولا للأسباب التاريخية والظروف المسببة لتجلت لنا الأسباب التالية:ـ
1 . فقدان الأمن الاطمئنان:ـ
لقد كان فقدان الأمن والاطمئنان والعدالة الاجتماعية سائداً في المجتمعات السالفة, فكان ذوي النفوذ والسيطرة السلطنة يهجمون على أي بنت يسمعون أن فيه أمرأة حسناء ويخطفونها من  زوجها .. فلذلك كان على كل من لديه أمرأة جميلة أن يخفيها لا أن يلبسها الحجاب فحسب..
كما كان ذوي الأموال يخفون كنوزهم تحت الأرض حتى عن أولادهم تحسبا من الأشقياء كان من لديه أمرأة جميلة يخفيها .. فلم يكن الهدف من هذا كله العفاف والستر .. بل كان هدفهم إخفاء المرأة لحمايتها وحماية حياة الزوج نفسه..
2 . معتقدات الكنيسة:ـ
وهو اعتقاد الرهبان والكهنة شيطانية المرأة واعتبارهم لها أداة لتحقيق الملذات الدنيوية .. وبناءا على إستحقار هذه الملذات استحقرت المرأة وعوملت معاملة قاسية من الرجال في لك العصر الغابر لأنهم اعتبروها شيطاناً حقيقياً .. فلذلك كان على الكنيسة حجبها عن الأنظار لكي يحاولون توفير الجو الخالي من الشياطين حسب اعتقادهم .. فنرى اليهود يقسون عليها في مسألة الحجاب ـ كما أسلفنا ـ والهنود يدفنونها مع زوجها حيّةً أو يحرقونها معه .. باعتبارها تابعة له أو شيطاناً ملازماً له..
3 . سيطرة الرجل على المرأة:ـ
من المعروف منذ القدم أن الرجل أقوى من المرأة جسمانياً فكان الرجل يأمر زوجته بالحجاب لغيرته عليها من رجل آخر أجنبي يتلذذ بجمالها وحسنها فلحفظ النوع وحفظ العرض أمرها بالاحتجاب عن أنظار الأجانب..
جاء في كتاب (انتقادات حول الدستور والقانون المدني الإيراني) ما يلي:ـ
(والخلاصة أن رجال تلك المرحلة كانوا يعدون المرأة أداة ينحصر عملها في العمل البيتي وتربية الأطفال, وحينما تخرج هذه الأداة من البيت كانوا يكسونها من رأسها حتى قدميها بلفة سوداء..))..
أما مي الناحية التشريعية فللإسلام أسبابه الخاصة التي هي أسمى وأجل من أي أسباب أخرى .. فنرى الإسلام يريد دفع قيمة المرأة أولاً وآخراً. فمثلاً لو حللنا الأسباب التاريخية لوجدنا أن الإسلام لم ينظر بمنظارها ليشرع الحجاب .. فمثلاً:
1 . فقدان الأمن :ـ لو وجد الأمن الاجتماعي بعدالته لكان الإسلام يشرع الحجاب على المرأة لكي يمنع وقوع الفاحشة وما تجره من ورائها من أمراض فتاكة تضر بالمجتمع وتجره للويلات .. فلو وجد الأمن من الإمكان وقوع الفاحشة بالتراخي بين الجنسين فالأمن التاريخي لم يكن موجوداً من ناحية الاغتصاب للمرأة .. فمن هذا المنطلق يمكننا تحليل أن الإسلام لم يكن للشرع الحجاب من هذا السبب ومن هذا المنطلق..
2 . معتقدات الكنيسة.. أولاً:ـ فالكنيسة مشهورة بخصوصيتها للمسيح والإسلام دين آخر .. ثانياً:ـ قد رفض الإسلام كل أنواع الرهبنة والتكهن ورفع قيمة المرأة باعتبارها مساوية للرجل ولكل أجره عند الله حسب عمله ـ فلم يعتبرها مخلوقاً أخرا يفر منه الناس.
3 . سيطرة الرجل على المرأة:ـ يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز (الرجال قوامون على النساء) ففي هذه الآية نرى سدانة الرجل على المرأة بتقديسها كإنسان, لأن الدين الحنيف جعل من حقوقها أن يلبي الرجل احتياجاتها وأن يدافع عنها كعرض وإن مات دونها فهو شهيد, وأن يوفر لها وسائل الراحة فلم يجعل الإسلام قوامة الرجل قائمة على الظلم بل جعلها بسياسةٍ تحفظ حقوق المرأة ..
