الدليل الشرعي والإحتجاج به

image_pdfimage_print

بسم الله الرحمن الرحيم…
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين..ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي…

وسنناقشها,,, فلا يستحي منكم أحد لأنه ملام على عدم الإستفهام…
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°مقالتنا الليلة : الدليل الشرعي والإحتجاج به…°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

بسم الله الرحمن الرحيم
افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمونقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ياعلي تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله..
الحديث متواتر تجدونه في البحار وسفينته وحتى الصواعق المحرقة عند العامة…

فعلى هذا هناك للقرآن ظاهر وباطن..والباطن لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم…

لأن التأويل بشكل أوبآخر يجر للويلات عبر فهم المقصود والتنظير وتوجيهه لما تشتهي الأنفس وتقر به الأعين…لمن يديرونه على ما درت معايشهم..
ولو أن العلماء يقولون ان الظاهر منه حجة على من ظهر له بما ظهر من الآيات له …ولكن الأمر يكاد أن يكون شخصيا للمستنبط ان ظهر عنده ما يخالف المشهور من أقوال العلماء…ورغم ذلك يكون حجة عليه…

كما ان هناك ما يمكن استنباطه من خلال الروايات الشريفة الصادرة من المعصوم عليه السلام.. حيث تكون قطعية بدلالاتها ووأسهل ظهورا من القرآن الكريم بل وتأتي موضحة لباطنه…أو مفصلة له…لأن القرآن الكريم مجمل في بيانه..

ومن هذه الفقرة هناك إشارات لكلامنا..
1- القرآن الكريم والسنة النبوية…
2- الحجية و تقييمها..
3- الوصول للأحكام والقرارات الدينية..
4- التشخيص السليم..

1- القرآن الكريم له قيمته الحجتية عند الفقهاء بأنه صادر من المولى جل وجلاله قطعا…ولكن لكونه مجملا يكون ظنيا في دلالاته حسب التشخيص من قبل المستنبط..
أما عن الحديث الشريف فه ظني الصدور ويحتاج لتنقيح وتحقيق في بيان صدوره عن المعصوم من عدمه من جهة السند (علم الرجال) ومن جهة المتن (الدراية) لكي نتأكد ونضمن ان الكلام صدر من المعصوم أم لا..
وعلى هذا فإن فلترة الدليل الشرعي تحتاج لتنقيح كامل …فلدينا ما هو صادر قطعا من المولى جل وجلاله ولكنه مجمل غير مفصل ..فليس فيه آية تقول بأن صلاة الظهر أربع ركعات!
ولدينا روايات تبين المقادير بالتفصيل ولكن علينا التثبت من مديات صدورها…
فنستتبع العلامات المؤدية لنفس النقطة حتى نعرف القدر الجامع بينهما لاستخراج وانتزاع الفكرة الدينية…
ففي كل بيوت المسلمين هناك قرآن وفي الانترنت ايضا..وهذا لا يعني العلم المطلق بكل ما جاء فيه..لأنه لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم! كما وأن الإستدلال به يحتاج للقدرة على ذلك..
وقد تطورت الخطابة في الآونة الأخيرة كما تطور كل شيء فابتكرت فكرة (الأمثال القرآنية) لتوازي باستخدامها الأمثال الشعبية وذلك لجعل المؤمنين متعلقين بآيات القرآن الكريم .. فكان ذلك جيدا من جهة النية أن يتعلق المؤمن بكتاب الله .. وغير جيد باستخدام الآية المقدسة في الحياة العامة بقوة المثل الشعبي حيث يتناقض في مبانيه الحالية والتبريرية الغير دقيقة…
فمثلا نرى في المثل الشعبي قولين ..
الأول : اللي يخاف مو رجال…
الثاني : المايخاف مو رجال لانه مو عاقل يحس بالخطر..

بالامثلة القرآنية:
الأول : وللآخرة خير لك من الأولى..
الثاني: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى..

ففي الأولى تستشهد الناس حالة الزهد وفي الثانية تطلب الدنيا وتعتبر الزهد شقاءا…

وما وضع القرآن لهذا أبدا… يديرونه على ما درت معايشهم!!
وحتى كاتب كتاب أمثال القرآن لم يكن ليكتبه لو علم بأن الآيات المقدسة ستكون بأيامنا مخارج كلامية في بطون الجدل كالأمثال الشعبية وهذا يضر بالشعور النفسي بقداسة الآية…
كما وأن هناك نكات ألفت عبرها _والمستجار بالله..

