الرجاء

image_pdfimage_print

الرجاء هو السعي نحو نيل الأمور المرغوبة لغة .. و هو محاولة نيل المحبوب من الله خصوصا ، عند أهل الاصطلاح ..وله أنواع عديدة ..منها :
(1 ) الراجي الكاذب: كالذي لديه مقدرة العبادة ، ويتمنى أن يكون عابدا زاهدا..فما الذي يمنعه من أن يكون كذلك ؟؟!
(2 ) الراجي المغرور : كالذي لا يسعى لتطوير نفسه عباديا و يشعر بالرضا العام و القناعة أنه من الزاهدين الذين و فوا بالشكر للمولى جل و علا ..
(3 ) الراجي الصادق : و هو العامل بجد و إخلاص و يقين للمولى جل و علا منتظرا القبول منه بعد أن قام بالمطلوب منه .. فهو الراجي الأمثل ..
و هناك الكثير الكثير من الأنواع و الصور للزاهدين و لا يثمر منهم سوى الصادق في العبادة أمين .. و لكن الصورة الأخطر هم الذين يدعون حسن الظن بالله و هم لا يعملون .. فحسن الظن في حد ذاته منزلة إيمانية عظيمة ، حيث يقول المولى جل وعلا في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي فليظن ما شاء)، و لكن هذا لا يعني أن يكون العبد مستهينا بالله عاصيا له ..فقد ورد من الأخبار المتواترة خبر عن قوم  كانوا في زمن الإمام الصادق  يلمون بالمعاصي ، وإذا خاطبهم الناس بطلب الامتثال قالوا نحن نرجو  ، متجاهلين أنه الآمر بأداء الفرائض ..فكان جواب الإمام : (كذبوا فمن رجي شيئا عمل له و من خاف شيئا   هرب منه)(1) فهذا دليل على أن نيل الثواب الجزيل لا يكون إلا بالعمل الصالح الجميل للجميل ..
فرجاء المغفرة لا يكون إلا بالإلحاح في الاستغفار و المعذرة ، فالباكي ندما مستغفرا من الذنوب والأوزار أولى بحسن الظن من المدعي المهذار ..
و الراجي للخير المحسن بالظن صادقا يجب أن يلتفت إلى نفسه وميزانيتها كي لا يخلق الرجاء عنده التهاون في أداء الواجبات فضلا عن المستحبات ، فما إن يحس المؤمن بالثقل و الكسل فعليه أن يوجد العلاج بالعجل .. أي عليه أن يسارع بقراءة آيات الزجر و الحث حتى  يكون لجذور الكسل و التهاون مجتث ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*