فئة الأرشيف: أسرار الصلاة

image_pdfimage_print

مقدمة في أسرار الصلاة

نشر على بواسطة .

المقــــدمة

لو نظر الإنسان إلى نفسه نظرة الفــاحص الممحص لوجد أنه يحتاج للكثير الكثير حتى يصير مرتاح الضمير فـي هذه الدنيا الفانية ، و هذا ليس بالشيء اليسير نيله أو السهل سبيله ، فلا بد للفرد الناجح أن يطور ما يريد النجاح فيه كما هو المتصور ، و المتأمل لكل طريق متأوّل لا بد له من إدراك الحقائق الحسية المندمجة بالمفاهيم الذهنية جافيا بذلك الخط العسير ومشقة الترويض في منهاج المسير كل ما كان له وجودا خارجيا ذو طعم ولون يخطف بالأبصار للحصول على مباهج الاستبصار والتشرف بخدمة المتعال الجبار، تلك أماني أهل الدين و خصوصا من السالكين للسلوك الملكوتي.. فالعجب العجب من أهل الطلب يمهدون لكل ما يريدون ،يسعون و يطوّرون حتى يفوزون بما بذل له الرجاء الملح ، و لكنهم ينسون في لحظات الرخاء الموفّق ذو الخير المتدفق فيعبدونه بعبادة قد باد ثوبها المتمزق ، تخلو جميع جنباتها من لهجات المحب العاشق ، حتى تتكلم الدنيا في آذانهم هامسة بطعوم النغمات ، لتتنفس النفس صاغرة بلهيب الزفرات على ما وجب إنجازه وما فات ، فيلبس الغافلون الثياب اللامعة بعيون ساطعة طامعة لسبيل الملذات ، فيحيك الشيطان من صناعته باقي خلع الكربات .. فلهذا وجب وقوف النفس صاغـرة عند مظان الخشوع ، و مطيلة لانحناءات الركوع ، و إغراق السجود بالاستغراق في الدموع حتى تتكلل بزفرة الضلوع ، و الشروع لا يتكون إلا بمعـرفـة تفتـح مصــاريع الأذهان بروايات سادات الزمان عليهم من السلام السلام .. لما ورد آنفا كان لا بد لي من السير مسعفا جروحي قبل جروح الآخرين بالبحث عن المضامين في هدية العبد لرب العالمين حتى أكتب من المصلين ، فرأيت التربية السلوكية الحقة ، والأنفاس الملتهبة بالمشاعر و الرقة وإقامة الصلاة بدقة ، عند من أنزلهم الله لنافي هذه الخليقة لنشر كل حقيقة لا بد لنا من معرفتها ، فهم الحجج الدامغة لكل فكرة زائغة ..