فمن هنا يطرح السؤال نفسه .. إذا لم تكن هذه هي أهداف الإسلام الأصلية فما هي أهدافه ?! وما هي علة تشريع الحجاب …
1 . منع استغلال المرأة:ـ من المشهور تاريخيا في العصور الغابرة استغلال المرأة حسب ما تقتضي المصلحة من الرجل فنراها مثلاً تستغل استغلالاً سياسياً للصلح بين المتناحرين فتزوج لأحد الأطراف لإيقاف الحرب, أو استغلالاً اقتصاديا وغيرها من أنواع الاستغلال لإدارتها كأداة تفي بالمصلحة..
ليس حجب المرأة عن الرجل تحقيراً لها أو استنقاصا لها وإنما هو حمايتها من الرجل .. فالرجل هو الذي يسعى دائماً للاختلاط بها لتحقيق ذاته وراحته النفسية .. فلذلك حماها الإسلام بتشريع حجابه للرفع من مكانتها من أداة لذة لإنسان له كرامته الخاصة به واحترامه.
2 . التوازن النفسي :ـ وجود الحائل بين الرجل والمرأة يمنع وقوع الفاحشة , وبالتالي يمنع الأمراض الجنسية .. ويمنع تفكك المجتمع .. لذلك فإن وجود الحجاب يرفع من قيمة المجتمع ككل ويجعله بتحفظه ذو قيم معتبرة تحسن من التربية الروحية لدى الجنسين .. فنرى القرآن الكريم يوصي : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم .. وقل للمؤمنات يغضوا من أبصارهن ويحفظن فروجهن) .. فمن هذه الآية نستشف أن على المؤمنين أولا غض الأبصار عن النساء ثم المؤمناتِ .. فلذلك كان هذا الميزان الإلهي أفضل تشريع لحفظ التوازن النفسي فليست الرهبنة مطلقا بالأمر الإيماني المحبوب وليست الشيوعية الجنسية بالشيء الاجتماعي المرغوب .. وإنما هو ميزانٌ بين أن تفي الزوجة بالإشباع الذي يحتاجه الزوج ويحرم الرجل نفسه على غيرها من تحرم عليه .. وبهذه الطريقة وضع الإسلام حواجزه المنطقية الدقيقة .. فقد منع الدين الحنيف الإثارة من الطرفين لصد ردة الفعل وإنهائها من الجنسين..
3 . إحكام الرابطة الأسرية وتقويتها:ـ مما لاشك فيه و لا ريب إن  تفرد الزوجة بزوجها وتفرد الزوج بزوجته يخلق بينهما حياةً ودية أعمق مما لو كانت الزوجة تتصل بغير زوجها والزوج بغير زوجته جنسياً .. فشعور الزوج والزوجة بعدم وجود غيرها على الصعيد العاطفي والجنسي يجعل العائلة أكثر استقراراً ووداً ويمنعها من التفكك .. لأنهما دفناها, فتهيأ للجميع المعيشة المستقرة تحت ظل الحب والاحترام .. والدليل الواضح لهذه النظرية ما نراه في الدول الغربية والعائلات التي تعيش بعض الطلاق من تفكك .. فالأب ينصرف لزوجته الثانية والأم لزوجها الآخر .. بينما الأبناء يدورون في أفلاك متباينة إلى أن يؤدي بهم هذا الدوار للانحراف … وهكذا .. فإن المجتمع يتلاحم بتلاحم الأسرة ويتفكك بتفككها .. لأن الأسرة لبنة من لبنات المجتمع..
كما أن المجتمع كلما أتجه شبابه نحو الجنس  والعلاقات المحرمة كلما قل إنتاجه .. لأن الشباب منصرف بكامل قواه للتعبد بالمرأة وملاحقتها وغيرها من الأمور الطائشة التي تحول المجتمع  من مرحلة الإنسانية للمرحلة المعاكسة وهي مرحلة البهائم ..فتتعطل لهذه الأسباب طاقات المجتمع لينحط في الحضيض بعد تحوله لمجتمع استهلاكي فقط.

