مجالس اهل اللهو والفسوق

image_pdfimage_print

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أِرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم الؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°مجالس اهل اللهو والفسوق °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

كثير من الناس يدعي ان مجالس اهل اللهو والفسوق لا يمكن احرازها وتحديدها والبعض الآخر ينفي كون الحفل او العمل مناسبا لمجالس اهل اللهو الفسق او عدمه..ولكن هنالك مقاييس شرعية عبر جسر الدليل الآخر وبالجمع بين الفتاوى يتضح الدليل..
ففي الفتاوى نجد ان الغناء غير الموسيقى والموسيقى منها ماهو محرم وماهو محلل..
فتكون العناصر التي سنتكلم عنها الليلة ثلاثة عناصر..

الغناء: وهو ترجيع الصوت بكيفية لهوية تحدث الطرب في النفس..
الموسيقى المحللة : وهي التي تتخلل الأخبار والأفلام والمسلسلات من غير ان تكون مطربة وراقصة..وطبول العزاء والحرب..حسب رأي بعض العلماء..
الموسيقى المحرمة: وهي التي تناسب مجالس أهل اللهو والفسوق..من جهة الكيفية .. أو تكون بأدوات مجالس اهل اللهو والفسوق فتحمل هيئة تلك المجالس..

وعلى هذا فقد وردت روايات كثيرة ومتواترة عن حرمة الغناء بكافة أشكاله عدا مغنية الأعراس التي تأخذ الأخرة على الغناء في الأعراس بشرط ان لا تتغنى بالباطل او تتغنى بأغاني اهل اللهو والفسوق فتحرم أجرتها لحرمة غنائها..
كما وقد وردت روايات تحلل الحداء للإبل في المسير او مايشبه الحداء .. لأنه ليس غناءا بالمعنى اللهوي.. وهذا يجعلنا نقول بأن الغناء أيضا فيه حلال وحرام ولكن الحلال مستثنى بأدلتهم عليهم السلام..
من لا يحضره الفقيه:3589-عن الصادق عليه السلام عن أبيه : أجر المغنية التي تزف العرائس ليس به بأس..
الاستبصار : 206- عن الصادق عليه السلام : المغنية التي تزف العرائس لا بأس بكسبها..
وهناك الكثير من الروايات والأدلة لا يتحملها هذا الموضوع لأننا لو جمعناها سنؤلف كتابا.. المشروط على المغنية عدم التغني بالأباطيل .. فحوى الجميع..
كما وأن للحداء نفس الروايات بتخريجها..
هذا فيما يخص الغناء المحرم والمحلل فالأصل الحرمة ولكن خرج بالدليل نوعان منه.. وكذلك يدخل ضمن الغناء المحرم التغني بكيفيات الطرب بالقرآن الكريم وإن كان تلاوة.. والتغني بمواليد أهل البيت عليهم السلام والعزاء الحسيني بنفس الكيفية المحرمة..
فلاحظ معي..
ان العنوان للغناء المحرم قد قلب حتى أحكام العبادات لمخالفته أصولها.. والغناء المحلل قد حلل حتى ما يسمى بالغناء مخرجا اياه من قائمة المحرمات حسب تخريج الدليل..
وعلى هذا كانت الموسيقى فما كان من آلاتها هو معد أصلا للحرام فيحرم بيعه وشراؤه واقتناؤه والتعامل به وحفظه في المنازل وما كان مشتركا في عمله المحلل والمحرم ففي الحلال يحل في الحرام يحرم مثل الدفوف الطبول الحربية ..وغيرهما..

أتمنى ان تكون الكلمات واضحة لحد هذه النقطة..
فهناك من المحلل غناء وموسيقى
وهناك من المحرم غناء وموسيقى..
والتوضيح سيفيد بقراءة هذه المسائل..مثلا

المسائل المستحدثة للسيد السيستاني دام ظله الوارف: الغناء حرام فعله واستماعه والتكسب به ، والظاهر أنه الكلام اللهوي ـ شعراً كان أو نثراً ـ الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، وفي مقومية الترجيع والمدّ له إشكال ، والعبرة بالصدق العرفي ، ولا يجوز أن يقرأ بهذه الألحان القرآن المجيد والأدعية والأذكار ونحوها بل ولا سواها من الكلام غير اللهوي على الأحوط وجوباً.
وقد يستثنى من الغناء المحرّم : غناء النساء في الأعراس إذا لم يضم إليه محرم آخر من الضرب بالطبل ، والتكلم بالباطل ، ودخول الرجال على النساء ، وسماع أصواتهن على نحو يوجب تهيج الشهوة ، ولكن هذا الاستثناء لا يخلو عن إشكال. وأما الموسيقى فما كان منها مناسباً لمجالس اللهو واللعب كما هو الحال فيما يعزف بآلات الطرب كالعود والطنبور والقانون والقيثارة ونحوها فهي محرّمة كالغناء ، وأما غيرها كالموسيقى العسكرية والجنائزية ، فالأحوط الأولى الاجتناب عنها أيضاً.

