صدقوني: الجاذبية الحقة في الحجاب..

image_pdfimage_print

كشفت التجارب الاجتماعية للناس  بلا دراسة علمية بل البديهية أن النساء السافرات  لا تثير التفاته الرجل بقدر المحجبات .. لأن المرأة السافرة بعد أن أكملت عرض مفاتنها أصبحت مألوفة للناس بهذا الشكل لا تثير أي إثارة تنتظر من ورائها ردة فعل ما.. لأن الإثارة كلما تكررت كلما قلت ردة الفعل عليها حتى تعدم .. مما جعلها خالية مما ينتظره الرجل ويطلبه منها ..
يقول (ويل ديورانت): الامتناع عن الانفتاح والإمساك عن البذل والعطاء خير سلاح بيد المرأة لاصطياد الرجل .. فإذا شرحت الأعضاء الخفية لبدن الإنسان أمام الملأ العام فسوف لا تثير التفاتا , ولكن الرغبة والإرادة تتحرك بحكم الندرة فالشاب يريد عيون ملؤها الحياء) .. فهذا الرجل يتكلم وهو من مجتمع هو بؤرة السفور والفسخ الأخلاقي .. ولم يكتشف هذه النظرية إلا مؤخراً , رغم أن الإسلام شرعها قبله فالتجربة بجميع الحالات خير دليل وبرهان..
الرجل بطباعه المختلفة يميل للمرأة التي تحيره كلغز ليكتشفها ويعرف حقيقتها وهذا ما ينفذه الحجاب مع وجود الاحترام للجنس الآخر .. فكما يقول (ويل ديورانت) إن الشباب يريد عيوناً ملؤها الحياء .. فلباس العفة يخلق الحياء تلقائياً..
ويقول نفسه: (الحياء ليس أمراً غريزياً بل هو أمر كسبي, فقد أدركت النساء أن بذل أنفسهن للرجال بسبب الطعن بهن وتحقيرهن وقد لقن هذا المفهوم لبناته).. إنما  نقول بأن الحياء أمر غريزي .. فإن البنت تولد وهي مملؤة بالحياء, لكنما يذهب منه في الزواج جزء ويبقى جزء آخر كما هو الحديث الشريف .. (الحديث)..
ولكن البحث يدور حول أن المرأة إن لم تبذل نفسها تصبح عزيزة وموقرة ومحترمة .. لأنها إن بذلت نفسها ولو بأي ثم فقد بخست حقها وشرفها وباعته خاسرة, كذوي المبادئ إن باعوا الضمير رخصوا في نظر المجتمع .. لهذا كان عليها أن تستر نفسها قدر الإمكان , لأنه كلما سترت نفسها كلما أصبحت ذات قيمة في المجتمع..
من المؤسف, والمثير للحزن .. أن النساء الشرقيات ذات الدين الإسلامي أصبحن من متبوعات وقدوة إلى تابعاتٍ لشعارات الغرب والفلاسفة السفسطائيين وأخذت في تميز المجتمع بأيديهن .. واستمعن لكل خائر يريد أن يفسد المجتمع الإسلامي بأفكاره التي لا يقبلها عقل عاقل .. والنتيجة أسفرت عن سقوط هيبتهن أمام الرأي العالمي, إلا الملتزمات المؤمنات .. والدليل: قول (الفريد هاتشوك):ـ (إن النساء الشرقيات حتى قبل عدة أعوام كن يظهرن بمظهر جاذب بفعل ما يرتدين من حجاب ونقاب وقد كانت هذه الجاذبية تعطيهن مقاماً واقتدارا ولكن تدريجياً وبحكم سعي نساء العالم الشرقي لمساواة المرأة الغربية أزحن الحجاب الذي كانت ترتديه المرأة الشرقية بالأمس فصاحب ذلك أن انخفضت جاذبيتهن).. لذلك فإن الجاذبية المتمثلة في الحجاب لها طعمها الخاص في الستر والعفة وهذا الستر هو الذي خلق جميل وبثينة وقيس وليلى وكثير وعزة.. الخ لأنه لو كانوا قد حصلوا على ما يريدون لما تغنوا بحبيباتهم ولما وجدوا في التأريخ أصلاً.. فإن الرجل إذا رأى امرأة عفيفة وحاول استغلالها ولم تعطه مجالاً لذلك .. يتمنى منها لو نظرة, لو ابتسامة .. فنراه يلاحقها بمشاعره وأغانيه بها حتى يحصل عليها أو يموت وهو بتلك الحالة .. فالستر هو الذي أعطى المرأة مقاماً جعل الرجل يعتبرها كل شيء في حياته ..
يقول (راس) : لقد استطاع بنو البشر إلى حد ما السيطرة على الأنانية بالنسبة للمال والثروة, ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة على أنانيتهم بالنسبة للمرأة))..
لو لاحظنا كلامه لوجدنا أن هناك نزعة لحب السيطرة على المرأة في الملكية, ولكنه قد جهل مقام المرأة الإنساني في كلامه, فلم يلتفت على أنه هناك ملايين العاشقين قد تغنوا وتغزلوا بالمرأة, بينما لا يوجد ولو شخص واحد يتغنى بغزل بالمادة والمال.. فللإنسان حق في أن يكون أنانيا بشريك حياته الذي لا يبتغي أن يكون لغيره كما لصاحب المال الذي لا يقبل أن يشاركه في شريكه غيره.. ولكن الدافع في الشخص الأول الغيرة وحب الحفاظ على النوع والاستقلال بعائلته الخاصة, فإنه ليس بملزوم لتربية ابن أنجبه غيره .. والدافع في الشخص الثاني حب المصلحة والجشع .. فالأول عادته محمودة والثاني عادته منبوذة, فالأول يبني والآخر يهدم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*