شيء من تشريع الحجاب..1

image_pdfimage_print

تشريعه وحدوده…

يروى استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة, وكانت النساء يتقنعن خلف آذانهن فتطر إليها وهي مقبلة , فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه (لبي فلان) فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم من الحائط أو زجاجة فشق وجهه , فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره, فقال والله لآتين رسول الله (ص) فلما رآه رسول الله فقال ما هذا فأخبره فهبط جبرائيل بهذه الآية (قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ..)..
فكانت الآية التربوية التي علمت المؤمنين كيف يصونون أنفسهم.. فإذا غض المؤمنون أبصارهم والمؤمنات كذلك, يسند باب الشيطان الذي أوله النظرة الخائنة ذات النوايا السوداء لأن الشاعر أثبتها ببيته الشعري:ـ
من نظرة فابتسامة فسلام وكلام فموعد ولقاء..
فالنظرة هي أول سهم يرميه الشيطان في قلوب المؤمنين .. ويقول الإمام الصادق (ع) وغيرها من الروايات .. النظرة سهم من سهام إبليس مسموم وكم نظرة أورثت حسرة طويلة ..))
وكما قلت سالفاً; إن عائشة (رض) كانت دائما تطري نساء الأنصار  بقولها: ( ما رأيت خيرا من  نساء الأنصار لما نزلت هذه الآية (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء, ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيُّهَ المؤمنون لعلكم تفلحون..)) .. قامت كل واحدة منهن إلى مرطها المرحل فصدعت منه صدعة فاختمرت فأصبحن كأن على رؤوسهم الغربان)..
قد بينت الآية الشريفة من يلبس الحجاب باستثناء واضح لا يقبل الزيادة, وقد طوقت الفكرة وسورتها من هذه الناحية .. ولكن بقي شيء واحد فقط .. وهو حدود الحجاب وكيفيته وما يستر وما يظهر .. فأما عن ستر البدن فقد أجمع عليه جميع العلماء وأما الخلاف فهو حول الوجه والكفين .. فهو ينقسم لقسمين:ـ
أولا :ـ من يجيز كشفهما..
ثانيا:ـ من لا يجيز ظهورها..
فأما الأول فإنه يحتج ويبني فتواه على أن ظهور الوجه والكفين في الصلاة والحج هو مما يجعل الكشف جائزا .. ولكن الثاني أعترض قائلا: إذا لماذا قلتم بجواز نظر الخاطب لخطيبته قبل العقد ? فإذا كان ذلك جائزا في أي مكان ولم يكن أي داعي للفتوى لولا تحريمه .. فرد الأول بأن جواز النظر بالإطلاق أي النظرة التي لا تجوز إلى الأجنبية تجوز إليها مثل نظرة الغريزة والنظرة المتفحصة .. الخ بينما لا يجوز له النظر لغيرها سوى النظرة الأولى التي هي له .. وأبرزوا بعض الروايات مثل:

. خبر مسعدة بن زرارة, قال : سمعت جعفراً وسئل عما تظهر المرأة  من زينتها , قال (ع): الوجه والكفين(1) (1)ولكن القرآن الكريم قد قال ( وأن يستعففن خير لهن ) وذلك دليل على أن الستر كلما زاد كلما كال أفضل وكذلك الأفضلية إتباع كلام سيدة النساء          فاطمة (ع):ـ ( زين المرأة أن لا ترى الرجال ولا يروها ).. فوجه المرأة هو الجاذبية الحقة فيها وما يجلب الرجال ورائها وأيديها تدل على النعومة وهناك الكثير من المعلومات حول جسم المرأة تكشفه بالفراسة من خلال وجه المرأة وانتشرت مؤخرا بين الشباب .. فالأفضل الاتقاء بإخفاء المحاسن .. لكي نضع احتمال أن لو تجاوز الرجل ونظر تكون المرأة في حصانة من شره والعكس  لو كان فالرجل قوي لدفع شرها عنه .. ليعم الخير بعفتهما..
جاء في الأثر عن علي (ع) قال: كنا عند رسول الله (ص) فقال: أخبروني أي شيء خير للنساء , فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا, فرجع إلى فاطمة (ع) فأخبرتها بالذي قال لنا رسول الله (ص) وليس أحد منا علمه ولا عرفه, فقالت: ولكني أعرفه, خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال, فرجعت لرسول الله (ص) وقلت له: يا رسول الله سألتنا عن أي شي خير للنساء, خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال, فقال: من أخبرك, فلم تعلمه وأنت عندي? فقلت : فاطمة فأعجب ذلك رسول الله وقال: فاطمة بضعة مني..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*