التمهيدات

image_pdfimage_print

يقول أهل الفن : انك طالـما نويت الصلاة بالوضوء لهـا فإنك منذ تلك اللحظة الآنية دخلت بها فاحم نيتك من دخول الشوائب الغريبة ، والإرادات المريبة ، وروض  نفسك للدخول في تلك اللحظات الرهيبة ، فإن حضرة المولى أقرب من حبل الوريد قريبة ، فاشتغل للحبيب بتحضير عواطفك الحبيبة ، واستحضر ذنوبك بنفسك الخاشعة الكئيبة ، فإنما يعز على العزيز من عبده عبرته و نحيبه ، فاستنهض حياءك منه كما تستحي من خطأ ترتكبه في حق من هو ذو كرامة و هيبة ..
اعلم، بأن النية كالشجرة التي تملكتها العصافير المغردة بالغناء والصفير ، و أنت تحت تلك الشجرة تود التفكر و التفكير ، فلو طردتها من تلك الشجرة عادت إليها وهي تطير ، فعليك أن تقتلع تلك الشجرة حتى تبلغ الهدوء دون أن تستطير ، فبهذا كان من اللابد منه اقتلاع الأفكار كهذه الأشجار ، حتى لا ينشغل الاستبصار ولا تنحرف الأوتار ، فما يشغلك من جوع أو عطش أو حاجة فاقضها ثم اتل الأذكار أو تقدم لرؤية جلال الملك الجبار .. فإن الرسول  صلى الله عليه وآله يقول: ” ما من عمل إلا وهو مقرون بالنية .. ” فاترك لهذا أحلامك الوردية، وتقدم إلى الله بكل جدية.
فاستعد للقاء بأحلى الحلل وتمثل بأعمال خير العمل و تقدم بخطواتك الوقورة للوضوء وأنت تبتهل ، فإنه جائز لك السرور مما أنت فيه من التوجه للجليل الأجل ، ولكن حذار من دخول الرياء والعجب حتى لا يكون من نصيبك الفشل ، فإن النية على مدارها تدور الدوائر و يحصل التوافق والتنافر ، فتمثل بسلوك السالكين ليدرجك الحبيب في الصالحين الذاكرين الخاشعين ، ( فمن أحب عمل قوم حشر معهم ) ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*