4 . رفعة المرأة واحترامها:ـ المرأة المحجبة المرتدية زي الوقار والعفة لا يقترب لها الشباب الطائش ليؤذيها بتصرفاته .. لأنها بهذه الحالة تحترم من قبل رجال المجتمع .. فتطغى هيبتها على من يراها فلا توسوس أو تسول له نفسه بالتحرش بها .. فتمشي بين الناس بكامل كرامتها واحترامها الذي تستحقه حسب تحجبها وعفتها,  وسيأتي في الباب القادم أن المرأة المحجبة أكثر جاذبية للرجل من السافرة ـ فنرى تقديس الرجال لها واحترامها واضحا في كل مجتمع ..

الحجاب وما أدراك مالحجاب!

نشر على بواسطة .

تأريخه:
لو نظرنا إلى بعض الديانات والمعتقدات وبعض الأمم قبل الإسلام لرأينا أن الحجاب كان موجوداً ومتشدداً أكثر مما هو عليه في الدين الإسلامي الحنيف.. فالتأريخ يبرهن على أن الهنود والإيرانيين كانوا قد سنُّوا على نسائهم الحجاب قبل ظهور الإسلام والاعتقادات اليهودية تبرهن وجوده في دياناتهم بشكل متشدد يصل لذروة القساوة والحقد للمرأة ..
فمثلاً : لو نظرنا لكتاب (ثلاثة أعوام في ايران )لـ (كنت جوبيو) حيث يرى أن الحجاب لم يكن يقتصر لستر المرأة, بل إخفائها, خصوصاً إن كانت ذا جمال فإنها تخفى عن العيون, لكي يأمن الزوج على حياته وعرضه..
ويقول (ويل ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) :
( كان للمرأة في بلاد فارس مقام سام في أيام زرادشت كما هي عادة القدماء فقد كانت تسير بين الناس بكامل حريتها سافرة الوجه)..  إلى أن قال: (ثم انحطت منزلتها بعد دار يوش وخاصة بين الأغنياء, فأما المرأة الفقيرة فقد احتفظت بحريتها في التنقل لاضطرارها إلى العمل, وأما غير الفقيرات فقد كانت العزلة مفروضة عليهن في أيام محيضهن كلها تماماً حتى تشمل جميع حياتهن الاجتماعية .. وكان ذلك أساس نظام البردة عند المسلمين ولم تكن نساء الطبقات العليا يجرءون على الخروج من بيوتهن إلا في هوادج مسجَّنة ولم يكن يسمح لهن بالاختلاط بالرجال علنا .. وحرم على المتزوجات منهن أن يرين أحد من الرجال حتى لو كانوا من أقرب الناس إليهم كآبائهن أو إخوانهن .. ولم تذكر النساء قط أو ترسم في نقوش أو تماثيل في بلاد فارس).
في هذا الكلام نظر.. أولاً :ـ قوله (وكان ذلك أساس نظام البردة عند المسلمين) إن كان المقصود هو أن الدين الإسلامي يتخذ إجراءات قاسية وسببها كان شيوع الحجاب .. كلام غير سليم .. فمن ناحية الحائض إنها تعفى من الصلاة ولصوم ويحرم اللقاء الجنسي معها من زوجها في أيام  الحيض .. ولكنها لا تعزل عن الناس  وتسجن في غرفة مع ابتعاد الناس عنها .. بل تتعامل مع جميع الناس اعتيادياً … والقرآن الكريم يقول : (يسئلونك عن المحيض ـ قل هو أذىً) قال (أذىً) أي كمرض ما, مع مراعاة الحالة طبيعياً باعتبارها من الأمور الطبيعية التي لا تستدعي احتقار المرأة..
وإن كان المقصود أن الحجاب انتشر من الإيرانيين للمسلمين فكلامه خاطئ .. لأن آيات الحجاب نزلت للمسلمين قبل إسلام الإيرانيين ..
وثانياً: إن هذا اللون من الإجراءات القاسية في عزل الحائض كانت تتخذ حسب تعاليم الديانة المجوسية .. وقد كانت هذه الإجراءات سببا لظهور الحجاب عند الإيرانيين .. فلم تختلف قساوة الديانة المجوسية عن اليهودية بشيء بل قد كان اليهود أشد عنفاً وحقداً وتحقيراً للمرأة .. فإن (ويل ديورانت) نفسه في نفس كتابه يقول :ـ ((كان في وسع الرجل أن يطلق زوجته إذا عصت أوامر الشريعة اليهودية, بأن سارت أمام الناس عارية الرأس, أو غزلت الخيط في الطريق العام , أو تحدثت إلى مختلف أصناف الناس .. أو إذا كانت عالية الصوت .. أي إذا كانت تتحدث في بيتها وجيرانها يستطيعون سماع ما تقول.. ولم يكن عليه في هذه الأحوال إلا أن يرد إليها بائنتها)..
