مقدمة دورة للمراهقين

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى في محكم كتابه :”وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ “(الذاريات: 56  )

فعلينا جميعا أمانة في الأعناق والأرواح وهي عبادة الله سبحانه وتعالى الذي كرمنا على سائر مخلوقاته بعبادته ..

فالانسان حمل أمانة الطاعة (( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) )) سورة الأحزاب ..وذلك ليس لعدم قابلية السماوات والارض على الطاعة فهي مجبولة عليها ولكن عن تحمل الامانة التي تستدعيها التزامات الطاعة وضرورياتها فحملها الانسان، فالطير تسبح بحمده والجبال وكل شيء حولنا يسبح بحمده حتى الأشجار الأحجار حيث قال تعالى : ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) (البقرة) وقال جل وعلا أيضا : لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الحشر..

ومن هنا أحبتي ندرك أن هناك أمانة في رقابنا وهي عبادة الله جل وعلا والإمتثال لأوامره سبحانه وتعالى لأنه خلقنا لنعبده ونقدسه ونسبح بحمده ..

فهذا الأمر يكون بطريقين :

الأول : وهو معرفة أصول الدين والاعتقاد والجزم بها ..وهذا ليس فيه تقليد فيجب على كل انسان ان يعتقد بوجود الله بطريقته وبحثه الخاص عبر قراءة كتب العقائد والمعرفة منها

الثاني الفروع: وهو معرفة كيفيات العباة وتشريعاتها والفقه وهنا يقع التقليد والرجوع للعلماء فيها ..

فهذه الدورة ستحمل الطريقين سنبدأ بالأول ومن ثم الثاني ..

والله من وراء القصد.