استغلال العموم من وجه في الغزو الغير أخلاقي

image_pdfimage_print

كثيرا ما نسمع بكلمات واسعة المعنى لا تحدها الحدود ويحكمها الوجود .. الانسانية .. الحرية.. التدين.. الحب .. المساعدة..الخ
كلمات عامة حيث نرى بأن الانسان لا يقتل في الدول التي تحرم الاعدام لتحقيق اسمى معاني الانسانية!! رغم ان في ذلك خطورة على الانسانية نفسها لكون المجرم سفاحا قتل اكثر من عشرة أشخاص! ولا يتورع عن قتل أحد!! أليس من عدم الانسانية ان لا يلقى الجزاء العادل وهو القتل لتحقبق حق اكثر من عشرة عوائل قد ترملت وتيتمت وتلطمت؟!! وأن مثل هذه الدول قد تقتل جنديا يدافع عن وطنه منهم!!
بل وأن هناك من يتجاوز على الفتاوى الشرعية بمثل هذه الأسماء العامة والمفاهيم الخاوية.. مثل فتوى السيد الإمام بجواز الزواج من الرضيعة حيث قيل أن في ذلك إهدارا في حق الطفل!!
الزواج المقصود هنا سريان العقد في الزواج ولو نسبيا ولكن لم يجوز نكاح الطفلة لكونها ليست أهلا لذلك أولا وكون القبول منتظر منها بعد البلوغ ثانيا لإمضاء العقد ولو رفضت يكون العقد لاغيا بعد بلوغها وإنما الكلام في سريان العقد وعدمه .. هذا وللعلم ان جميع المذاهب الإسلامية لا تحدد عمرا للزواج وجميع الأديان السماوية كذلك ليس فيها دليل يحدد العمر للزواج!!
فكيف ان كلمة حق الفل وقفت في وجه الدليل الشرعي!! وكيف تجاوز البعض على السيد الإمام الخميني رحمه الله!!
بجانب ان هناك من يقول كيف يحرم الاسلام الحب ؟؟ والحب شيء ايجابي ؟؟ رغم ان للحب وجهان وجه معمر ووجه مدمر .. فهل يقبلون ان يحب الجندي جندية من الجيش الخصم. أم يحبون ان تمتليء الشوارع بأبناء الزنا وبلا هوية تسمح للقانون بتسمية هذا الولد؟؟!! هكذا مع تضييع الهوية والحاضنة العائلية التي تربي بواقعية الزواج ورباطه المقدس؟!!
تحويل الاسلام لمتوحش يحرم الحب تحت القول بأن الله خلق الجمال وحرمه؟؟ هل حرمه ملقا أم فرض حقوقا تقوم بالزواج والرباط المقدس بعيدا عن الحيوانية واستغلال مشاعر الفتاة لاستباحة جسمها؟!!
متجاهلين بطريقة الرباط المقدس وطالبين للفوضى .. مثلهم كمن يريد الفوضى في بلد ما ويقول هذه البلد فوضى!!!
والحرية والحرية الشخصية التي رنة خاصة تعجب من يحب انفلات الأمور .. حيث ان للحرية والحرية الشخصية معناها المقدس من جهة ومن جهة أخرى دمار الأمة كالزنا وشرب الخمر بسكر يجعل الشخص يتصرف بتصرفات غير مسؤولة.. هل يقبل المنادي بالحرية المدمرة أن يكون ممن يتضررون بها! أم أنها هتافات عامة غير مسؤولة؟!
والتدين الذي يجعل من يتدين بغير دينه كافرا !! ان طلبنا التدين في أوروبا بالاسلام هل سيعتبرونه تدينا؟! أقصد هل ان الندين ينظر للأديان بنوعياتها وباختلافاتها تدينا ؟أم انه مثل الرقم 8 يقرأه من يجلس مواجها لك 7!
لا بد من تقييد المفاهيم لتكون واضحة ففي عمومها جمال خاص وقوي وساحر ولكنه في حال التطبيق على المفردات تجدها بخطأ عظيم ووحشية لا نظير لها باستخدام الألفاظ!!
إن رنين الكلمات العامة ساحر يفيد في الشعر والخطاب السياسي والنفسي ولكنه في حال التطبيق صرير مزعج لمن يتعقل الأمور ولمن يريد ان يجعلها في حيز التطبيق … حيث لا يجد ما يطبق عليه مفاهيمه العامة !! ويدخل في حيرة أمره كالشاب الأوروبي الذي يجهل ما يريد غالبا والتي تقول الاحصائيات بأنه لا يتقد ثمانية منهم للتجنيد في امريكا الا وكان منهم سبعة غير لائقين صحيا نظرا لتلفهم من الجنس والسكر!! وحيرة في المفاهيم الحياتية فضلا عن الدينية!!
الا ترى بأن اللغة أصبحت محيرة في استخدام العموم من وجه والعناوين الكبيرة!!
فاحذر ان يفتنوك بلا دليل على التطبيق فمامن عموم الا وعليك بطلب خصوصه .. وخصوصا تطبيق كلمات حياتية عامة مثل بزنز!! حب!! موضة!! موسيقى كلاسيكية!! وغيرها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*