الدين والتطبيقات الفعلية

image_pdfimage_print

رغم اختلاف المذاهب الإسلامية في الجزئيات وتمايزها في طريقيات الاستنباط والتفكير، ألا أنها تتحد في المواقف المصيرية مراعية جميع الأواصر الرابطة للأمة والموحدة التي تبعد الشتات عن الأمة الإسلامية، فالاختلاف في بعض وجهات النظر مع التوحد في المواقف العامة والمصيرية هو ما عبر عنه الرسول الأعظم (ص) بأنه رحمة للأمة واستمرار بقائها..

ولكن هناك من ينظر بعين واحدة للأمور أو يغض الطرف عن نفسه ويدعي انه من المتشرعة الذين أدركوا حقيقة تعاليم الشريعة بل ويطبقونها في حياتهم العملية ويجعلون ذلك التطبيق هو المسيطر على تصرفاتهم العامة والخاصة..

ولكن ديناميكية التطبيقات تختلف تارة عن الإيديولوجيات فنية تكون الأيدلوجية خاطئة فيتبعها التطبيق، وفي كثير من الأحيان تصدر التصرفات عرفية ولاصلة للفكر بها ألا أنها ايجابية غالباً لأنها لم تسن ألا لإحياء الفضيلة في المجتمع فتكون الأيدلوجية حينها إنسانية سواء كانت مستمرة من الدين أو عرفيات اجتماعية ولكنها محترمة ما احترمت الإنسان ومحتقرة ما احتقرته..

فالمجتمع المتدين باحث عن الأسوة ما بقي، لان الأسوة الحسنة صمام أمان لتربية الأجيال ونشر الفضائل، وبغيابها تغيب لعدم خلق الرادع التربوي الذي من شأنه أن يخلق رقيباً في قلب كل بشر يعيش في المجتمع، وبمنهج التطوير في التطبيق بأسس مدروسة من الأسوة، فيكون الشاذ أخلاقياً في منعزل عن أهل الفضيلة، ليسلم المجتمع من شره..

وباعتبار المعتقدين بالدين الإسلامي يؤمنون بالقرآن الكريم فانه قد حدد لهم التأسي بالدين حسب قوله تعالى [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ]ليكون الدين الشامل لكل متطلبات الحياة حاكماً للأمور المعيشية..

وتحت إدراك المجتمعات لضرورية تفعيل القيادة الدينية المتمثلة بالمرجعيات ورجال الدين المتبعين للعلماء المعتمدين ! ففي عصرنا قامت  فئات طامعة لان تقود تلك الفلول تحت التأثير الديني الذي إذا مس العروق تفجرت كافة طاقات الإيمان عبر نبضاته الروحية المتدينة، فتدخلت بعناوين مختلفة خارجة عن المرجعيات المعتمدة لتشابهها على الناس والسواد، ولكن الواعي الفطن يبحث عمن هو معتمد ليكون راجعاً إليه وقت الحاجة، كمن يبحث عن الطبيب المناسب ليراجعه وقت العوز الصحي وحاجة الإنسان إلى الاستفسار الديني المتجددة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*