المواقيت

image_pdfimage_print

من مبادئ توحيد صفوف المؤمنين و سياسة الاتحاد في المدرسة المحمدية أن يكون هناك أذان يجمع الناس في لقاء مع الرب الجليل ناشرا بينهم المودة و الألفة و يجعلهم كالبنيان المرصوص ،، كما و أنه يحسسهم بيوم الحشر و اجتماع الناس لرب العالمين ..
عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال : (إنما أمر الناس بالأذان لعلل كثيرة، منها أن يكون تذكيرا للناس ، وتنبيها للغافل، و تعريفا لمن جهل الوقت و جهل عنه ، و يكون المؤذن بذلك داعيا إلى عبادة الخالق، و مرغبا فيها، مقرا له بالتوحيد ، مجاهرا بالإيمان، معلنا بالإسلام ، مؤذنا لمن ينساها ، و إنما يقال له مؤذن لأنه يؤذن بالأذان بالصلاة ، و إنما بدأ منه بالتكبير و ختم بالتهليل لأن الله عز و جل أراد أن يكون الابتداء بذكره و اسمه ، و اسم الله في التكبير في أول الحرف و في التهليل في آخره ، و إنما جعل مثنى مثنى ليكون تكرارا في أذان المستمعين ، مؤكدا عليهم إن سها أحد عن الأول لم يسه عن الثاني ، و لأن الصلاة ركعتان ركعتان فلذلك جعل الأذان مثنى مثنى ، وجعل التكبير في أول الأذان أربعا  لأن أول الأذان إنما يبدو غفلة ، وليس قبله كلام ينبه المستمع إليه ، فجعل الأوليان تنبيها للمستمعين لما بعده في الأذان و جعل
بعد التكبير ..) ..
فكما بين الإمام عليه السلام  بعض أسرار الأذان موضحا إياها للفضل بن شاذان ، بين أهميته بالنسبة للأمة الإسلامية ، فالمسارعة بالاستجابة لداعي الله يدرج المؤمنين في طريق الأبرار و كأنما هو اقتداء بحت بإمامة رسول الله ، حيث أن عليه أن يتخيل قيام الرسول في مثل هذا الوقت و إنه بذلك يتبعه و يستحق أن يكون من أنصار الدين ، و كما قال أمير المؤمنين في مبدأ الثواب و العقاب : (في أولها جزور و في آخرها زرزور ).فالشعور بنداء المولى أولى بالإتباع من نداء أي كان ، إلا الكسل، فعلى المؤمن محاربته قبل العمل .. و لن يكون ذلك إلا بعد إيكال الأمور كلها لله و الإيمان بقدرته على التوفيق حقيقة .. أي الجزم بذلك.
أجر المؤذن ..
عن الإمام الباقر عليه السلام : (من أذن سبع سنين محتسبا جاء يوم القيامة ولا ذنب له..).
فعلماء النفس قد بينوا أن نجاح أي تجربة روحية أو نفسية لا يبين إلا بعد سبع سنين ،فالعلاقات مثلا من زوجية أو غيرها لا تبين حقيقتها إلا بعد السن السابعة من شروعها حيث تتكشف النوايا الحقيقية للطرفين و الطباع الأصلية تظهر للعيان ، فإما أن يظهر التكيف و التطبع  أو النفور بلا تورع ، فكلام الإمام و قوله سبع سنين ليس بعابث في العدد ، إذ أنه يقصد المواصلة بالتحبب للمولى في العمل ، فالمتودد لله أولى بغفران الذنوب ..
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ( من أذن في مصر من أمصار المسلمين سنة ، وجبت له الجنة )..
حيث أن المؤذن قد تجاهر بصوت الإيمان سنة كاملة .. و دعى إلى الله جامعا للمسلمين..
عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : للمؤذن فيما بين الأذان و الإقامة مثل أجر الشهيد المتشحط بدمه في سبيل الله ، قال رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله، إنهم يجتلدون على الأذان ، قال : كلا ، إنه يأتي على الناس زمان يطرحون الأذان على ضعفائهم ، و تلك لحوم حرمها الله على النار..
و هذا ما تسالم عليه هذا الزمن  ، حيث ترى الناس قد نفروا عن المساجد فضلا عن الأذان .. فلو أدرك الناس ما في الأذان من فضل لتجالدوا عليه بالسياط .
كما أنه قد روي أن من سمع الأذان و قال كما يقول المؤذن زيد في رزقه ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*