ومن هذه الأسئلة تجد ان سماحة السيد السيستاني حتى لو لم يجب على الأسئلة التالية تكون واضحة المضمون:

1ـ يكثر السؤال حول الموسيقى المحلّلة والموسيقى المحرمة ، فهل نستطيع أن نقول بأن الموسيقى التي تثير الغرائز الجنسية الشهوانية ، وتحث على الميوعة والابتذال ، هي موسيقى محرّمة.
وأن الموسيقى التي تهدىء الأعصاب ، أو تبعث الارتياح في النفس ، أو تلك التي تصاحب أحداث الفيلم عادة لتزيد من تأثير المشهد في النفوس ، أو تلك التي تصاحب الألعاب الرياضية أثناء التمارين الرياضية ، أو التي تصوّر بالعزف مشهداً معيناً ، أو التي تثير الحماس هي موسيقى محللة ؟
* الموسيقى المحرّمة : هي ما تكون مناسبة لمجالس اللهو واللعب ، وإن لم تكن مثيرة للغريزة الجنسية.
والموسيقى المحللة هي : ما لا تناسب تلك المجالس ، وإن لم تكن مهدئة للأعصاب كالموسيقى العسكرية والجنائزية.
2ـ كما يكثر السؤال عن الموسيقى المحرمة والمحللة ، كذلك يكثر السؤال عن الأغاني المحللة والأغاني المحرمة ، فهل نستطيع أن نقول بأن الأغاني المحرمة هي تلك التي تثير الغرائز الجنسية الشهوانية ، وتدعو إلى الميوعة والابتذال . أما الأغاني التي لا تثير الغرائز الهابطة ، والتي تسمو بالنفوس والأفكار إلى مستوى رفيع ، كالأغاني الدينية التي تغنى بسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو بمدح الأئمة ( عليهم السلام ) أو تلك الأغاني والأناشيد الحماسية وأضرابها أغانٍ محلّلة ؟
* الغناء كلّه حرام ، وهو على المختار : الكلام اللهوي الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، ويلحق به في الحرمة قراءة القرآن الكريم والأدعية المباركة ومدائح أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذه الألحان.
وأما قراءة سوى ذلك من الكلام غير اللهوي ـ كالأناشيد الحماسية ـ بالألحان الغنائية ، فحرمتها تبتني على الأحتياط اللزومي . وأما اللحن الذي لا ينطبق عليه التعريف المذكور فليس محرماً بذاته.
3ـ هل يجوز الاستماع إلى الأغاني الدينية في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ) ، مصحوبة بالموسيقى ؟
* الغناء حرام مطلقاً ، وأما المدائح التي تنشد بلحن جميل لا ينطبق عليه تعريف الغناء فلا مانع منها.
وأما الموسيقى فتجوز إذا لم تكن مناسبة لمجالس اللهو واللعب.
4ـ هل يجوز الالتذاذ بالاستماع إلى مقرىء القرآن وهو يرجع بصوته أثناء القراءة ؟
* إذا لم يكن اللحن المستخدم في القراءة غنائياً ، فلا بأس بالاستماع إليها.
5ـ بعض المقرئين أو المنشدين أو المغنين يأخذون ألحان أهل الفسوق ويغنون أو ينشدون بها قصائد في مدح المعصومين ( عليهم السلام ) فيكون المضمون مخالفاً لما تعارف عليه أهل الفسق والفجور ، واللحن مناسباً لها ؟ فهل يحرم التغني على هذه الصورة ؟ وهل يحرم الاستماع ؟
* نعم يحرم ذلك على الأحوط.
6ـ هل يجوز غناء النساء ليلة الزفاف بأي لحن كان ، حتى لو كان ذلك مناسباً لمجالس أهل الفسوق ؟ وهل يحلّ لهن استعمال الأدوات الموسيقية في الغناء تلك الليلة ، ثم هل يحلّ لهن التغني في حفلة العقد أو ليلة الحنّة أو ليلة السبعة كذلك ؟ أم أن الحلّية خاصة بليلة الزفاف فقط ؟
* الأحوط لزوماً تركه حتى في ليلة الزفاف ، فضلاً عن غيرها ، وقد مرّ حكم الموسيقى.
7ـ هل يجوز الاستماع إلى أناشيد ثورية مع ضرب البيانو والعود والطبل والمزمار والبيانو الكهربائي مثلاً ؟
* إذا كانت الموسيقى منبعثة منها من الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو واللعب ، لم يجز الاستماع إليها.
8 ـ هناك إغانٍ باللغات الأجنبية يوصي أساتذة اللغات الأجنبية ـ لتسهيل تعليم اللغة ـ بسماعها ، فهل يجوز الاستماع لها للغرض المتقدم ؟
* إذا صدق عليه الغناء بمعناه المتقدم ، لم يجز.
9ـ الآلات الموسيقية متنوعة ، تستعمل أحياناً في الحفلات الغنائية ، وتستعمل أحياناً للترويح عن النفس ، فهل يجوز شراء هذه الآلات ، أو صناعتها ، أو المتاجرة بها ، أو العزف عليها ، لترويج النفس ، أو الاستماع لعزف من يعزف عليها ؟
* لا يجوز المتاجرة بآلات اللهو المحرم بيعاً وشراء أو غيرها ، كما لا يجوز صنعها وأخذ الأُجرة عليها.
والمقصود بآلة اللهو المحرم ما يكون بما له من الصورة الصناعية ـ التي بها قوام ماليته ولأجلها يقتنيه الغالب ـ لا يناسب أن يستعمل إلاّ في اللهو الحرام.
10ـ هل تجوز صناعة أو بيع أو شراء الآلات الموسيقية المعدّة لتسلية الأطفال ؟ وهل يجوز استعمالها من قبل الكبار ؟
* إذا كانت تنبعث منها الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو واللعب ، لم يجز التعامل بها ، ولا استعمالها من قبل المكلفين.

