القبلة

image_pdfimage_print

من فكرة التوحيد القوية أن جعل عالم كل عليم ، وسيد العقلاء القبلة الموحدة في التوجه تجاه المولى ،بل لم يكتف بذلك ، ولم يكن كذلك فحسب ، بل جعلت هذه الجهة هي المقدسة عند المسلمين ، فلا يجوز التخلي و إخراج الفضلات و أنت متوجه لها أو مستدبرها ، بل و يستحب الدعاء و التوجه للرب باستقبالها لإحراز الاستجابة ..
فالإسلام  الأعظم رغم انقسامه إلى مذاهب مختلفة ، إلا أنه ما زال محافظا على هيكله العام من وحدة و تكاتف تجاه  أعدائه ،و ذلك بسبب وحدة المقدسات ..والتوجه جميعا في آن واحد تجاه الرب يدعون بنفس الآيات  و القراءات ..
فمن المعلومات الإسلامية تاريخيا تبديل القبلة و تحويلها من المسجد الأقصى إلى الكعبة ، و كثير من الناس تسائل عن السبب في ذلك ، فهو غير محرز لأن الذي بدل القبلة هو صاحب العقل اللامحدود و الذي   يسأل عن السبب عقليته  محدودة.. بالرغم من هذا فهناك رواية تدل على أن ذلك اختبار لنفسيات المسلمين :
عن أبي بصير ، عن أحدهما ،في قوله تعالى:(سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) فقلت : الله أمره أن يصلي إلى البيت المقدس ، قال :نعم ، ألا ترى أن الله سبحانه و تعالى يقول : ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) قال : إن بني عبد الأشهل أتوهم و هم في الصلاة و قد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس ، فقيل لهم إن نبيكم قد صرف إلى الكعبة ، فتحول النساء مكان الرجال و الرجال مكان النساء و جعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة ، فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين ، فلذلك سمي مسجدهم مسجد القبلتين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*