ونكتشف من خلال ما سبق أن تعاليم الإسلام أبسط بكثير مما سبق بصدد الحجاب .. فإن الإسلام أعطى المرأة الحق في الاشتراك في الفعاليات الاجتماعية .. والخطاب والتكلم مع الأجنبي إذا استدعت الحاجة … وغيرها من الأمور الحياتية العامة …
كما أن ويل ديورانت يقول في كتابه (قصة الحضارة) في صفحة 134:ـ
(وقد نهى النبي عن لبس السراويل الطويلة ولكن بعض العرب نسوا أمره هذا وكانت جميع طبقات الشعب تزدان بالحلي, وكانت الإناث يستهوين الذكور بصدرياتهن ومناطقهن البراقة, ونقبهن الواسعة الزاهية اللون, وكن يعقصن شعرهن على جباههن .. أو يرسلنه على جانبي رؤوسهن, أو يجدلنه فدائر تنوس على ظهورهن.. ولكن أحيانا يكثرنه بخيوط سوداء من الحرير, وفي أغلب الأوقات يزينه بالجواهر والأزهار , وأخذن بعد عام 715 يغطين بالنقاب وجوههن أسفل عيونهن .. وازداد انتشار هذه العادة تدريجيا بعد ذلك العام)..
حتى قال : (وقد ورث المسلمون من الفرس هذه العادة القديمة)..
وكما يقول أيضاً رئيس الوزراء الهندي الراحل (جواهر لال نهرو) :ـ
(رغم أن العرب قد انتصروا على الإمبراطورية الرومانية وانهوا الإمبراطورية الفارسية إلا أنهم تأثروا بعادات هاتين الإمبراطوريتين السلبية على أساس النقل التاريخي فإن عادة عزل النساء عن الرجال ونظام البردة راجاً بين العرب على أثر نفوذ الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية وبالتدرج استحكم نظام البردة والحريم وعزلت النساء عن الرجال ..)) .. ويقول أخيراً مختتماً :ـ (ومن المؤسف أن هذه العادة السيئة أضحت تدريجيا من إحدى خصوصيات المجتمع الإسلامي, وقد اقتبسها الهنود حين دخول المسلمين إلى بلادهم..))..
يتكلم (نهرو) مع (ويل ديورانت) كأن الإسلام لم يكلم أبداً عن حجاب المرأة وسرها .. ولم يعرف أبسط أمور الحجاب .. بل أخذها من الإمبراطوريتين بالتأثر السلبي .. ولكن الإسلام قد بين الحجاب ووضحه قبل فتح فارس والروم وبينه في آيات كتابه الحكيم وسنن نبيه الكريم..
فمثلا عائشة (رض) كانت دائماً تطري نساء الأنصار بقولها:ـ (ما رأيت خيرا من نساء الأنصار, لما نزلت هذه الآية (31 من سورة النور)..
قامت كل واحدة منهن  إلى مرطها المرحل فصدعت منه صدعة فاختمرت فأصبحن كأن على رؤوسهن الغربان..)). وقد نزلت آية في سورة الأحزاب .. (يدنين عليهن من جلابيبهن..) وقد وضحت الحجاب الإسلامي بالشكل المفصل الواضح ..
ومن ناحية أخرى نرى تناقض ويل ديورانت في كلامه , فتارةً يقول أن الحجاب انتقل للمسلمين من الإيرانيين بعد إسلامهم, وفينةً يقول قبل إسلامهم فما هدفه من وراء اتهام المسلمين بالتشدد في هذا الموضوع بالذات? وما هدفه من تثبيت أن الحجاب انتقل من الإيرانيين للمسلمين ? ما أراد أن يوضح تشدد الدين الإسلامي وقساوته أو نقصه باقتباسه أبسط التعاليم من غيره … لذلك قد يلجأ للتزوير والهذر…
وأما من ناحية (نهرو) حين قال:(وقد اقتبسها الهنود حين دخول المسلمين إلى بلادهم ..).. فمن المعروف أن الهنود هم أصحاب الرياضيات الروحية والرهبنة .. حتى أنهم يحرقون المرأة ويدفنونها حية باعتبارها شيطاناً ومحلاً للنزوات واللذات .. فهم أيضا كانواقد ارتدوا الحجاب قبل الإسلام بتشديد يغلب عليه طابع الضراوة..