لفتة حول السيطرة الضرورية

image_pdfimage_print

من الواضح أن كبح جماح النفس لا يكون إلا بمعرفة   مداخلها و مخارجها ، و منى يمتعها أو يزعجها ، و ما ينبغي و ما لا  ينبغي ، و ما يمكن و  ما لا يمكن ، و كلها مناطة بمعرفتها للإنسان        نفسه .. لأنه أدرى بها و أبصر بما يخصه، فهو على نفسه بصير ..
فالنفس محاطة بحدود أسوار القدرات ، تحبس في مداخلها  مدى إمكانيات الشهوات ، تفيض على جنباتها أنواع الدوافع من    قويها أو ضعيفها و مهملها و محملها ، حيث تسبح على فيوضاتها الأحلام و تتفشى في هوائها الأوهام ، و  تحمل غيرها من الصفات المعقدة ، و الأفكار و المبادئ المشيدة ..
لذا كان لزاما على العبد أن يتفكر فيها ، و يعرف كيف   يحتويها ، حتى يدير دفة الاستبصار و الاستغفار حينما تقف في طريقه معترضة دكة الأوزار ..فالمرء يجلس لساعات طوال بين يدي حلاق  ماهر ، و يقضي شطرا من الوقت في حمام السباحة ، و ينفق المال   الذي شقي من أجل نيله و تعب على جميل  الملبس و غيرها             من الكماليات المزينة ، ليبدو بالمظهر الجميل اللائق أمام   جماهير  الناس من عوام أو خواص ..و المرأة تتحمل الأعباء الأكثر من أجل  جمال المظهر ، و لو يطرح   السؤال يريد أجوبة بلا انفعال، وهو :  أليس من   مبادئ الشخص النظيف  أن يضيف مع التنظيف الخارجي روحه؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*