وهكذا هل اتضحت الصورة؟؟
فبعد معرفة المحلل والمحرم من الموسيقى والغناء ولا نغفل عن آلاتها فهي لها نصيب في التحريم أيضا..
فتارة يكون كل ما مر محللا تحرمه آلات الموسيقى التي حرمتها النصوص وقد ذكرتها في الفقرة السابقة فيكون محرما بسبب الآلات المحرمة..
وحتى السيد الخوئي قدس سره الشريف الذي حلل الموسيقى الكلاسيكية نظر للآلات في مسائله فحرم الموسيقى التي تستخدم فيها تلك الآلات .. فمثلا المسألة في صراط النجاة للتبريزي قدس سره الشريف في مسألة 1012 حيث قال قدس سره الشريف: أما استخدام آلات اللهو المذكورة وأمثالها فيحرم مطلقا..لاحظ مطلقا..

والمشهور عند علماء الإمامية هو تحريم كل ما يصدق عليه موسيقى عرفا..
سؤال 1023: آلات الموسيقى كلها بطبيعة الحال معدة فيما يبدو للهو في هذا الزمان، فلو فرض أن الموسيقى الصادرة عن هذه الآلات ليست مما يتعاطاه أهل الفسق والفجور جزما فهل تكون محللة، وإذا كانت محرمة فهل إن صنع أمثال هذه الآلات بقصد الاقتصار في استعمالها على خصوص ما لا ينطبق عليه عنوان (ما يتعاطاه أهل الفسق والفجور) فهل هذا يغير الحال فيجيز الصنع والاستعمال والاستماع؟

الخوئي: إذا عدت من آلات اللهو عرفا حرم استعمالها وصنعها مطلقا.

التبريزي: يضاف إلى جوابه قدس سره: نعم إذا فرض خروجها عن آلات اللهو أو صنعت آلة مشتركة فلا بأس.

سؤال 1024: هناك آلات موسيقية مثل الطبل والمزمار والضرب بالاوتار من ضمنها العود والبيانو هل هذه آلات لهوية، وهل صنعت للهو؟

الخوئي: نعم واللعب بها والعزف عليها لا يجوز.