هذا في الإستعمال فما بال الإستنباط؟؟والإفتاء؟؟
كثير من الناس اذا احتاج للإستدلال بآية يبحث بحثا معجميا عن الكلمات المرادة في برنامج القرآن الكريم او مواقع النت الخاصة ليستخرج لك آية يلصقها حيثما شاء في موضوعه ثم يوجهها حيثما يريد…وهذا خطأ ومخالف لنور الآية وعلميتها ومدلولاتها …فلو أتعب نفسه قليلا وبحثها بحثا موضوعيا ..ثم تفسيريا لكان افضل …
ومن الآيات الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه…
فالبحث الإستدلالي يأبى ان نطرح الأدلة معجميا…
مثلا

الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان ولا يحل لكم ان تاخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخافا الا يقيما حدود الله فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون

والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم

الأول في الطلاق والثاني في المطلقات …والكلمة المعجمية الجامعة طلق..
وفي المطلقات القرء يعني الطهر بعد الحيض ويعني الحيض نفسه.. فالقهاء سختلفون في البيان حسب ما هو ظاهر لهم من الروايات والآيات الأخر…أرأيت كيف ان استنباط الحكم من الآيات يحتاج لإعمال الفكر والنظر.. فمتى تحل لزوج غيره في الحيض أم بعده؟؟؟ أرأيت!
ففي هذه الحالة الإستشهاد بالآيتين في موضوع واحد مرفوض إن كان يريد تشخيص الطلاق …أو إن كا ن يريد الاستدلال على المطلقات بما عليهن…
إلا اذا كان موضوعه جامعا للموضوعين فعليه ان يأتي بالآية كل على حدة في محله..

والا فإنه قد خرج عن التشخيص الصحيح للدليل ومواضع الإستدلال..

أما عن الروايات فالدليل الفقهي له مصادره ان كان موضوعا فقهيا والتأريخي له مصادره والعقائدي كذلك والتفسير …الخ..كما وأن هناك تسامحا في أدلة السنن وقواعدا فقهية وغيرها كلها تخضع للبحث والتنقيح…
كما وان للرجال مصادره..الحديثية والعلمية..

2- الحجية وتقييمها..
هناك في الحجة تقييمات كالراجح والمرجوح ومقدار الحجة ومدياتها..وتعارض الحجج وتزاحمها … ويختلف الإحتجاج التأريخي عن الفقهي عن الروائي فتأمل…
فالخطيب يسوغ له مالايسوغ للباحث والفقيه يفتي فيكون ادق.. والمجتهد يدقق بأصوله المختلفة.. والعقائد عبر مبانيها المعقولة المستمدة من أهل البيت عليهم السلام…

3- الوصول للقرارات والفكرة الدينية والإفتاء:

لنرجع لآية المطلقات القرء يعني الطهر بعد الحيض ويعني الحيض نفسه.في اللغة العربية.. فالفقهاء يختلفون في البيان حسب ما هو ظاهر لهم من الروايات والآيات الأخر…أرأيت كيف ان استنباط الحكم من الآيات يحتاج لإعمال الفكر والنظر.. فمتى تحل لزوج غيره في الحيض أم بعده؟؟؟ أرأيت!

كذلك القول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة لا تعني ان يفتي بالجهاد من شاء أو كيفما شاء إلا ان يكون عالما جامعا للشرائط كالمجتهد والفقيه..
وذلك لإحاطته بكل الأمور الأخرى المستلزمة لفتوى الجهاد…كمديات تعرض بيضة الإسلام للخطر وغيرها..

التشخيص السليم:

حينما نقرأ آية انما يخشى الله من عباده العلماء … لا يعني الأمر أنها تشمل لدور العالم…ولا من مستلزمات الخشية دور العالم وإنما الخشية أمر داخلي شخصي في نفسيته..كلما علم ازدادت وهي من مراتب الإيمان…

فحينما نريد ان نشخص ذلك فهناك تشخيصان ..
تشخيص موضوع : فالآية حينما تقول يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون
…….فهل ان الموجود في الواقع المسؤول عنه خمر ام لا … وهل ما يشبه الميسر ميسر ام لا؟؟
حيث ان الحكم موجود في الآية صريحا وهو تحريمهما…بقي تشخيصهما في الواقع…

تشخيص الحكم.. وهو ما يطمح له المجتهد للوصول اليه … فالخل الفاسد هل هو خارج عن الحرمة أم الحرمة باقية ..
لاحظ ان الموضوع تغير..

هذا وهناك الحرمة الثانوية ، والظرفية التحريمية..والشبهة التحريمية..الخ

فعلى هذا ان الدليل الشرعي بكل حالاته له ما يميزه عن الآخر وله قيمته في الاستدلال والاحتجاج حتى لا يصبح خارجا عن موضوع النقاش…
فلو صام مسلم يومي العيدين حرم فلا يأتينا بآيات الصوم :فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون…
لأنه خارج عن العموم بدليل خاص…
وهكذا…

أعتذر عن الإطالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*