سؤال 1025: ما الحكم في استخدامها في المجالس والتعزيات والمواكب الحسينية؟

الخوئي: لا يجوز.
سؤال 1001: وجهت لسماحتكم أسئلة عن استماع الموسيقى وتعليمها وتعلمها، وكذلك الاناشيد المسماة بالدينية، حتى لو كانت بإنشاد نسوي، إذا لم يثرن الشهوة، وكذلك مشاهدة النساء المبتذلات وراء شاشة التلفاز إذا لم تثر الشهوة ـ أيضا ـ فأجبتم بجواز ذلك، وأسئلة أخرى عن الموسيقى بأنواعها المعروفة، هل تعتبر من الغناء فيحرم استماعها بكافة أنواعها أم يحرم بعضها دون بعض، والاناشيد الدينية ذات الموسيقى التي لا تطرب المستمع هل يحرم استماعها وإنشادها أم لا؟ فأجبتم على الشق الأول بأنه ما كان منها يناسب مجلس الطرب واللهو فهو المحرم وما ليس كذلك فليس بمحرم، وعلى الشق الثاني: (إن كانت كيفية الانشاد تناسب مجلس اللهو فتكون محرمة وإلا فلا)، فهل هذا يعتبر مقيدا للجواب السابق؟

الخوئي: إن كان اختلاف في التعبير منا فالمراد واحد في الجوابين والحرام في الكيفية هو ما يناسب مجالس الطرب واللهو، وما يستعمل بالآلة المعدة للهو وإن لم يقصد بها اللهو، والله العالم.
سؤال 1003: هل يجوز الاستماع إلى الاغاني والاناشيد الثورية من الكشاف أو من الجيش أو من أي جهة تحمس الجيش، أو الذين يودون التوجه لمقاتلة العدو، علما بأن هذه الاناشيد تستعمل فيها أنواع من آلات الطرب؟

الخوئي: الظاهر عدم البأس في استماع ما ذكر، واما استعمال آلات الطرب المعدة لمجالس اللهو واللعب فلا يجوز استعمالها بأي وجه ومورد، والله العالم.

لاحظ الآلات..

فعلى هذا يمكنك القول بأن مجالس اهل اللهو والفسوق تارة تكون بالكيفية العامة حسب مد الصوت وترجيعه …مثل ما نقول بالعامي الحان الاغاني واهل الاغاني..
وتارة بالالات حيث تدل على هيئة المجلس اللهوي …يعني البيانو والاورج والمزامير والفرقة على المسرح بكل آلاتها والناس قاعدين تحت المسرح لو تشوفهم من بعيد لحكمت عليهم بأنه يحيون ليالي الأنس والطرب بسبب وجود الجوقة والفرقة والهيئة الخارجية العامة..

فمجالس أهل اللهو والفسوق ليست مستعصية للحكم عليها..
والطرب هو حصول خفة في النفس حزينة او مفرحة …وتقولون المؤثرات الصوتية في الأفلام مو طرب؟؟!!
شوف تعريف الطرب في القواميس وكتب الفقه..

فأحبتي ليس كل ما تسمعون موسيقى تقولون كلاسيكية.. حلال..
ومو كل حفل او مهرجان فيه موسيقى يكون كلاسيك وحلال..

الغناء حرام أصلا والتحليل استثنى ما استثنى من انواعه بالدليل النصي الوارد عن أهل البيت عليهم السلام.. فليس لنا ان نتمادى وتصبح اعمالنا تحتاج للموسيقى ضرورة..
هناك البديل بلا غناء او موسيقى كان الممثلون في القرية يستخدمونها..فالرجوع اليها أفضل..

وان شك المكلف في مناسبتها والعدم فعليه ان يرجع للاحتياط وهو الترك ..وذلك أفضل..لأنه لم يستطع تشخيص الموضوع وهذا هو الغالب..حيث يضيع الأمر بالحكم العرفي..
وقد لجأت في هذا الموضوع للمراجع المذكورين حيث انهم حللوا الموسيقى الكلاسيكية ولكن بضوابط هامة لا ادري لماذا لم ينقلها لكم من نقل مسألة التحليل..ولكني نقلت لكم الضوابط لتكتمل الرؤية بدلا من تهديم رأي كل من يقول بالحرمة …فالابتعاد أفضل لأن المشهور الحرمة للموسيقى والغناء مطلقا.. والإبتعاد أحوط..ولا يلام المحتاطون ففي الإحتياط سبيل النجاة..
والحمد لله رب العالمين..
هذا ما استطاع خادمكم ان يخطه الليلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*